الرّسالة القديرة والرّحومة من رومية 1-8
من Gospel Translations Arabic
(أنشأ الصفحة ب'{{info|The Mighty and Merciful Message of Romans 1-8}} يكتب بولس رسالة إلى الكنيسة في روما ليحرّك تأييدهم لإرساليته في...') |
ط (حمى "الرّسالة القديرة والرّحومة من رومية 1-8" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد))) |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٩:٥٦، ٢١ يونيو ٢٠١٧
بواسطة John Piper
حول الإنجيل
جزء من سلسلة Romans: The Greatest Letter Ever Written س
ترجمة من قبل Desiring God
يكتب بولس رسالة إلى الكنيسة في روما ليحرّك تأييدهم لإرساليته في اسبانيا. في رومية 15: 24 يكتب "فَعِنْدَمَا أَذْهَبُ إِلَى اسْبَانِيَا آتِي إِلَيْكُمْ. لأَنِّي أَرْجُو أَنْ أَرَاكُمْ فِي مُرُورِي وَتُشَيِّعُونِي إِلَى هُنَاكَ، إِنْ تَمَلاَّءْتُ أَوَّلاً مِنْكُمْ جُزْئِيًّا." وهو لم يذهب أبدا لروما ولم يتقابل قط مع معظم هؤلاء المسيحيين هناك. لذلك فهو يضع إنجيله أمامهم لكي يروه في هذه الإصحاحات 16.
كم أتمنى أن يعرف كل المرسلين لدينا سفر رومية ويعظوا من سفر رومية. وكم أتمنى أننا نحن الذين نرسلهم نعرف رسالة رومية ونحيا رسالة رومية حتى يتسنى لنا أن نرسل مرسلين بالطريقة التي أرادها بولس أن يُرسل هو ويُدعم من روما إلى اسبانيا. فالرسالة القديرة والرّحومة لهذا السّفر ستجعل الأميركيين الأغنياء يتنازلون إلى نمط حياة أشبه بزمن الحرب ويستخدموا مواردهم لأجل قضية الإنجيل. والرسالة العظيمة والرّحومة لهذا السّفر، في أفواه المرسلين المتألمين، سوف تكسر قوى الظلام وتزرع كنيسة المسيح في أصعب الأماكن.
جانب تعدّد الثقافات العالمي لهذه الرسالة:
ليس من المستغرب إذاً حين تبدأ في قراءة هذه الرسالة أن تجد لها غاية عالميّة متعدّدة الثقافات. ففي رومية 1: 5 يخبرنا بولس عن هدف رسوليته: "الَّذِي بِهِ، لأَجْلِ اسْمِهِ، قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ." ولهذا السبب هو يعظ. ولهذا السبب هو ذاهب إلى اسبانيا. ولهذا السبب هو يكتب هذه الرسالة: من أجل تحقيق الإيمان بيسوع المسيح والطاعة التي تأتي من ذلك - "فِي جَمِيعِ الأُمَمِ" فرسالة رومية هي عن الأمم - مجموعات الناس الذين لم يؤمنوا حتى الآن بالمسيح. الذين لم يتبرروا ولم يتقدسوا بعد، وبالتالي لن يتمجدوا إن لم يتم الوصول إليهم بالإنجيل.
ثم في الآية 14 يخبرنا عن التزامه الرسولي مرة أخرى: "إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلْحُكَمَاءِ وَالْجُهَلاَءِ." وخشية أن نعتقد أنه قد استبعد اليهود، يقول في الآية 16 "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ يُونَانِيِّ." اليهود واليونانيين والبرابرة، والحكماء، والجهلاء! وبعبارة أخرى، هذه الرسالة القديرة والرّحومة لرسالة رومية تخترق التمييز القومي والتمييز الثقافي والفروق التعليمية.
هذا أمرٌ مصيريّ تماماً لنراه في عصرنا التعددي - عصر يشبه كثيرا القرن الأول عندما انتشرت كنيسة المسيح بسرعة جدا. فالمسيحية ليست ديانة قبليّة، ولكنها تدعو إلى الإيمان والولاء من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة. والمسيح ليس واحداً من بين كثير من الآلهة. بل هو رب الأرباب وملك الملوك، وليس هناك اسم آخر تحت السماء به ينبغي أن يخلص جميع الناس. إنّ الرّسالة القديرة والرّحومة لسفر رومية ليست مجرد طريقة واحدة للخلاص من بين العديد من الطرق. بل هي الطريق للخلاص، لأن يسوع المسيح هو الابن الواحد والوحيد لله والمخلص.
لطالما كان هذا الإدّعاء متنازعٌ عليه. ويتم التنازع عليه خاصة اليوم في أمريكا، حتى بين من يعتنقون المسيحية، وبطبيعة الحال، بين المسلمين واليهود. في ستار تريبيون يوم الجمعة الماضي كان هناك مقالا آخر يرفض ضرورة الإيمان بالمسيح. حيث أصدرت لجنة مشتركة من الأساقفة الكاثوليك والحاخامات الأميركيين وثيقة بعنوان "تأملات في العهد. والإرسالية". قال المؤلف أن الاتجاه الرئيسي هو أن: "الجهود المبذولة لتجديد اليهود "لم تُعد مقبولة لاهوتيا" ... لأن الشعب اليهودي بالفعل ثابت في العهد مع الله" (الجمعة، 20 سبتمبر، 2002، ص.23أ). وبعبارة أخرى، هناك طريق واحد للخلاص لليهود الذين يرفضون المسيح، وهناك طريق آخر للخلاص للمسيحيين الذين يقبلون المسيح.
هذا بيان كاذب وفاجع من أساقفة مسيحيين في ضوء ما قاله المسيح: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (يوحنا 3: 36). لذلك، فيما يتعلق بالأمم الذين يقبلوه واليهود الذين يرفضونه، قال المسيح: "إِنَّ كَثِيرِينَ [الأمم] سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ [للشعب اليهودي الذين يرفضوه] فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ." (متى 8: 11-12).
لذلك فإنه من المهم جدا أن نرى الدّعاوي العالمية للرّسالة القديرة والرّحومة لسفر رومية. نحن لا نتعامل هنا مع رأي إنسان، أو فلسفة إنسان، أو برنامج تحسين ذاتي، أو دين قِبَلي، أو أمر ضيق ومحدّد. نحن نتعامل هنا مع الخبر اليقين أنّ الله الواحد والوحيد قد عمل بشكل فريد في التاريخ لخلاص الناس من خلال ارسال ابنه الوحيد للموت من أجل الخطاة، وقام مرة أخرى. رفض هذا الخبر يعني الهلاك.
أطروحة الرسالة: رومية 1: 16-17
لذا يصرّح بولس فكرته في رومية 1: 16-17 وبعد ذلك يفسر ويطبق ذلك في بقية الرسالة. "لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا»." أولا، يقول بولس أنّ رسالته - إنجيله – قدير ورحوم للخلاص: فهو قوة الله للخلاص. وهذا الخلاص هو بالإيمان. قوة الإنجيل للخلاص تخترق نفوسنا بالإيمان بيسوع المسيح.
ثم في الآية 17 يفسر السبب في أن الإنجيل لديه هذه القوة "لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ." فالإنجيل لديه القدرة على خلاص من يؤمن بالمسيح لأنه يعلن عن بر الله. ماذا يعني ذلك؟
رومية 1: 18 - 3: 20: لماذا نحتاج جميعا أن نخلص:
قبل أن يوضح ما يعنيه، يستخدم بولس رومية 1: 18 - 3: 19 ليبيّن لماذا يحتاج كلّ إنسان منا أن يخلص. ترى ملخص هذا في رومية 3: 9 "لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ." والآية 19: "لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ." لذلك نحن جميعا خطاة. ونحن جميعا تحت غضب الله (1: 18). ليس لدينا البر الذي يمكنه أن يجعلنا مستحقين له، وتعلن الآية 3: 20 بكل وضوح أننا لا يمكن أبدا أن نخلص أو نبرر أنفسنا: "لأَنَّه بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ." نحن خطاة. نحن تحت غضب الله العادل والمقدس. ونحن لا نستطيع أن نخلص أو نبرر أنفسنا بالأعمال.
رومية 3: 21-31: إعلان بر الله بالإيمان بالمسيح وآثاره:
يعود بولس الآن إلى فكرته الرئيسية لرومية 1: 16-17 ويشرح ما يعنيه أن الإنجيل هو قوة الله لخلاص المؤمنين لأنه يعلن بر الله بالإيمان. يقول في الآية 21-22 "وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ [هنا يستكمل إعلان بر الله في الآية 17] بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ، بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ.”
فما هي دلالة إعلان بر الله الذي يعطي الإنجيل قوته، ويخلص المؤمنين؟ إنه اظهار "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." إنه بر الله معلن كعطية لنا بالإيمان. هذا ما نسميه التبرير. لذلك يقول بولس في الآية 24 أن الخطاة الذين يثقون في المسيح "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." إن إعلان بر الله الذي يجعل الإنجيل قوة الله للخلاص هو اظهار وعطية بر الله للخطاة الذين يثقون في المسيح.
تشرح الآية في رومية 3: 25 كيف أن الله يمكن أن يبرر خطاة دون أن يكون غير عادل: "[المسيح] قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ." وبعبارة أخرى، عيّنَ الله لابنه أن يموت في مكاننا حتى يكون غضب الآب ولعنته على ابنه، وليس على الذين يؤمنون. بهذه الطريقة هو يظهر كراهيته للخطية وتعامله العادل معها. لذا الآن، كما تقول الآية 26، يمكنه أن يَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ.”
لذلك فإن موت المسيح هو أساس تبريرنا. إن آمنا بالمسيح، يحسبنا الله أبرارا من أجل المسيح. يرانا ويتعامل معنا على أننا أبرار. هذا هو التبرير. وفي الآية 28 يوضح أن هذه المكانة الصحيحة مع الله ليست هي بالأعمال ولكن بالإيمان "إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ.”
وهنا بالتحديد لا تنسى التوريط العالمي، المرسلي، المتعدّد الثقافات في هذا. بولس نفسه يستمد ذلك في الآيات 29-30 "أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضًا؟ بَلَى، لِلأُمَمِ أَيْضًا. لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ، هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ." التبرير بالإيمان في المسيح هو الرسالة القديرة والرّحومة العالمية لدينا لجميع الأمم ولكلّ جماعات البشر وكل الناس الذين سنقابلهم على الاطلاق. هناك مخلص واحد، صليب واحد، قيامة واحدة وطريق واحد لتكون صحيحا مع الله الواحد: أن ينسب لنا بره بالإيمان في المسيح، وليس بالأعمال.
رومية 4: تبرير إبراهيم بالإيمان بعيداً عن الأعمال:
في الإصحاح 4 يوضح بولس التبرير بالإيمان بدون الأعمال باستخدام إبراهيم كمثال: "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا" (الآية 3). إن أكثر الآيات المباركة في الكتاب قد بنيت في الرسالة من خلال مثال إبراهيم (الآية 5): "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا." ليس الأعمال ولكن الإيمان يبرر. ليس الأتقياء ولكن الفجار يتبررون. هذا خبر سار حقا - هذه هي الرسالة القديرة والرّحومة لرسالة رومية.
رومية 5: الرجاء والأمان في مواجهة الألم والموت:
في الأصحاح 5 يلخص بولس بالآية 1 "فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." ثم يفتح واقع الألم والموت للمتبررين - ويتوقع تركيزا هائلا على الألم في الإصحاح 8. تقول لنا الآية 3 لماذا نستطيع أن نفرح في الضيقات – لأنها تقود إلى الصبر والتزكية والرجاء.
ثم على خلفية هذه الضيقات يقول بنفس الطريقة تماما كما فعل في الإصحاح 8 - من الأعظم إلى الأقل - إن كان الله يستطيع أن يفعل الأمر الصعب، فبامكانه أن يفعل الأمر السهل. تذكر في رومية 8: 32 يقول: "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ [الأمر الصعب]، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ [الشيء السهل]؟" هذه هي بالضبط الطريقة التي يناقش بها بولس هنا في رومية 5: 9 "فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ [هذا هو الأمر الصعب] نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ! [هذا هو السهل الشيء]." نفس النوع الحجة في الآية 10: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ [هذا هو الشيء الصعب]، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ! [هذا هو الشيء السهل].”
الفكرة هي رجاؤنا وأماننا في مواجهة الألم والموت، مثلما هو الحال في رومية 8. المسيحية الطبيعية هي الضيقات. "بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أعمال 14: 22). لا تنسى أبدا أنه يتم وضع الرسالة القديرة والرّحومة لرسالة رومية في سياق الألم المتوقع.
إنّ الموت هو حقيقة واقعية ضخمة في كل الثقافات. إن كان لديك إنجيلاً فسيكون عندك بعض التفسير عن الموت وبعض الرجاء في مواجهة الموت. هذا هو ما يناقشه بولس في رومية 5: 12-21، ويفعل ذلك من خلال مقارنة آدم، الذي بعصيانه جلب الخطية والموت، مع المسيح، الذي بطاعته جلب البر والحياة. تضع الآية 19 المفارقة بوضوح شديد: "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ [آدم] جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ [المسيح] سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا." نُسبت خطية آدم ودينونته لنا لأننا متحدين به بالميلاد، لذلك نُسبت طاعة المسيح وتبرئته لنا لأننا متحدين به بالإيمان.
ثم يلخص بولس انتصار النعمة من خلال المسيح في الآية 21: "... حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.”
==== رومية 6: الاتحاد بالمسيح هو موت عن الخطية وعتق من العبودية====:
الأمر الذي أدى إلى وجود مشكلة لا بد من حلها: إن كنا فعلاً قد تبررنا بالإيمان وحده، وحين تكثر الخطية تكثر النعمة جدا، إذاً لماذا لا خطية حتى تكثر النعمة؟ ويجيب بولس في الإصحاح 6 بالتعليم أنّ الإيمان يوحّدنا بالمسيح بطريقة حقيقية جدا حتى نختبر معه فعلاً الموت عن الخطية والعتق من عبوديتها (6: 6، 17-18). كل الأشخاص المبررين يتم تقديسهم.
رومية 7: أمواتاً عن الناموس حتى نصير لآخر:
ثم في الإصحاح 7 يقول بولس أنه ليس توجيهاً لحفظ الناموس هو الذي يقدسنا - أو يجعلنا مثل المسيح. لا "إِذًا يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ، لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ ِللهِ... وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ" (7: 4، 6).
تُعاش الحياة المسيحية من خلال العطية المجانية والسعي الجاد للعلاقة مع يسوع المسيح "لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ" (7: 4). فهو القدرة والرّحمة ونموذج وتفويض الحياة المسيحية.
رومية 8: لا شيء يمكن أن يفصلنا عن محبة المسيح:
هذا جاء بنا إذاً في هذه الأسابيع الأخيرة إلى رومية 8 - 8 العظيمة. من سيفصلنا عن محبة المسيح (آية 35)؟ هل ترى العلاقة بين ذاك وبين ورومية 7: 4؟ أمواتاً عن الناموس، حتى نصير لآخر – لذلك فإنّ الذي قام من الأموات، يسوع المسيح، هذا هو مفتاح العيش ومفتاح الموت. مَنْ إذاً سيفصلنا عن محبة المسيح. الجواب: لا شيء. من سيفصلنا عن محبة الله في المسيح؟ الجواب: لا شيء.
"فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ." (رومية 14: 8-9). عش في ظل سيادته، ومُت تحت سيادته. ورنّم دائما لمحبة الله في المسيح التي لا تُقهر.