الليل المظلم للنفس
من Gospel Translations Arabic
(الفرق بين المراجعتين)
(Automated: copied from main site) |
ط |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{ info | The Dark Night of the Soul}} | {{ info | The Dark Night of the Soul}} | ||
- | <div style="direction: rtl;">الليل المظلم للنفس. تصف هذه الظاهرة علة عانى منها عظماء المسيحيون من وقت الى اخر. انها العلة التي اثارت داؤد ودفعته الى ان يغرق وسادته بالدموع. انها العلة التي اكسبت إرميا لقب "النبي الباكي". انها العلة التي ابلت بشدة مارتن لوثر و جعلت انقباضيته (كآبته) تهدد بتدميره. هذا ليس تشخيص مناسب وعادي للكآبة, لكن هذه الكآبة مرتبطة بأزمة الايمان, شدة تأتي عندما يشعر الواحد بغياب الله او تُحدث احساس بالتخلي من قبل الله .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">الكآبة الروحية هي حقيقية و يمكن ان تكون قاسية. نتسائل كيف يمكن لشخص مؤمن ان يختبر مثل هذا الهبوط الروحي, لكن اي كان المحرض فهو لايلغي حقيقتها. ايماننا ليس فعل مستمر. انه متنقل و متذبذب. نحن | + | <div style="direction: rtl;">الليل المظلم للنفس. تصف هذه الظاهرة علة عانى منها عظماء المسيحيون من وقت الى اخر. انها العلة التي اثارت داؤد ودفعته الى ان يغرق وسادته بالدموع. انها العلة التي اكسبت إرميا لقب "النبي الباكي". انها العلة التي ابلت بشدة مارتن لوثر و جعلت انقباضيته (كآبته) تهدد بتدميره. هذا ليس تشخيص مناسب وعادي للكآبة, لكن هذه الكآبة مرتبطة بأزمة الايمان, شدة تأتي عندما يشعر الواحد بغياب الله او تُحدث احساس بالتخلي من قبل الله .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">الكآبة الروحية هي حقيقية و يمكن ان تكون قاسية. نتسائل كيف يمكن لشخص مؤمن ان يختبر مثل هذا الهبوط الروحي, لكن اي كان المحرض فهو لايلغي حقيقتها. ايماننا ليس فعل مستمر. انه متنقل و متذبذب. نحن نتحول من ايمان الى ايمان, قد تكون بينهما فترات شك نبكي خلالها, "يارب, انا أؤمن, لكن ساعد عدم ايماني ".</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">نحن نعتقد ايضاً ان الليل المظلم للنفس هو شئ متضارب تماما مع ثمر الروح, ليس فقط بالايمان بل بالفرح. بمجرد ان تغمرالروح القدس قلوبنا بفرح لايوصف عندها لا يمكن ان يكون هناك مكان في ذلك الحجر (القلب) لمثل هذا الظلام؟ انه من المهم ان نميز بين ثمر الروح الفرح و المفهموم الثقافي للسعادة. من الممكن ان يكون هناك فرح في قلب المسيحي بينما يبقى هناك اكتئاب في رأسه. الفرح الذي عندنا يغذينا (يثبتنا) خلال تلك الليال المظلمة و لا يُقمع بالاكتئاب الروحي. الفرح المسيحي هو الذي ينجو من كل مطبات الحياة .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس, يوصي بولص الرسول قراءه باهمية الوعظ وايصال كلمة الكتاب المقدس الى الناس. لكن في خضم هذا, يُذكر الكنيسة ان الثروة المعطاة لنا من الله هي ليست محتواة في اوان من ذهب او فضة بل في ما يدعوه التلاميذ "أوان خزفية". لهذا السبب قال, "لتكون فضل القوة لله لا منا." مباشرة بعد هذا التذكير, اضاف الرسول بولص, "مكتئبين في كل شئ لكن غير متضايقين. متحيرين, لكن غير يائسين. مضطهدين, لكن غير متروكين. مطروحين, لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع, لكي تظهر حياة يسوع ايضاً في جسدنا." (2كو. 4: 7-10). </div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">هذا النص يشير الى حدود الاكتئاب الذي نختبره. الاكتئاب يمكن ان يكون عميق, لكن ليس دائمي, او مهلك. لاحظ ان الرسول بولص وصف وضعنا الاجتماعي بطرق مختلفة. يقول اننا "مكتئبين, متحيرين,مضطهدين, مطروحين." هذه صور قوية تصف الصراع الذي يجب ان يتحمله المسيحيين, لكن في كل مكان يصف به هذه الظاهرة, في نفس الوقت يصف حدودها. مكتئبين لكن غير متضايقين. متحيرين, لكن غيريائسين. مضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين, لكن غير هالكين .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">اذاً يتعين علينا تحمل هذا الضغظ, لكن الضغظ, بالرغم من حدته, لايهلكنا. ممكن ان نكون مشوشين و متحيرين, لكن تلك النقطة المنخفضة التي تقودنا اليها الحيرة لاتولد يأس تام وكامل. حتى في الاضطهاد, الذي قد يبدو خطيراً, نكون فيه غير متروكين اومتخلى عنا, و ربما نكون مطروحين و مغلوبين كما قال إرميا, مع هذا هناك مكان للفرح . نحن نرى النبي حبقوق, الذي بقى اثناء بوئسه آمناً بالرغم من النكسات التي تحملها, الله اعطاه قدمين " الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلا الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي".(مز.18 :32-34) .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">في مكان اخر, الرسول بولص في كتاباته الى فيلبي اعطاهم تحذير ان " لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ " قائلا لهم ان علاج القلق موجود في قوة ارادتكم وشدة بصيرتكم, انه سلام الله الذي يهدء نفوسنا و يبدد قلقنا. فوق ذلك,نحن نستطيع ان نكون قلقين وعصبين متوترين لكن غير مسلمين في النهاية الى اليأس .</div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;"></div><div style="direction: rtl;">هذا التعايش للايمان مع الكآبة الروحية يتطابق مع تعابير توراتية اخرى عن حالات انفعالية او عاطفية. قيل لنا انه جائز تماما للمؤمنين ان يعانوا الحزن. ربنا نفسه كان رجل الاحزان ومُلم بالحزن. مع ان الحزن يمكن ان يمتد الى جذور نفسنا, الا انه يجب الا يثمر المرارة. الحزن هو انفعال او احساس مباح, في بعض الاحيان حتى فضيلة, لكن يجب ان لايكون هناك مكان في النفس للمرارة. على نفس الطريقة, نرى انه من الجيد ان نذهب الى دار النواح, لكن حتى في النواح, ذلك الاحساس الهابط يجب ان لايفسح الطريق للكراهية. وجود الايمان لايؤمن غياب الكآبة الروحية؛ لكن, الليلة المظلمة للنفس دائماً تمهد الطريق الى سطوع ضوء الظهيرة من حضور الله.</div> |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:٢٦، ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٩
بواسطة R.C. Sproul
حول المعاناة
جزء من سلسلة Right Now Counts Forever س
ترجمة من قبل Amy Elias
يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).
الليل المظلم للنفس. تصف هذه الظاهرة علة عانى منها عظماء المسيحيون من وقت الى اخر. انها العلة التي اثارت داؤد ودفعته الى ان يغرق وسادته بالدموع. انها العلة التي اكسبت إرميا لقب "النبي الباكي". انها العلة التي ابلت بشدة مارتن لوثر و جعلت انقباضيته (كآبته) تهدد بتدميره. هذا ليس تشخيص مناسب وعادي للكآبة, لكن هذه الكآبة مرتبطة بأزمة الايمان, شدة تأتي عندما يشعر الواحد بغياب الله او تُحدث احساس بالتخلي من قبل الله .
الكآبة الروحية هي حقيقية و يمكن ان تكون قاسية. نتسائل كيف يمكن لشخص مؤمن ان يختبر مثل هذا الهبوط الروحي, لكن اي كان المحرض فهو لايلغي حقيقتها. ايماننا ليس فعل مستمر. انه متنقل و متذبذب. نحن نتحول من ايمان الى ايمان, قد تكون بينهما فترات شك نبكي خلالها, "يارب, انا أؤمن, لكن ساعد عدم ايماني ".
نحن نعتقد ايضاً ان الليل المظلم للنفس هو شئ متضارب تماما مع ثمر الروح, ليس فقط بالايمان بل بالفرح. بمجرد ان تغمرالروح القدس قلوبنا بفرح لايوصف عندها لا يمكن ان يكون هناك مكان في ذلك الحجر (القلب) لمثل هذا الظلام؟ انه من المهم ان نميز بين ثمر الروح الفرح و المفهموم الثقافي للسعادة. من الممكن ان يكون هناك فرح في قلب المسيحي بينما يبقى هناك اكتئاب في رأسه. الفرح الذي عندنا يغذينا (يثبتنا) خلال تلك الليال المظلمة و لا يُقمع بالاكتئاب الروحي. الفرح المسيحي هو الذي ينجو من كل مطبات الحياة .
في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس, يوصي بولص الرسول قراءه باهمية الوعظ وايصال كلمة الكتاب المقدس الى الناس. لكن في خضم هذا, يُذكر الكنيسة ان الثروة المعطاة لنا من الله هي ليست محتواة في اوان من ذهب او فضة بل في ما يدعوه التلاميذ "أوان خزفية". لهذا السبب قال, "لتكون فضل القوة لله لا منا." مباشرة بعد هذا التذكير, اضاف الرسول بولص, "مكتئبين في كل شئ لكن غير متضايقين. متحيرين, لكن غير يائسين. مضطهدين, لكن غير متروكين. مطروحين, لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع, لكي تظهر حياة يسوع ايضاً في جسدنا." (2كو. 4: 7-10).
هذا النص يشير الى حدود الاكتئاب الذي نختبره. الاكتئاب يمكن ان يكون عميق, لكن ليس دائمي, او مهلك. لاحظ ان الرسول بولص وصف وضعنا الاجتماعي بطرق مختلفة. يقول اننا "مكتئبين, متحيرين,مضطهدين, مطروحين." هذه صور قوية تصف الصراع الذي يجب ان يتحمله المسيحيين, لكن في كل مكان يصف به هذه الظاهرة, في نفس الوقت يصف حدودها. مكتئبين لكن غير متضايقين. متحيرين, لكن غيريائسين. مضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين, لكن غير هالكين .
اذاً يتعين علينا تحمل هذا الضغظ, لكن الضغظ, بالرغم من حدته, لايهلكنا. ممكن ان نكون مشوشين و متحيرين, لكن تلك النقطة المنخفضة التي تقودنا اليها الحيرة لاتولد يأس تام وكامل. حتى في الاضطهاد, الذي قد يبدو خطيراً, نكون فيه غير متروكين اومتخلى عنا, و ربما نكون مطروحين و مغلوبين كما قال إرميا, مع هذا هناك مكان للفرح . نحن نرى النبي حبقوق, الذي بقى اثناء بوئسه آمناً بالرغم من النكسات التي تحملها, الله اعطاه قدمين " الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلا الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ، وَعَلَى مُرْتَفِعَاتِي يُقِيمُنِي".(مز.18 :32-34) .
في مكان اخر, الرسول بولص في كتاباته الى فيلبي اعطاهم تحذير ان " لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ " قائلا لهم ان علاج القلق موجود في قوة ارادتكم وشدة بصيرتكم, انه سلام الله الذي يهدء نفوسنا و يبدد قلقنا. فوق ذلك,نحن نستطيع ان نكون قلقين وعصبين متوترين لكن غير مسلمين في النهاية الى اليأس .
هذا التعايش للايمان مع الكآبة الروحية يتطابق مع تعابير توراتية اخرى عن حالات انفعالية او عاطفية. قيل لنا انه جائز تماما للمؤمنين ان يعانوا الحزن. ربنا نفسه كان رجل الاحزان ومُلم بالحزن. مع ان الحزن يمكن ان يمتد الى جذور نفسنا, الا انه يجب الا يثمر المرارة. الحزن هو انفعال او احساس مباح, في بعض الاحيان حتى فضيلة, لكن يجب ان لايكون هناك مكان في النفس للمرارة. على نفس الطريقة, نرى انه من الجيد ان نذهب الى دار النواح, لكن حتى في النواح, ذلك الاحساس الهابط يجب ان لايفسح الطريق للكراهية. وجود الايمان لايؤمن غياب الكآبة الروحية؛ لكن, الليلة المظلمة للنفس دائماً تمهد الطريق الى سطوع ضوء الظهيرة من حضور الله.