مسرّة الله بابنه
من Gospel Translations Arabic
(أنشأ الصفحة ب'{{info|The Pleasure of God in His Son }} > هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. <h4> مقدمة:</h4> نبدأ س...')
التعديل اللاحق ←
مراجعة ٢٠:٢٦، ١١ سبتمبر ٢٠١٥
بواسطة John Piper
حول يسوع المسيح
جزء من سلسلة The Pleasures of God س
ترجمة من قبل Desiring God
هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.
مقدمة:
نبدأ سلسلة جديدة من العظات هذا الصباح من شأنها أن تقودنا، إن شاء الرب، إلى صباح يوم الأحد لعيد القيامة، 19 أبريل. لذا أود أن أبدأ بشرح كيف تأثرت حتى أقدّم هذه السلسلة.
الرؤية هي التحول:
لكي نفهم ما يجب أن يتم في عمل الوعظ فأنا أكون مُقاداً بنصوص كتابيّة متعدّدة، وخاصة 2 كورنثوس 3: 18.
وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ.
أعتقد أن هذا النص يعلمنا أن إحدى الطرق التي بها نتغيّر تدريجيا إلى شبه المسيح هي من خلال النظر إلى مجده. "نَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ،... نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا." فالطريق لتصبح أكثر وأكثر مثل الرب هي أن تثـبّت نظرك على مجده وتتطلع إليه.
إننا ندندن بالموسيقى التي نسمعها. ونتحدث بلهجة منطقتنا. ونتعلم مجاملات والدينا. وبطبيعة الحال فإننا نميل إلى تقليد الناس الذين نعجب بهم أكثر من غيرهم. وهكذا هو الحال مع الله. إن ثـبّتنا تركيزنا عليه وجعلنا مجده في رؤيتنا، سنتغير من مجد إلى مجد إلى صورته. إن المراهقين يميلون إلى تعديل شعرهم مثل النجوم الذي يُعجَبون بهم، كذلك سوف يميل المسيحيّون إلى تعديل شخصياتهم مثل الله الذي يحبونه. في هذه الصفقة الروحية الرؤية ليست فقط الإيمان، لكنها التحوّل أيضاً.
الوعظ كتصوير لمجد الله:
الدرس الذي تعلمته من هذا عن الوعظ هو أنّ الوعظ يجب أن يكون إلى حدّ كبير صورة لمجد الله، لأن هدف الوعظ هو تغيير الناس إلى صورة الله. وأعتقد أن هذا يتناسب مع وجهة نظر بولس عن الوعظ لأنه بعد أربعة آيات فقط، في 2 كورنثوس 4: 4، يصف محتوى وعظه بصفته "إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ." ويصف بعد آيتين في الآية 6 ذلك بشكل مختلف قليلا "لإِنَارَة مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."
لذا، وفقا لبولس، الوعظ هو وسيلة لانتقال النور إلى القلب المظلم للرجال والنساء.
في الآية 4 يسمى النور "إِنَارَةُ إِنْجِيلِ" وفي الآية 6 يسمى النور "إِنَارَةِ مَعْرِفَةِ".
في الآية 4 الإنجيل هو إنجيل مجد المسيح، وفي الآية 6 المعرفة هي معرفة مجد الله. لذا ففي كلتا الآيتين النور المنتقل إلى القلب هو إنارة المجد، مجد المسيح ومجد الله.
ولكن هذان ليسا نوعان مختلفان من المجد. في الآية 4 يقول بولس إنه مجد المسيح الذي هو صورة الله. وفي الآية 6 يقول إن مجد الله في وجه المسيح. لذلك فالنور المنتقل عن طريق الوعظ هو إنارة المجد، ويمكنك الحديث عن هذا المجد كمجد المسيح الذي هو صورة الله، أو مجد الله المنعكس كاملا في المسيح.
الوعظ هو تصوير أو إظهار أو عرض للمجد الإلهي في قلوب الرجال والنساء (وهذا 4: 4-6)، بحيث أنه برؤية هذا المجد يتغيروا إلى صورة الرب من مجد إلى مجد (وهذا 3: 18).
معروف بأنه حقيقي من الاختبار:
هذا ليس تفسيراً مصطنعاً أو فقط عقلانيّاً. بل هو بالضبط ما أعرفه أن يكون صحيحا من اختباري الخاص (كما يحدث مع كثيرين منكم!): رؤية الله على ما هو حقا عليه قد أثبتت مرارا وتكرارا أن تكون القوة الأكثر فاعلية والدافعة لتحفيز سعيي للقداسة والفرح فيه.
أنت وأنا نعرف من الاختبار أن الصراع الجذري في النفس البشرية هو بين نوعين من الأمجاد، مجد العالم وكل الملذات الوقتية التي يمكن أن يقدمها، في مقابل مجد الله وكل الملذات الأبديّة التي يمكن أن يقدمها. هذه الأمجاد تتنافس للحصول على الولاء والاعجاب، وبهجة قلوبنا. ودور الوعظ هو عرض وتصوير ووصف ورسم وإظهار مجد الله بطريقة تجعل امتيازه المتفوّق واستحقاقه يتألق في قلبك لتتغير من مجد إلى مجد.
التحدي الذي يواجه الواعظ:
هذا يعني أنني كواعظ باستمرار أواجَه بهذا السؤال: كيف يمكنني تصور مجد الله بشكل أفضل لكي يراه أكبر عدد من الناس، ويتغيرون من خلاله؟ عندما سألت نفسي هذا السؤال في المؤتمر قبل أسبوعين، جاء جواب جديد إلى ذهني.
كنت أقرأ مرة أخرى جزءاً من كتاب هنري سكوجال حياة الله في نفس الإنسان. وقال هذا التعليق النافذ: "إن قيمة وامتياز النفس تُقاس بموضوع حبها" (ص. 62). أثر ذلك فيّ باعتباره صحيحا جدا. وجاءتني الفكرة أنه إنْ كان الأمر صحيحا بالنسبة للإنسان، كما قصد سكوجال بالقول، فبالتأكيد يكون الأمر صحيحا بالنسبة لله أيضا: "إن قيمة وامتياز نفس الله تُقاس بموضوع محبته".
لذلك بحثت في الكتاب المقدس لعدة أيام قاصدا كل تلك الأماكن التي تروي لنا ما يحبه الله ويستمتع به ويتلذذ به ويُسر به ويفرح به. والنتيجة هي خطة لوعظ 13 عظة بعنوان مسرات الله.
ولذلك فصلاتي، وآمل أنك تجعلها صلاتك أيضا، أننا برؤية الأشياء موضوع مسرة الله نرى امتياز وقيمة نفسه، وبرؤية امتياز وقيمة نفسه نرى مجده، وبرؤية مجده نتغير من مجد إلى مجد إلى صورته، وبتغييرنا إلى صورته نواجه هذه المدينة، وشعوب العالم التي لم يصلها الإنجيل، بشهادة حية عن مخلص عظيم وجذاب بشكل لا يُقاوم. ليرضى الرب بأن يرسل لنا نهضة كبيرة من المحبة والقداسة والقوة ونحن ننظر إليه ونصلي بجدية على مدى الأسابيع ال 13 القادمة.
توضيح:
لتصوير قيمة نفس الله في هدف محبّته يجب علينا أن نبدأ من البداية. أول وأهم شيء يمكننا قوله عن مسرات الله هو أنه يُسر بابنه. وسأحاول أن أوضح هذه الحقيقة في خمسة تأكيدات.
1. الله يُسر بابنه:
في إنجيل متى 17 أخذ يسوع المسيح بطرس ويعقوب ويوحنا على جبل عالٍ. وعندما كانوا بمفردهم حدث شيءٌ مذهلٌ جدا. أعطى الله المسيح ظهوراً من المجد. الآية 2: "أَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ." ثم في الآية 5 ظللتهم سحابة نيّرة وتكلم الله من السحابة "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا."
أولا أعطي الله التلاميذ لمحة موجزة عن المجد السماوي الحقيقي للمسيح. هذا ما قاله بطرس في 2 بطرس 1: 17 -- "[المسيح] أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا." ثم أعلن الله عن قلبه بشأن الابن وقال شيئين: "أنا أحب ابني" ("هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ")، و"أُسر بابني" ("الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ").
قال ذلك في مناسبة واحدة أخرى: في معمودية يسوع المسيح، عندما نزل الروح القدس ومسح المسيح للخدمة، دلالة على محبة الآب ودعمه "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ".
وفي إنجيل يوحنا، يتحدث يسوع المسيح عدة مرات عن محبة الآب له: على سبيل المثال، يوحنا 3: 35 "اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ." يوحنا 5: 20 "لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ."
(انظر أيضا متى 12: 18 حيث يقتبس متى من إشعياء 42: 1 في اشارة إلى المسيح: "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي." الكلمة العبرية وراء "سُرَّتْ" هي راتصا وتعني "يبتهج فيه".)
لذا فأول عبارة لنا هي أن الله الآب يحب الابن، بدون أي إنكار للذّات أو رحمة مضحّية، ولكن بمحبة البهجة والمسرة. فهو يُسر بابنه. تبتهج نفسه بالابن! عندما ينظر إلى ابنه، ينعم ويُعجب ويعتز ويقدّر ويستمتع بما يراه.
2. ابن الله له ملء اللاهوت:
هذه الحقيقة سوف تحفظنا من ارتكاب خطأ بشأن الحقيقة الأولى. قد تتفق مع التأكيد على أن الله يُسر بالابن، ولكن قد تقع في خطأ أن هذا الابن هو مجرد رجل استثنائي مقدس قد تبنّاه الآب ليكون ابنه لأنه سُر به كثيرا.
لكن كولوسي 2: 9 تعطينا زاوية مختلفة تماما عن الأمور. "فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا." فابن الله ليس مجرد إنسانا مختارا. بل له ملء اللاهوت فيه.
ثم تربط كولوسي 1: 19 هذا بمسرة الله: "لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ [اللاهوت]." أو يمكن أن نقول (مثل ترجمة NIV) "سُر الله أن يحل كل ملئه فيه." وبعبارة أخرى، كان مسرة الله أن يقوم بذلك. لم ينظر الله على العالم من أجل العثور على رجل يكون مؤهلا لمسرته ومن ثم يتبناه كابنه. على العكس، أخذ الله نفسه زمام المبادرة بمنح ملئه الخاص على رجل في عمل التجسد. أو يمكننا أن نقول أنه أخذ المبادرة أن يكسو ملء لاهوته بطبيعة بشرية. وتقول كولوسي 1: 19 أنه سُر للقيام بذلك! كانت مسرته وسعادته.
قد نميل إلى القول بأن الله لم يجد ابنا يسر به، لكنه خلق ابنا يسر به. لكن هذا، أيضا، يكون مضللا للغاية، لأن ملء اللاهوت هذا، والذي حل الآن جسديا (كولوسي 2: 9) في المسيح، كان موجوداً بالفعل في شكل شخصي قبل أن يتخذ طبيعة بشرية في المسيح. هذا يدفع بنا إلى عمق أكثر في الإلوهية، ويؤكد على الحقيقة 3.
3. الابن الذي به يُسر الله هو الصورة والبهاء الأبدي لله وبذلك هو الله نفسه:
هنا في كولوسي 1: 15 يقول بولس:
الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ [وهذا يعني، أن له المكانة الرفيعة للبنوة الإلهية على كل الخليقة، كما يظهر في العبارة التالية]؛ فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ.
الابن هو صورة الآب. ماذا يعني هذا؟ قبل أن نجيب، دعونا ننظر إلى بعض الدلالات الأخرى المماثلة.
في عبرانيين 1 : 3 يقول عن الابن،
الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ.
في فيلبي 2: 6 يقول بولس:
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ.
لذلك فالابن الذي يسر به الله هو صورته الخاصة؛ وبهاء مجده الخاص؛ ورسم جوهره، وفي صورته، ومعادلا لله.
ولذلك ينبغي ألا نفاجأ عندما يقول يوحنا الرسول، في يوحنا 1: 1
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
لذلك سيكون مضللاً تماما أن نقول بأن الابن الذي سر به الله قد صنع أو خلق في التجسد أو في أي وقت. "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." طالما كان هناك الله، كان هناك كلمة الله، أي ابن الله، الذي أخذ طبيعة بشرية في المسيح يسوع.
الآن يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يقصده الكتاب المقدس عندما يدعوه صورة أو بهاء أو رسم الله ومعادلا لله.
الواقع الوحيد الذي هو دائما موجود منذ الأزل هو الله. وهذا سر عظيم، لأنه من الصعب جدا بالنسبة لنا أن نفكر في الله كونه لا بداية له على الإطلاق بل موجود هناك منذ الأزل، ومنذ الأزل، ومنذ الأزل، ومن دون أي شيء أو أي شخص يجعله موجودا، بل مجرد واقع مطلق على كل واحد منا أن يقر به إن شئنا أم أبينا.
ويعلمنا الكتاب المقدس أن هذا الإله الأزلي كان دائما له:
- صورة كاملة لنفسه،
- رسماً كاملاً لجوهره،
- رسماً أو صورة لطبيعته،
- صورة أو تعبيراً كاملاً لمجده.
إننا على حافة ما هو فوق الوصف هنا، ولكن ربما قد نجرؤ على قول هذا المقدار: ما دام الله قد كان الله دائما، فهو دائما مدركاً بذاته، والصورة التي لديه لذاته هي كاملة جدا، وتامة ممتلئة جدا، بحيث تكون نتاج (مولود) حي وشخصي لنفسه. وهذه الصورة الحيّة والشخصية أو بهاء أو رسم الله هو الله، أي، الله الابن. وبالتالي فالله الابن يشترك في الأزلية مع الله الآب ومساوٍ له في الجوهر والمجد.
4. مسرة الله بابنه هي مسرّته بنفسه:
بما أن الابن هو صورة الله وبهاء الله ورسم الله وفي صورة الله، ومعادلا لله، وحقا هو الله، فبالتالي مسرة الله بالابن هي مسرّتة بنفسه. لذا ففرح الله الأساسي والأصيل، والعميق، والجوهري هو الفرح الذي له بسبب كمالاته حيث يراها تنعكس في ابنه. فهو يحب الابن ويسر بالابن، ويبتهج بالابن لأن الابن هو الله نفسه.
قد يبدو في البداية أن هذا غرورا، ويحمل مشاعر من الاستعلاء والغرور والأنانية في ذلك، لأن هذا ما يعنيه الأمر إن وجد أحد منا فرحته الأولى والأعمق من خلال النظر إلى أنفسنا في المرآة. سنكون تافهين ومغرورين ومتعجرفين وأنانيين.
لكن لماذا؟ لأننا خلقنا لشيء أفضل بكثير وأنبل وأكبر وأعمق من التأمل الذاتي. ماذا؟ التأمل والتمتع بالله! وأي شيء أقل ذلك يكون وثنية. فالله هو أمجد جدا من كل المخلوقات. وعدم محبته والابتهاج به يعد اهانة كبيرة لقيمته.
لكن الأمر نفسه ينطبق على الله. كيف لا يحقر الله ما هو جميل ومجيد بلا حدود؟ كيف لا يقترف الله الوثنية؟ يوجد فقط جواب واحد ممكن: يجب أن يحب الله ويبتهج في جماله وكماله الخاص فوق كل شيء. فبالنسبة لنا القيام بذلك أمام مرآة هو جوهر الغرور، ولكن بالنسبة لله القيام بذلك أمام ابنه هو جوهر البر.
أليس جوهر البر في عداد أن ينتقل بكامل السّرور لما هو كامل التمجيد؟ أو ليس عكس البر أن نضبط محبّتنا العظمى في أشياء ذات قيمة قليلة أو لا قيمة إطلاقاً؟
وهكذا فإن بر الله هو الغيرة اللامحدودة والفرح والمسرة التي لديه في قيمته ومجده الخاص. وإن كان له أن يفعل في أي وقت مضى خلافا لهذا الحب الأزلي لكمالاته الخاصة، سيكون غير بار، بل وسيكون وثني.
هنا تكمن أكبر عقبة في طريق خلاصنا: كيف يضبط هذا الإله البار محبته لأجل مجموعة من الخطاة مثلنا؟ ولكن هنا أيضا يكمن الأساس ذاته لخلاصنا، لأن المكانة اللانهائية للابن عند الآب هي تحديدا ما تجعل من الممكن لي، خاطئ أثيم، أن أكون محبوبا ومقبولا في الابن، لأنه في موته قد عوّض عن كافة الاهانة والضرر الذي ألحقته بمجد الآب بخطيتي.
سوف نرى هذا مرارا وتكرارا في الأسابيع المقبلة، كيف أن بهجة الآب اللانهائية بكمالاته هو ينبوع فدائنا ورجائنا وفرحنا الأبدي. اليوم هو مجرد بداية.
أختم بالتأكيد الخامس والتطبيق النهائي. إذا كان سكوجال على حق، أن قيمة وامتياز النفس تُقاس بموضوع (وأود أن أضيف، شدة) حبها، إذاً...
5. الله هو أكثر تميزا وقيمة من جميع المخلوقات:
لماذا؟ لأنه قد أحب ابنه، صورة مجده، بقوة لانهائية وكاملة منذ الأزل. كم يكون الآب والابن والروح القدس جليلين ومسرورين بالمحبة التي تتدفق بينهم منذ الأزل!
دعونا نقف في رهبة من هذا الإله العظيم! ودعونا نتحول من كل الاستياءات التافهة والملذات العابرة والشهوات الصغيرة للحياة، وننضم بالفرح الذي لله لصورة كمالاته، أي، ابنه. دعونا نصلي:
أيها الإله الأزلي والأبدي والبار، نحن نعترف أننا قد احتقرناك ورفعنا أنفسنا لمركز محبتك حيث تستحق وحدك في شخص ابنك. إننا نتوب ونتحول عن وقاحتنا ونقف بكل سرور في رهبة من سرورك الأبدي الكافي، في شركة الثالوث. وصلاتنا، بكلمات ابنك (يوحنا 17: 26)، هي أن المحبة التي أحببته بها تكون فينا وهو يكون فينا، حتى نُؤخد إلى شركة الفرح هذه ومحيط المحبة هذا إلى أبد الآبدين. آمين.