الكل بالنعمةبقلم/لماذا نخلص بالايمان؟
من Gospel Translations Arabic
JoyaTeemer (نقاش | مساهمات) |
JoyaTeemer (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{info|All of Grace/Why Are We Saved by Faith?}} | {{info|All of Grace/Why Are We Saved by Faith?}} | ||
+ | |||
+ | |||
+ | لماذا قد أختير الايمان قناة للخلاص؟ بلا شك غالبا ما يسأل هذا السؤال. "بالنعمة أنتم مخلّصون بالايمان" هذه بالتأكيد عقيدة الكتاب المقدس و تعيين الله و لكن لماذا هي كذلك؟ لماذا قد أختير الايمان و ليس الرجاء، المحبة أو الصبر؟ و ترجع الأمور الينا أن نجاوب على هذا السؤال بإعتدال و تواضع لأن طرق الله ليست دائما مفهومة و لا يحق لنا أن نرفضها بوقاحة. بتواضع سوف نجاوب بقدر مانستطيع أن الايمان قد اختير كقناة للنعمة لأنّه يوجد تكييف طبيعي للايمان أن يستعمل من قبل المستلم. لنفترض أنني أريد أن أعطي صدقة لرجل فقير، فأضعها بيده، لماذا؟ حسنا، لأنه من الصعب وضعها بأذنه مثلا أو أن أضعها على رجله، و تبدو اليد أنها قد صنعت بقصد لتلقي الأشياء. لذلك في إطارنا فقد وجد الايمان بقصد لتلقّي الأشياء، كيد الانسان هكذا الايمان ملائم لتلقّي النعمة في كل أوجهها. | ||
+ | |||
+ | دعني اوضّح هذه الفكرة. الايمان الذي يقبل المسيح هو بسيط كما يقبل الولد تفاحة منك، لأنك ترفعها و تعده بإعطائها له إن أتى من أجلها. الايمان بإعطاء التفاحة و قبولها هو نفس الفعل الذي يلعبه الايمان بالنسبة الى الخلاص الأبدي. ما تكونه يد الولد بالنسبة الى التفاحة هكذا يكون الايمان للخلاص في المسيح. | ||
+ | |||
+ | لم تصنع يد الولد التفاحة أو تحسّنها او تستحقها لكنها تأخذها فقط، والإيمان قد أختير من الله أن يكون متلقيا الخلاص لأن لا يدّعي بأنه صنع الخلاص أو ساعد بإعداده و لكنه فقط أن يقبله بتواضع. "الإيمان هو اللسان الذي يترجّى، المسامحة و اليد التي تقبله، و العين التي تراه، و لكنه لبس الأجرة التي تدفع من أجل شرائه". لم يجعل الإيمان نفسه أبدا كإلتماس أو طلب، لكنه يرتاح بحجّته على دم المسيح. فأصبح خادما أمينا ليجلب الأمور العظيمة التي للرب يسوع لنفس الإنسان، لأنه هو يعلن عندما يقترب بهم أن فقط النعمة تمتلكهم و النعمة قد وكلته بهم. والإيمان ايضا قد أختير بلا شك لأنّه يعطي كل المجد لله. إنّه بالإيمان لكي تقدر أن تكون بالنعمة، و أنّها بالنعمة لكي لا يكون هناك إفتخار لأن الله لا يحتمل الكبرياء. "يعرف المتكبر من بعيد" ولا يتمنى الله أن يقترب اليه. لن يقدّم الله الخلاص بطريقة تنشىء و تعزز الكبرياء. يقول بولس الرسول "ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد". والآن، الإيمان يلغي كل الإفتخار. فاليد التي تقبل العطاء لا تقول، "يجب أن تشكروني لأنكم قد قبلتم العطيّة". فهذا يكون سخيفا. فعندما تنقل اليد الخبز الى الفم لا تقول الى الجسد "أشكرني لأنني أطعمتك". هذا عمل بديهي أن تقوم به اليد مع أنّه ضروري جدا و لن تدّعي ابدا المجد لنفسها على ما فعلته. لذلك الله قد أختار الإيمان لقبول عطيّته التي لا يعبّر عنها من نعمته. لأنها لا تقدر أن تأخذ لنفسها أي مفخرة، لكنّها واجب عليها أن توقّر الله الكريم الذي هو معطى كل الأشياء الصالحة. يضع الإيمان التاج على الرأس الصحيح لذلك كان للرب يسوع عادة أن يضع التاج على رأس الإيمان قائلا "إيمانك قد خلّصك، إذهب بسلام". | ||
+ | |||
+ | ايضا، يختار الله الإيمان كقناة للخلاص لأنها طريقة أكيدة ليرتبط الإنسان بالله. فعندما يثق الإنسان بالله فتكون هناك مرحلة من الوحدة بينهما وهذه الوحدة تضمن فيض من البركات. فالإيمان يخلّصنا لأنه يجعلنا نتعلّق بالله ويأتي بنا لعلاقة إتحاد معه. لقد إستخدمت غالبا الإيضاح التالي، لكنني يجب أن أستخدمه ثانية لأنني لا أستطيع أن أفكّر في أفضل منه. لقد أخبرت لسنوات عديدة مضت عن قارب يتأرجح فوق شلالات نياغارا و الرجال الإثنين في القارب يوجههما التيار الى أسفل، فرآهما بعض الناس من على الشاطىء فاستطاعوا أن يلقوا الى جنبهم حبلا للنجاة ثم بعد قليل إقتربا منه وأمسكاه. تمسّك الأول به ثم جرّاه بأمان الى الشاطىء، لكن الثاني وجد جذع شجرة كبيرة بجانبه فترك الحبل بعدم حكمة و تعلّق بالشجرة الكبيرة، لأنها كانت الأكبر من الشيئين و ظاهريا أفضل لكي يتعلّق بها. وللأسف توجّه جذع الشجرة و الرجل عليه الى الهاوية الواسعة، لأنه لم يكن هناك من إتّحاد بين الشاطىء و جذع الشجرة. قياس الشجرة لم يكن مفيدا له، هو كان يحتاج الى صلة مع الشاطىء لكي ينشىء أمانا. فعندما يتّكل الإنسان على أعماله، أو على الطقوس أو على أي شيء من التقاليد المماثلة، لن يخلص لأنه ليس من صلة بينه و بين المسيح، لكن الايمان مع أنّه قد يبدو مثل الحبل الهزيل لكنه بين يدي الله العظيم على الشاطىء، قوة لا محدودة سوف تسحب بهذا الحبل و هكذا تجنّب الإنسان من الهلاك. ما أعظم بركات الإيمان لأنّها توحدنا مه الله. | ||
+ | |||
+ | لقد أختير الإيمان ايضا لأنّه يلامس حيويّة العمل. حتى في الأمور العاملة يكون الإيمان و بأنواعه يتعلق في بعض الأمور. أنا أتسائل أن اكون مخطئا إن قلت بأننا لا نفعل شيئا بإستثناء بعض الأنواع من الإيمان. إن مشيت عبر مكتبي ذلك لأنني اؤمن بأن أقدامي سوف تنقلني. يأكل الإنسان لأنه يؤمن بضرورة تناول الطعام. و يذهب الى عملة لأنّه يؤمن بقيمة المال، و يقبل شكا لأنّه يؤمن بأن المصرف يعترف به. لقد إكتشف كولومبوس أميركا لأنه آمن بوجود قارة أخرى وراء امحيط. و الأجداد المهاجرين سكنوا المستعمرات لأنهم آمنوا بأن الله سيكون معهم على تلك الشواطىء الصخرية. إن أكثر الأفعال العظيمة قد ولدت من الإيمان للصلاح او للشر، يعمل الإيمان عجائب بواسطة الإنسان التي تسكن به. فالإيمان في شكله الطبيعي هو قوة مسيطرة، و التي تدخل في كل أنواع أفعال الإنسان. من المحتمل أن كل من يسخر بالإيمان في الله هو الرجل الذي بشكل شرير لديه أكثر الإيمان. وبالحقيقة يقع في السذاجة التي تصبح سخيفة إن لم تكن شائنة. الله يعطي الخلاص بالإيمان لأن بخلق الإيمان فينا فإنه يلامس حيوية الشعور الحقيقية والأعمال. لقد إمتلك الله البطارية (إن صحّ التعبير) والآن هو يستطيع أن يرسل التيار المقدس لكل جزء من طبيعتنا. و عندما نؤمن بالمسيح وأصبح القلب من ملكية الله، عندها نخلص من الخطية نتحرّك بإتّجاه الغفران، القداسة، الحماس، الصلاة، التكريس والى كل ناحية شريفة أخرى. "ما يفعله الزيت بالعجلات، ما تفعله الأوزان للساعة، ما تفعله الأجنحة للطير، ما يفعله الشراع للسفينة، هكذا الإيمان لكل الخدمات والواجبات المقدسة". فليكن لديك ايمانا وكل النعم الأخرى سوف تتبع و تستمر بالمضي في طريقها. | ||
+ | |||
+ | والإيمان، ايضا، له القوة للعمل بالمحبة. أنها تؤثر العواطف بإتجاه الله وتوجّه القلب وراء الأمور الحسنة. فالذي يؤمن بالله وبدون أي سؤال سيحب الله. فالإيمان عمل ينبثق من العقل والفهم، ولكنه ينبع ايضا من القلب. "من القلب يؤمن الإنسان للبر" ولذلك يعطي الله الخلاص للإيمان لأنّه يسكن بجوار العاطفة ومماثل للمحبة، والمحبة هي أصل وحاضنة لكل شعور أو أمل مقدّس. المحبة لله هي الطاعة، المحبة لله هي القداسة. أن تحب الله وأن تحب الإنسان هو بأن تتطابق مع صورة المسيح، هذا هو الخلاص. | ||
+ | |||
+ | أكثر من ذلك، الإيمان يخلق السلام والفرح، الذي لديه الإيمان يرتاح ويكون هادىء و مسرور، وهذا هو تحضير للسماء. فالله يضع كل الهبات السماوية من خلال الإيمان و لهذا السبب يعمل الإيمان فينا بالروح وللحياة، التي تظهر في الأبدية في العالم السفلي أو في العالم العلوي. الإيمان يزوّدنا بالسلاح لهذه الحياة وثقافة للحياة الثانية. الإيمان يمكّن الإنسان للحياة وللموت بدون خوف، الإيمان يحضّر للعمل وللألم، ولذلك إختار الرب الإيمان كأكثر وسيلة ملائمة لكي ينقل النعمة الينا وبعد ذلك أن يحفظنا لكي نصل الى المجد. | ||
+ | |||
+ | يعمل الإيمان لنا في الحقيقة ما لا يستطيعه أي شيء آخر. إنه يمنحنا فرح وسلام و يسبب لنا الدخول الى الراحة. لماذا يحاول الإنسان أن يأخذ الخلاص بوسائل أخرى؟ قال رجل دين مسنّ هذا القول "وضع خادم ساذج كتفيه على باب كان قج منع أن يفتحه وابتدأ يدفع به بكل قوّته، لكن الباب لم يفتح و لم يستطع الدخول بالرغم من الجهود التي بُذلت. وأتى خادمٌ آخر بالمفتاح و بسهولة فتح ودخل حالا. الذين يريدون أن يخلصوا بالأعمال هم يدفعون باب السماء دون جدوى، لكن الإيمان هو المفتاح الذي يفتح بوابة السماء في الحال". | ||
+ | |||
+ | أيها القارىء ألن تستعمل هذا المفتاح؟ لقد طلب منك الرب أن تؤمن بإبنه العزيز، بناء على ذلك تستطيع أن تفعل ذلك وإن فعلت ذلك سوف تحيا. أليس هذا وعد الانجيل "من آمن واعتمد خلص" (مرقس 16:16). | ||
+ | ما هو إعتراضك لطريقة الخلاص التي تستودع نفسها الى رحمة وحكمة الله الكريم؟ |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٤٨، ١٣ أبريل ٢٠١٠
بواسطة Charles H. Spurgeon
حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب
ترجمة من قبل Walid Bitar
يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).
لماذا قد أختير الايمان قناة للخلاص؟ بلا شك غالبا ما يسأل هذا السؤال. "بالنعمة أنتم مخلّصون بالايمان" هذه بالتأكيد عقيدة الكتاب المقدس و تعيين الله و لكن لماذا هي كذلك؟ لماذا قد أختير الايمان و ليس الرجاء، المحبة أو الصبر؟ و ترجع الأمور الينا أن نجاوب على هذا السؤال بإعتدال و تواضع لأن طرق الله ليست دائما مفهومة و لا يحق لنا أن نرفضها بوقاحة. بتواضع سوف نجاوب بقدر مانستطيع أن الايمان قد اختير كقناة للنعمة لأنّه يوجد تكييف طبيعي للايمان أن يستعمل من قبل المستلم. لنفترض أنني أريد أن أعطي صدقة لرجل فقير، فأضعها بيده، لماذا؟ حسنا، لأنه من الصعب وضعها بأذنه مثلا أو أن أضعها على رجله، و تبدو اليد أنها قد صنعت بقصد لتلقي الأشياء. لذلك في إطارنا فقد وجد الايمان بقصد لتلقّي الأشياء، كيد الانسان هكذا الايمان ملائم لتلقّي النعمة في كل أوجهها.
دعني اوضّح هذه الفكرة. الايمان الذي يقبل المسيح هو بسيط كما يقبل الولد تفاحة منك، لأنك ترفعها و تعده بإعطائها له إن أتى من أجلها. الايمان بإعطاء التفاحة و قبولها هو نفس الفعل الذي يلعبه الايمان بالنسبة الى الخلاص الأبدي. ما تكونه يد الولد بالنسبة الى التفاحة هكذا يكون الايمان للخلاص في المسيح.
لم تصنع يد الولد التفاحة أو تحسّنها او تستحقها لكنها تأخذها فقط، والإيمان قد أختير من الله أن يكون متلقيا الخلاص لأن لا يدّعي بأنه صنع الخلاص أو ساعد بإعداده و لكنه فقط أن يقبله بتواضع. "الإيمان هو اللسان الذي يترجّى، المسامحة و اليد التي تقبله، و العين التي تراه، و لكنه لبس الأجرة التي تدفع من أجل شرائه". لم يجعل الإيمان نفسه أبدا كإلتماس أو طلب، لكنه يرتاح بحجّته على دم المسيح. فأصبح خادما أمينا ليجلب الأمور العظيمة التي للرب يسوع لنفس الإنسان، لأنه هو يعلن عندما يقترب بهم أن فقط النعمة تمتلكهم و النعمة قد وكلته بهم. والإيمان ايضا قد أختير بلا شك لأنّه يعطي كل المجد لله. إنّه بالإيمان لكي تقدر أن تكون بالنعمة، و أنّها بالنعمة لكي لا يكون هناك إفتخار لأن الله لا يحتمل الكبرياء. "يعرف المتكبر من بعيد" ولا يتمنى الله أن يقترب اليه. لن يقدّم الله الخلاص بطريقة تنشىء و تعزز الكبرياء. يقول بولس الرسول "ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد". والآن، الإيمان يلغي كل الإفتخار. فاليد التي تقبل العطاء لا تقول، "يجب أن تشكروني لأنكم قد قبلتم العطيّة". فهذا يكون سخيفا. فعندما تنقل اليد الخبز الى الفم لا تقول الى الجسد "أشكرني لأنني أطعمتك". هذا عمل بديهي أن تقوم به اليد مع أنّه ضروري جدا و لن تدّعي ابدا المجد لنفسها على ما فعلته. لذلك الله قد أختار الإيمان لقبول عطيّته التي لا يعبّر عنها من نعمته. لأنها لا تقدر أن تأخذ لنفسها أي مفخرة، لكنّها واجب عليها أن توقّر الله الكريم الذي هو معطى كل الأشياء الصالحة. يضع الإيمان التاج على الرأس الصحيح لذلك كان للرب يسوع عادة أن يضع التاج على رأس الإيمان قائلا "إيمانك قد خلّصك، إذهب بسلام".
ايضا، يختار الله الإيمان كقناة للخلاص لأنها طريقة أكيدة ليرتبط الإنسان بالله. فعندما يثق الإنسان بالله فتكون هناك مرحلة من الوحدة بينهما وهذه الوحدة تضمن فيض من البركات. فالإيمان يخلّصنا لأنه يجعلنا نتعلّق بالله ويأتي بنا لعلاقة إتحاد معه. لقد إستخدمت غالبا الإيضاح التالي، لكنني يجب أن أستخدمه ثانية لأنني لا أستطيع أن أفكّر في أفضل منه. لقد أخبرت لسنوات عديدة مضت عن قارب يتأرجح فوق شلالات نياغارا و الرجال الإثنين في القارب يوجههما التيار الى أسفل، فرآهما بعض الناس من على الشاطىء فاستطاعوا أن يلقوا الى جنبهم حبلا للنجاة ثم بعد قليل إقتربا منه وأمسكاه. تمسّك الأول به ثم جرّاه بأمان الى الشاطىء، لكن الثاني وجد جذع شجرة كبيرة بجانبه فترك الحبل بعدم حكمة و تعلّق بالشجرة الكبيرة، لأنها كانت الأكبر من الشيئين و ظاهريا أفضل لكي يتعلّق بها. وللأسف توجّه جذع الشجرة و الرجل عليه الى الهاوية الواسعة، لأنه لم يكن هناك من إتّحاد بين الشاطىء و جذع الشجرة. قياس الشجرة لم يكن مفيدا له، هو كان يحتاج الى صلة مع الشاطىء لكي ينشىء أمانا. فعندما يتّكل الإنسان على أعماله، أو على الطقوس أو على أي شيء من التقاليد المماثلة، لن يخلص لأنه ليس من صلة بينه و بين المسيح، لكن الايمان مع أنّه قد يبدو مثل الحبل الهزيل لكنه بين يدي الله العظيم على الشاطىء، قوة لا محدودة سوف تسحب بهذا الحبل و هكذا تجنّب الإنسان من الهلاك. ما أعظم بركات الإيمان لأنّها توحدنا مه الله.
لقد أختير الإيمان ايضا لأنّه يلامس حيويّة العمل. حتى في الأمور العاملة يكون الإيمان و بأنواعه يتعلق في بعض الأمور. أنا أتسائل أن اكون مخطئا إن قلت بأننا لا نفعل شيئا بإستثناء بعض الأنواع من الإيمان. إن مشيت عبر مكتبي ذلك لأنني اؤمن بأن أقدامي سوف تنقلني. يأكل الإنسان لأنه يؤمن بضرورة تناول الطعام. و يذهب الى عملة لأنّه يؤمن بقيمة المال، و يقبل شكا لأنّه يؤمن بأن المصرف يعترف به. لقد إكتشف كولومبوس أميركا لأنه آمن بوجود قارة أخرى وراء امحيط. و الأجداد المهاجرين سكنوا المستعمرات لأنهم آمنوا بأن الله سيكون معهم على تلك الشواطىء الصخرية. إن أكثر الأفعال العظيمة قد ولدت من الإيمان للصلاح او للشر، يعمل الإيمان عجائب بواسطة الإنسان التي تسكن به. فالإيمان في شكله الطبيعي هو قوة مسيطرة، و التي تدخل في كل أنواع أفعال الإنسان. من المحتمل أن كل من يسخر بالإيمان في الله هو الرجل الذي بشكل شرير لديه أكثر الإيمان. وبالحقيقة يقع في السذاجة التي تصبح سخيفة إن لم تكن شائنة. الله يعطي الخلاص بالإيمان لأن بخلق الإيمان فينا فإنه يلامس حيوية الشعور الحقيقية والأعمال. لقد إمتلك الله البطارية (إن صحّ التعبير) والآن هو يستطيع أن يرسل التيار المقدس لكل جزء من طبيعتنا. و عندما نؤمن بالمسيح وأصبح القلب من ملكية الله، عندها نخلص من الخطية نتحرّك بإتّجاه الغفران، القداسة، الحماس، الصلاة، التكريس والى كل ناحية شريفة أخرى. "ما يفعله الزيت بالعجلات، ما تفعله الأوزان للساعة، ما تفعله الأجنحة للطير، ما يفعله الشراع للسفينة، هكذا الإيمان لكل الخدمات والواجبات المقدسة". فليكن لديك ايمانا وكل النعم الأخرى سوف تتبع و تستمر بالمضي في طريقها.
والإيمان، ايضا، له القوة للعمل بالمحبة. أنها تؤثر العواطف بإتجاه الله وتوجّه القلب وراء الأمور الحسنة. فالذي يؤمن بالله وبدون أي سؤال سيحب الله. فالإيمان عمل ينبثق من العقل والفهم، ولكنه ينبع ايضا من القلب. "من القلب يؤمن الإنسان للبر" ولذلك يعطي الله الخلاص للإيمان لأنّه يسكن بجوار العاطفة ومماثل للمحبة، والمحبة هي أصل وحاضنة لكل شعور أو أمل مقدّس. المحبة لله هي الطاعة، المحبة لله هي القداسة. أن تحب الله وأن تحب الإنسان هو بأن تتطابق مع صورة المسيح، هذا هو الخلاص.
أكثر من ذلك، الإيمان يخلق السلام والفرح، الذي لديه الإيمان يرتاح ويكون هادىء و مسرور، وهذا هو تحضير للسماء. فالله يضع كل الهبات السماوية من خلال الإيمان و لهذا السبب يعمل الإيمان فينا بالروح وللحياة، التي تظهر في الأبدية في العالم السفلي أو في العالم العلوي. الإيمان يزوّدنا بالسلاح لهذه الحياة وثقافة للحياة الثانية. الإيمان يمكّن الإنسان للحياة وللموت بدون خوف، الإيمان يحضّر للعمل وللألم، ولذلك إختار الرب الإيمان كأكثر وسيلة ملائمة لكي ينقل النعمة الينا وبعد ذلك أن يحفظنا لكي نصل الى المجد.
يعمل الإيمان لنا في الحقيقة ما لا يستطيعه أي شيء آخر. إنه يمنحنا فرح وسلام و يسبب لنا الدخول الى الراحة. لماذا يحاول الإنسان أن يأخذ الخلاص بوسائل أخرى؟ قال رجل دين مسنّ هذا القول "وضع خادم ساذج كتفيه على باب كان قج منع أن يفتحه وابتدأ يدفع به بكل قوّته، لكن الباب لم يفتح و لم يستطع الدخول بالرغم من الجهود التي بُذلت. وأتى خادمٌ آخر بالمفتاح و بسهولة فتح ودخل حالا. الذين يريدون أن يخلصوا بالأعمال هم يدفعون باب السماء دون جدوى، لكن الإيمان هو المفتاح الذي يفتح بوابة السماء في الحال".
أيها القارىء ألن تستعمل هذا المفتاح؟ لقد طلب منك الرب أن تؤمن بإبنه العزيز، بناء على ذلك تستطيع أن تفعل ذلك وإن فعلت ذلك سوف تحيا. أليس هذا وعد الانجيل "من آمن واعتمد خلص" (مرقس 16:16). ما هو إعتراضك لطريقة الخلاص التي تستودع نفسها الى رحمة وحكمة الله الكريم؟