كل الكتاب/الفصل الثّامن: عراقيل في وجه النّور
من Gospel Translations Arabic
(أنشأ الصفحة ب'{{info|Advice For Seekers/Hindrances to Coming to the Light}} من الممكن أن يكون في داخلك بعض الخطايا التي تؤويها تحت ظلّ ش...')
المراجعة الحالية بتاريخ ١٨:٣٦، ٨ أكتوبر ٢٠٠٩
بواسطة Charles H. Spurgeon
حول الخلاص
فصل # ن من كتاب # ب
ترجمة من قبل Walid Bitar
يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).
من الممكن أن يكون في داخلك بعض الخطايا التي تؤويها تحت ظلّ شرّ روحك. عندما لم تتماثل رجل أحد الجّنود للشّفاء، ابتدأ الطّبيب الجّراح يفحصها بدقّة، ويعالج كل جزء منها. وبالرّغم من عدم وجود أيّ سبب للإلتهاب، لم يزل الجرح غير قابل للشّفاء. لقد حاول الجّراح أن يتحقّق من الجرح مراراً وتكراراً، حتّى اصطدمت الأداة التي يستخدمها بجسمٍ صلب غريب. فقال "ها هي، رصاصة مستقرّة هنا؛ ولا بد من إخراجها وإلاّ فلن يتعافى الجرح أبداً". قد أبحث فأجد سراً داخلك، وإذا وجدته يتبغي أن أخرجه، وإلاّ فأنت ستموت. لا يمكنك أن تتأمّل بأن تحصل على السّلام مع الله، وأنت منغمس في الإدمان والسّكر مثلاً. ما الذي يرضي الله في الإدمان على الخمر؟ لا يمكنك أن تأمل بأن تسعد بالسّلام مع الله، ومع هذا أنت ترفض أن تتكلّم مع أقربائك الذّين أهانوك منذ سنين مضت. كيف تريد أن يُغفَر لك، ما دمت ترفض أن تغفر للآخرين؟ إذا كان هنالك ممارسات مريبة في عملك؛ فهل تجرؤ أن تأمل أن يقبل الله بلص؟ لأنّك كاذب ولص. أنت تصنّف سلعك من دون أمانة، تحسبهم عشرين في حين أنّهم خمسة عشر؛ هل تقبل أن يكون الله صديقك بينما تبقى أنت محتالاً؟ هل تعتقد بأنّه سيبتسم لك وأنت ما زلت في خبثك، ويمشي معك عندما تختار طرقاً قذرة؟ ربما تملك روحاً متغطرسة، أو ميولاً عاطلة؛ فلا يهمّ نوع الشّر الذّي فيك، إذ يجب أن يخرج، وإلاّ فإنّ سلام الإله لا يستطيع أن يسكنك. هل ترغب الآن بالتّخلّي عن خطاياك؟ إذا كنت لا تريد، فهذه كلّها مضيعة للوقت بإطلاعكم عن المسيح، لأنّه ليس مخلّص للّذين يصرّون على البقاء في الخطيّة. لقد أتى يسوع لكي يخلّص الشّعب من الخطيّة؛ وإذا كنت ما زلت ملتصقاً بإحدى الخطايا الّتي تحبّها، فلا تخدع نفسك، لأنّك لن تستطيع أبداً أن تدخل أبواب السّماء.
لماذا لم يجد البعض أيضاً النّور؟ لربّما كان السّبب أنّكم كنتم نادراً ما تطلبون السّلام مع الله؛ لربّما بعد أن تسمعوا عظة ما، تصحون؛ ولكن مع انتهاء العظة، تعودون إلى سباتكم مثل كسولٍ يعود إلى التّقلّب في سريره. بعد المرض، أو بعد وفاة أحد أفراد العائلة، تكون قد هيّأت نفسك بحماسة؛ ولكن ليس بعد هذا بكثير ستعود إلى قلّة الإهتمام ذاتها. تذكّر إنّ الذي يربح السّباق، هو ليس من يركض بجهد كبير، بل من يستمر في الجري حتّى يصل إلى خطّ النّهاية. لا يستطيع أيّ شخص أن يحصل على المسيح بمجرّد التّفكير به وحده الآن فقط، وبعد ذلك، وفي الوقت ذاته يبقي على الغرور والكذب في قلبه. من يحتاج فعلاً إلى المسيح سيحصل عليه. فقط من يحتاجه يحصل عليه، ومن يسلّمه كلّ قلبه وكيانه، ويصرخ قائلاً "سأبحث عن المسيح حتّى أجده، وحين أجده لن أتخلّى عنه أبداً".
دعني أذكّرك أنّ السّبب الكبير وراء عدم حصول النّفوس الجّادة على سلام سريع يكمن في هذا: أنّهم عصاة للنّصيحة الإلهيّة البسيطة والوحيدة "أمن بالرّب يسوع المسيح، تخلص". إنّي أشير بهذا الأمر إليهم. ليس من الضّروري أبداً أن يحاربوا شكوكهم ومخاوفهم؛ لأنّنا قد نحاول أن نفعل هذا، لكنّنا غير مدعوّين لفعل هذا الأمر؛ بل المسألة والحقيقة البسيطة هي أنّ الله قد رسم لنا طريق السّلام، وأنت لن تحصل عليه. لقد قال يسوع من أمن بي سيحيا: أنت لا تؤمن بالمسيح ومع ذلك أنت تأمل بأن تحيا! لقد أظهر الله ابنه لك قائلاً، "ثق به"، وعلاوة على ذلك يقول "من لا يصدّق الله فقد جعله كاذباً" (1يو10:5)، ورغم ذلك تتجاسر ان تجعل الله كاذباً؛ طالما أنت في حالة من الشّك، فأنت تجعل من الله كاذباً! يا لفظاعة من يكون هكذا! إنّه ادّعاء غريب لآثم يبحث عن السّلام مع الله!
سأفترض أنّي أمسك بيدك، وأحدّق باهتمام شديد في عينيك. أخاف عليك بسبب الخطر بأن تصبح مصاباً بحزن طويل، وتسقط في سبات قاتل. لقد كنت تبحث عن الرّاحة، ولكنّك لن تحصل عليها، فيا لها من حالة حزينة أنت فيها! أنت الآن غير متصالح مع الله؛ وخطاياك تطالب بعقاب؛ أنت من بين أولئك الذي يغضبون الله في كل يوم. فهل تتحمّل بأن تكون في مثل هذا الوضع؟ أهناك شيء لا يدعوك إلى أن ترتفع وتهرب خارج هذه الحالة من الدّمار؟ كم من السّعادة تفوّت عليك في كلّ يوم! إن تمسّكت بإيمان بالسيد المسيح، فأنت تمتلك بهجة وسلاماً يفوقان كل عقل. لماذا تقلق في زنزانة عميقة وبائسة؛ في ظلام شديد سنة بعد أخرى، في حين أنّ الشّمس تشرق، والزهور تتفتّح، وكلّ شيء ينتظرك بفرح. آه، أيّ فرح تخسر بكونك شخصاً غير مؤمن! لماذا تبقى هكذا في هذه الحالة من الشّر والخطيّة؟ وفي هذه الأثناء، أيّ خير قد عملت؟ آه، لو أنّك عرفت يسوع المسيح قبل شهور، بدلاً من الجّلوس في ظلمة نفسك، كان يمكن أن تقود الآخرين إلى السيد المسيح أيضاً، وأن تميل عيون الآخرين إلى ذلك الصليب الغالي الذي جلب السّلام إلى حياتك.
أيّ خطيّة ترتكبها يوميّاً! لأنّك يوميّاً شخص غير مؤمن، ويومياً أنت تنكر قدرة المسيح، وبذلك أنت تهين مجده. ألا يجعلك روح الله الذي في داخلك تقول "سأقوم وأذهب إلى أبي؟" آه، لو كان هنالك مثل هذا الفكر يهزّ روحك، فلا تقمعه، بل أطعه، قم واذهب، وستكون ذراعي أبيك محيطة بك قبل حتّى أن تغيب شمس اليوم. في هذه الأثناء، اسمح لي أن أقول، كم هي عمليّة صعبة شاقّة عديمة الحسّ هذه التي تحصل معك! وإن لم تكن جيّدة، أنت حتماً أسوأ ممّا كنت عليه منذ سنة. لماذا هذه الوعود كانت تريحك أمس، أمّا الآن فلا؟! وتلك التّهديدات التي باغتتك لم تعد كذلك الآن! فهل ستتوانى بعد؟ لقد انتظرت لكي تكون أفضل، وأنت تنتق من سيّء إى أسوأ. لقد قلت، " سوف آتي في وقتٍ مناسبٍ لاحق من السّنة"، وكلّ فصل هو غير مناسب أكثر من الفصل الّذي سبقه. لذلك أنت تشكّ إذاً أنّك اليوم ضحيّة لشكوك أعمق وأكثر دناءة. آه، لو أنّك تؤمن به، فإنّه أهل للثقة! آه، لو أنّك تثق به لأنّه لا يخذلك ولا يخدعك أبداً! أصلّي أن يأتي اليوم، واللّحظة التي ستنزع عنك الغبار، وتلبس رداءً جميلاً، مقابل كلّ ساعة تجلس فيها على حمأة شكوكك المحطّمة لروحك والتي تربطك بقوّة من حديد إلى مقعد اليأس. عيناك تكبر تدريجياً، ويداك تشّل أكثر، والسّم في عروقك يؤلمك بقوّة. لكن هناك صليب المخلّص، وهنالك فعاليّة دم المصلوب. ثق بيسوع الآن، وحينها وفي تلك اللّحظة ستحيا في سلام. إنّ باب الرّحمة يتأرجح على مصراعيه ويفتح بأكمله في وجه كلّ روح تدفع بنفسها في حضن المخلّص. آه، لماذا تنتظر؟ قد يصيبك أيّ مكروه. إنّ الشّمس بدأت بالمغيب؛ فاستعجل، أيّها المسافر، في حال كنت تريد الذّهاب إلى ليلة أبديّة.
هناك العديد من معارفك، يؤمنون بالمسيح يسوع وقد وجدوا النّور الحقيقي. لقد عانوا لمدّة من الإحباط مثلك، لكنّهم وجدوا السّلام الدّاخلي، سلام القلب والرّوح. لقد أتوا إلى المسيح كما كانوا، وفي هذه اللّحظة يمكنهم ان يؤكّدوا لك أنّهم الآن مكتفون وراضون. وإن وجد الآخرون مثل هذا السّلام، فلماذا لا تسعى إليه أنت أيضاً؟ يسوع ما زال هو هو. ليس من مصلحة المسيح أن يرفض خاطئاً، وليس لمجده أن يدمّر إرادة باحث عن الحق؛ إنّما لمجده ولجلاله أن يقبل من يأتي بتواضع وانكسار ويرتاح أمام تضحية الله بابنه وحيده. ما الذي يردعك؟ يسوع يدعوك، فتعال. إن كنت بحاجة، تعال.
في المحاكم، أسمع أحياناً عن من يسمّى شاهداً، وما أن ينادى عليه، حتّى لو كان جالساً في آخر المحكمة، تراه يشقّ طريقه إلى منصّة الشّهود. لا يقول أحد "من هو هذا الشّخص المتقدّم إلى الأمام؟"، وما من أحد يسأله من هو، إذ أنّ جوابه سيكون ببساطة "هم قالوا اسمي". "لكنّك لست غنيّاً؛ ولا تلبس خاتماً من الذّهب في إصبعك!" "لكنّهم دعوني لآتي" "لكنّك لست شخصاً ذا سمعة حسنة، أو مركز مرموق!" "كل هذا لا يهم، هم نادوني، دعوني أمر". فيا أيّتها المخاوف والهموم، ابتعدي؛ ويا شياطين البحيرة الأبديّة، ابتعدوا؛ إنّ يسوع يدعو الخطاة، فدعوني أمر. يا ايّها الخاطي، تعال. لا يوجد شيء أوصيك به، لأنّه مكتوب، "لأن كل من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً"، فتعال إذاً، والرّب يسوع سيباركك، لأجل يسوع المسيح.