راعوث: العناية الإلهيّة بحُلوِها ومُرِّها

من Gospel Translations Arabic

مراجعة ١٩:١١، ٢٤ يوليو ٢٠١٥ (اعرض المصدر) Pcain (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'{{info|Ruth: Sweet and Bitter Providence}} إن هدفي هو أن أعظ من خلال سفر راعوث في أيام الأحاد الأربعة المقبلة، كل ...') → التعديل السابق

المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:١٢، ٢٤ يوليو ٢٠١٥ (اعرض المصدر) Pcain (نقاش | مساهمات) ط (حمى "راعوث: العناية الإلهيّة بحُلوِها ومُرِّها" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))

---

المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:١٢، ٢٤ يوليو ٢٠١٥

إن هدفي هو أن أعظ من خلال سفر راعوث في أيام الأحاد الأربعة المقبلة، كل أصحاح في كل يوم أحد. إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها أن تجعل من يوليو (تمّوز) شهرا لا يُنسى جدا من المعرفة والتجديد لنفسك هو من خلال قراءتك لهذه القصة الجميلة مرة واحدة كل أسبوع. (تستغرق حوالي 25 دقيقة بوتيرة متمهلة.) إنها قصة تبين كيف أن "الله يتحرك بطريقة غامضة، لصنع عجائبه". إنها قصة للناس الذين يتساءلون أين هو الله عندما لا يكون هناك أي أحلام أو رؤى أو أنبياء. إنها قصة للناس الذين يتساءلون أين الله عندما تهاجم مأساة بعد الآخرى إيمانهم. إنها قصة للناس الذين يتساءلون ما إذا كانت حياة الأستقامة في الأوقات الصعبة لها قيمة. وإنها قصة للناس الذين لا يمكنهم تصوّر أن أي شيء يمكن أن يأتي على الإطلاق من حياتهم الإيمانيّة العاديّة. إنه سفر منعش ومشجع، وأريد لكم أن تنتعشوا وتتشجّعوا هذا الصيف.

محتويات ١ عمل الله في أحلك الأوقات: ٢ إضافة الحزن إلى المجاعة: ٣ محاولات نعمي لإرجاع راعوث وعرفة: ٤ لاهوت نعمي: صحيح ومخطىء ٥ دروس أربعة ملخصة:

عمل الله في أحلك الأوقات:

وفقا لـ 1: 1، دارت أحداث القصة في زمن القضاة. كانت هذه فترة 400 سنة بعد أن دخلت إسرائيل إلى أرض الموعد بقيادة يشوع وقبل وجود أي ملوك في إسرائيل (حوالي 1500 قبل الميلاد إلى 1100 قبل الميلاد). يأتي سفر القضاة قبل سفر راعوث في كتبنا الإنجليزيّة المقدّسة ويمكنك أن ترى من آيته الأخيرة أي نوع من الحقبة كانت. يقول قضاة 21: 25 "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ." كان وقتا مظلما جدا في إسرائيل. كان الشعب يخطئ، فيرسل الله أعداءً عليهم، ثم يصرخ الشعب طلبا للمساعدة، فيقيم الله برحمته قاضياً لكي يخلصهم. مرة تلو الأخرى تمرّد الشعب، وبحسب كل المظاهر الخارجيّة كانت مقاصد الله للبر والمجد في إسرائيل تفشل. وما يقدمه سفر راعوث لنا هو أنه يعطينا لمحة عن العمل الخفي لله خلال أسوأ الأوقات.

انظر إلى الآية الأخيرة من راعوث (4: 22). الطفل الذي ولد لراعوث وبوعز خلال فترة القضاة هو عوبيد. وأصبح عوبيد والد يسّى، ويسّى أصبح والد داود الذي قاد إسرائيل الى أكبر آفاقها من المجد. إحدى الرسائل الرئيسيّة لهذا السفر الصغير هو أن الله يعمل في أسوأ الأوقات. حتى من خلال خطايا شعبه يستطيع أن يسيّر الأمور لمجدهم. كان ذلك صحيحا على المستوى الوطني. وسوف نرى أنه كان صحيحا على المستوى الشخصي والأسري أيضا. الله يعمل في أسوأ الأوقات. عندما تظن أنه أبعد ما يكون عنك، أو حتى قد تحول ضدك، فالحقيقة هي أنه يضع حجارة الأساسات لسعادة أعظم في حياتك.

لا تحكم على الرّب بإدراك واهن

بل ثق به لأجل نعمته فخـلف العـنـاية الإلهيّــة العابســـة يُخــفـي وجهــاً مُبتسِـــماً

أعتقد أن هذه هي رسالة راعوث. دعونا نرى كيف يعلمها لنا الكاتب الغير معروف، بوحي من الروح القدس.

إضافة الحزن إلى المجاعة:

تصف الآيات 1-5 بؤس نعمي. أولا (1: 1)، كانت هناك مجاعة في يهوذا حيث كانت تعيش نعمي وأليمالك زوجها وأبناؤها ومحلون وكليون. كانت نعمي تعرف جيدا مَن الذي يُحدث المجاعات المجاعات. إنه الله. يقول لاويين 26: 3-4

إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا، أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ، وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا.

فعندما يتم حجب الأمطار، إنها يد الله الصعبة.

ثم، هناك القرار بالاغتراب في موآب، وهي أرض وثنيّة بها آلهة غريبة (1: 15؛ قضاة 10: 6). وكان هذا كاللعب بالنار. فقد دعا الله شعبه أن ينعزل عن الأراضي المحيطة بهم. حتى عندما مات زوج نعمي (1: 13)، فماذا يمكن أن تشعر إلا بأنّ دينونة الله قد تبعتها وأضافت حزنا للمجاعة؟

ثم (في 1: 4)، أخَذَا أبناها لَهُمَا امْرَأَتَيْنِ مُوآبِيَّتَيْنِ، اسْمُ إِحْدَاهُمَا عُرْفَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى رَاعُوثُ. ومرة أخرى جاءت عليها يد الله. تلخص الآية 5 مأساة نعمي بعد عشر سنوات من زيجات بلا اولاد: "ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُمَا مَحْلُونُ وَكِلْيُونُ، فَتُرِكَتِ الْمَرْأَةُ مِنِ ابْنَيْهَا وَمِنْ رَجُلِهَا." مجاعة، واغتراب الى موآب الوثنية، ووفاة زوجها، وزواج أبنائها من زوجات أجنبيات، ووفاة أبنائها، ضربة بعد ضربة، ومأساة على المأساة. ماذا الآن؟

محاولات نعمي لإرجاع راعوث وعرفة:

في الآية 6 سمعت نعمي أن "الرَّبَّ قَدِ افْتَقَدَ شَعْبَهُ لِيُعْطِيَهُمْ خُبْزًا." لذا قررت العودة إلى يهوذا. ذهبت كَنَّتَاهَا، راعوث وعرفة، معها إلى منتصف الطريق، على ما يبدو، ولكن بعد ذلك في الآيات 8-13 حاولت إقناعهم بالعودة إلى بيوتهم. أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب لماذا يخصص الكاتب مساحة كبيرة جدا لجهد نعمي لعودة راعوث وعرفة مرة أخرى.

تعاسة نعمي:

أولا، يؤكد المشهد على بؤس نعمي. على سبيل المثال، الآيات 11-12 "فَقَالَتْ نُعْمِي: «ارْجِعَا يَا بِنْتَيَّ. لِمَاذَا تَذْهَبَانِ مَعِي؟ هَلْ فِي أَحْشَائِي بَنُونَ بَعْدُ حَتَّى يَكُونُوا لَكُمَا رِجَالاً؟ اِرْجِعَا يَا بِنْتَيَّ وَاذْهَبَا لأَنِّي قَدْ شِخْتُ عَنْ أَنْ أَكُونَ لِرَجُل." وبعبارة أخرى، ليس لدى نعمي ما تقدمه لهما. حالتها أسوأ من حالتهما. اذا حاولتا أن تكونا وفيّتين لها ولاسم أزواجهنّ، فلن تجدا شيئا سوى الألم. لذا فهي تلخص في نهاية الآية 13 "لاَ يَا بِنْتَيَّ. فَإِنِّي مَغْمُومَةٌ جِدًّا مِنْ أَجْلِكُمَا لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيَّ." لا تأتيا معي، لأن الله ضدي. قد تكون حياتكما مُرّة مثل حياتي.

عادة إسرائيليّة:

والسبب الثاني للآيات 8-13 هو أن تجهزنا لعادة في إسرائيل والتي ستعكس كل شيء لنعمي في الأصحاحت التالية. كانت العادة هي أنه عندما يموت زوجا إسرائيليّا كان على الأخ أو القريب الأقرب أن يتزوج من الأرملة ويواصل اسم الأخ (تثنية 25: 5-10). تشير نعمي إلى هذه العادة (في الآية 11) عندما تقول أنه لا يوجد لديها أبناء كي يتزوجوا راعوث وعرفة. فهي تعتقد أنه لا أمل لراعوث وعرفة أن يظلوا مرتبطين باسم العائلة. هي لا تذكر، من الواضح، أن هناك قريب آخر اسمه بوعز قد يؤدي مهمة الأخ.

يوجد درسا هنا. عندما نقرر أن الله ضدنا، عادة نبالغ في يأسنا. نمتلىء بالمرارة بحيث لا يمكن رؤية أشعة النور المضيئة حول الغيوم. إنه الله الذي أوقف المجاعة وفتح الطريق أمام العودة (1: 6). إنه الله الذي أبقى على الوليّ لاستمرار نسل نعمي (2: 20). وإنه الله الذي قيّد راعوث كي تبقى مع نعمي. لكن نعمي كانت مُرّة جدا بعناية الله القاسية لدرجة أنها لم تستطع رؤية رحمته تعمل في حياتها.

إخلاص راعوث:

والسبب الثالث للآيات 8-13 هو جعل إخلاص راعوث لنعمي يظهر مدهشا. تقول الآية 14 إن عرفة قبّلت نعمي قبلة الوداع ولكن راعوث التصقت بها. وحتى الالتماس الآخر في الآية 15 لم يجعل راعوث تغادر. والأمر أكثر اندهاشاً بعد وصف نعمي القاتم لمستقبلهما معها. ظلت راعوث معها بالرغم من المستقبل الذي يبدو بلا رجاء من الترمّل وعدم الإنجاب. رسمت نعمي المستقبل سوادا، وأخذت راعوث بيدها ومشت فيه معها.

كلمات راعوث المذهلة موجودة في 1: 16-17،

لاَ تُلِحِّي عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجعَ عَنْكِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي. حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِي وَهكَذَا يَزِيدُ. إِنَّمَا الْمَوْتُ يَفْصِلُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ

امرأة الله المثاليّة:

كلما تأملت في هذه الكلمات كلما أصبحت مدهشة أكثر. التزام راعوث بحماتها المحرومة هو ببساطة أمر مذهل. أولا، هذا ما يعني ترك عشيرتها وبلدها. ثانيا، وهو ما يعني، بقدر معرفتنا، حياة الترمّل وعدم الإنجاب، وذلك لأن نعمي ليس لديها رجلا لتقدمه لها، وإذا تزوجت من غير قريب، فإن تعهّدها لعائلة نعمي من شأنه أن يضيع. ثالثا، وهو ما يعني الذهاب الى أرض مجهولة مع أشخاص جدد وعادات جديدة ولغة جديدة. رابعا، كان التزاما جذريّاً أكثر من الزواج: "حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ" (الآية 17). وبعبارة أخرى، فإنها لن تعود أبدا إلى بيتها، حتى إن ماتت نعمي.

ولكن التعهد المدهش أكثر من ذلك كله هو هذا: "إِلهُكِ إِلهِي" (الآية 16). قالت نعمي للتو في الآية 13، "يَدَ الرَّبِّ قَدْ خَرَجَتْ عَلَيَّ." كانت تجربة نعمي مع الله مُرّة. ولكن على الرغم من ذلك، تركت راعوث تراثها الدينيّ وجعلت الله إله إسرائيل إلها لها. ربما قد أخذت على نفسها هذا التعهّد أعواما من قبل، عندما أخبرها زوجها من محبة الله العظيمة لإسرائيل، وقوته في البحر الأحمر وهدفه المجيد للسلام والبر. بطريقة أو بأخرى قد وضعت راعوث ثقتها في إله نعمي على الرغم من تجارب نعمي المريرة.

لدينا هنا صورة لامرأة الله المثاليّة. الإيمان بالله يرى ما وراء الانتكاسات المريرة الحالية. الحرية من السندات الماليّة وسائل الراحة في العالم. الشجاعة للمغامرة في المجهول والغريب. التزام جذري في العلاقات المعيّنة من قبل الله. يا ليت كنيسة بيت لحم تلد هذا النوع من النساء!

لاهوت نعمي: صحيح ومخطىء

فعادت راعوث ونعمي معا إلى بيت لحم يهوذا (الآية 19). لكنها اجابت في الآية 20،

لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ (أي، لطيفة أو محبوبة) بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ (أي مرارة)، لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي جِدًّا. إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً. لِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِي، وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي (أي شهد ضدي) وَالْقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي؟

ما رأيك في لاهوت نعمي؟ أود أن استخدم لاهوت نعمي في أي يوم من الأيام ضد وجهات النظر العاطفيّة عن الله التي تهيمن على المجلات والكتب الإنجيليّة اليوم. فنعمي غير مهتزة ومتأكدة من ثلاثة أشياء: الله موجود. الله ذات سيادة مطلقة. والله قد أذلّها. المشكلة مع نعمي هي أنها قد نسيت قصة يوسف الذي ذهب أيضا إلى بلد غريب. وقد بيع كعبد. واُحيط بزانية، ووُضع في السجن. كان لديه كلّ الأسباب للقول، مع نعمي، "الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي." ولكنه احتفظ بإيمانه وحوّل الله كل شيء لخيره الخاص ولأجل خير إسرائيل الوطني. الدرس الرئيسي في تكوين 50: 20 هو هذا : "أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا [قال يوسف لإخوته]، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا." نعمي على حق في إيمانها بالله ذي السيادة والقدرة الذي يحكم شؤون الأمم والشعوب ويعطي كل يوم نصيبها من الألم واللذة. لكنها تحتاج أن تفتح عينيها على علامات أهدافه الرحيمة.

إنه الله الذي أزال المجاعة، وفتح الطريق للعودة للبلد. لاحظ اللّمسة الرقيقة للرجاء في نهاية الآية 22. "وَدَخَلَتَا بَيْتَ لَحْمٍ فِي ابْتِدَاءِ حَصَادِ الشَّعِيرِ." لو رأت نعمي فقط ما سوف يعنيه هذا. ليس ذلك فحسب، بل تحتاج نعمي أن تفتح عينيها على راعوث. يا لها من هدية! يا لها من بركة! فحتى الآن عندما وقفت مع راعوث أمام شعب بيت لحم، قالت نعمي في الآية 21 "أَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً." ليس كذلك، يا نعمي! أنت حتى مرهقة بليل الشدة ولا تقدرين على رؤية فجر الابتهاج. ماذا يمكنها أن تقول لو أنها رأت أنه في راعوث ستكسب رجلا-طفلا، وهذا الرجل-الطفل سيكون جد أعظم ملك لإسرائيل، وأن ملك إسرائيل هذا، سيكون ظلا لملك الملوك، يسوع المسيح، رب الكون؟ اعتقد أنها سوف تقول،

لا تحكم على الرّب بإدراك واهن

بل ثق به لأجل نعمته فخـلف العـنـاية الإلهيّــة العابســـة يُخــفـي وجهــاً مُبتسِـــماً

دروس أربعة ملخصة:

اسمحوا لي أن أختم بملخص لدروس أربعة.

1. حكم الله السياديّ:

الله القدير يسود على جميع شؤون البشر. هو يسود على الشعوب (دانيال 2: 21) ويسود على الأسر. عنايته تمتد من الكونغرس الأميركي إلى مطبخك الخاص. دعونا نكون مثل نساء الإيمان في العهد القديم. إنهنّ يشكّنّ في أي شيء آخر، لكنهنّ لا يشكّنّ أبدا أن الله كان مشتركا في كل جزء من حياتهنّ ولا يوجد من يمنع يده (دانيال 4: 35). هو يعطي المطر ويمنع المطر. هو يعطي الحياة ويأخذ الحياة. به نحيا ونتحرك ونوجد. لا شيء، من عود الأسنان لمبنى تاج محل، يُفهم بشكل صحيح إلا في علاقته بالله. فهو الحقيقة الكليّة الشّمول والكليّة الإنتشار. كانت نعمي على حق ويجب علينا أن ننضم لها في هذه القناعة. الله القدير يسود على جميع شؤون البشر.

2. عناية الله الغامضة:

العناية الإلهيّة في بعض الأحيان تكون صعبة للغاية. فالله قد أمرّ نعمي، على الأقل في المدى القصير، يمكن أن تشعر وكأنها مرارة. لعل أحدهم يقول: كل ذلك كان بسبب خطية الذهاب الى موآب والزواج من زوجات أجنبيات. ربما ذلك! ولكن ليس بالضرورة. يقول مزمور 34: 19 "كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ." لا العهد القديم ولا العهد الجديد يعد أن المؤمنين سيفلتون من بلايا هذه الحياة. ولكن لنفترض أن مصيبة نعمي كانت بسبب عصيانها. هذا يجعل القصة مشجعة بشكل مضاعف لأنها تبين أن الله على استعداد وقادر حتى على تحويل أحكامه إلى أفراح. لو أن راعوث قد انضمت للأسرة من خلال خطية، فمن المدهش جدا أنها أصبحت جدة داود وجدة يسوع المسيح. لا تظن أبدا أن خطية ماضيك تعني أنه لا يوجد أي رجاء لمستقبلك.

3. مقاصد الله الصالحة:

هذا يقودنا إلى الدرس الثالث. فالله لا يسود فقط على جميع شؤون البشر، وهو ليس بعنايته الإلهيّة صعباً في بعض الأحيان، ولكن في جميع أعماله تكون مقاصده من أجل خير وسعادة شعبه. من كان يتصور أنه في أسوأ الأوقات، في أيام القضاة، كان الله يتحرك بهدوء في مآسي عائلة واحدة كي يمهّد الطريق لأعظم ملك في إسرائيل؟ ولكن ليس هذا فقط، بل كان يعمل ليملأ نعمي وراعوث وبوعز وأصدقائهم بفرح عظيم. إذا جاء عليك أي أمر هذا الصيف جعل مستقبلك يبدو بلا أمل، تعلّم من راعوث أن الله الآن يعمل لأجلك ليعطيك آخرة ورجاء. ثق به؛ انتظره بصبر. الغيوم المشؤومة هي كبيرة بالرحمة وسوف تأتي بالبركة على رأسك.

4. حريّة مثل التي لراعوث:

أخيرا، نتعلم أنه إن وثقت أنّ صلاح الله وسيادته ورحمته ستتبعك كل أيام حياتك، إذاً أنت حر مثل راعوث. لو دعاك الله، يمكنك أن تترك الأسرة، ويمكنك أن تترك عملك، يمكنك أن تترك مينيسوتا، ويمكنك أن تضع التزامات جذريّة وتتعهد بمشاريع جديدة. أو يمكنك أن تجد الحريّة والشجاعة والقوة لتحفظ أمراً قد التزمت به سابقاً. عندما تؤمن بسيادة الله، وأنه يحب أن يعمل بقوة لأولئك الذين يثقون به، هذا يعطي حريّة وفرحاً لا يمكن أن يهتزا في الأوقات الصعبة. يعطينا سفر راعوث لمحة عن العمل الخفيّ لله خلال أسوأ الأوقات. وذلك مثل جميع الأسفار الأخرى، كما يقول بولس (رومية 15: 4، 13)، كُتب سفر راعوث لكي نزداد في الرجاء.