الكل بالنعمةبقلم/العادل و المبرّر
من Gospel Translations Arabic
بواسطة Charles H. Spurgeon
حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب
ترجمة من قبل Walid Bitar
يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).
لقد سبق ورأينا ان الشرير قد يتبرّر، و قد رأينا الحقيقة العظمى أن الله وحده يستطيع أن يبرر اي إنسان. و الآن نأتي الى مرحلة متقدمة و أن نسأل هذا السؤال، كيف يستطيع الله العادل أن يبرّر أناس مذنبين؟ وو هنا نأتي لجواب كامل في كلمات بولس الرسول الى اهل رومية 3: 21 – 26 . سوف نقرأ ستة أعداد من هذا المقطع.
"وأما الآن فقد ظهر برّ الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء. برّ الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل و على كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق إذ الجميع أخطاؤا و اعوزهم مجد الله. متبرّرين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدّمه الله كفارة بالايمان بدمه لإظهار برّه من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار برّه في الزمان الحاضر ليكون بارا و يبرّر من هو من الايمان بيسوع". هنا يؤلمني أن أخبركم قليلا من إختباري الشخصي. حينما كنت تحت يد الروح القدس و تبكيتي على خطيتي، كان عندي إحساس واضح و حازم عن عدل الله. فالخطية مهما كانت تعني للآخرين، اصبحت لي عبئا غير محتملا. لم أكن اخاف كثيرا من جهنم بقدر ما خفت من الخطية. لقد عرفت نفسي بأني كنت مذنبا كبيرا و تذكرت شعوري وقتها إن كان الله لم يدينني بعد على خطيتي فيجب عليه فعل ذلك سريعا. لقد شعرت أن ديّان كل الأرض يجب ان يدين الخطية. و يدينني ايضا. لذلك جلست على كرسي الدينونة و دنت نفسي للهلاك الأبدي. لذلك صرّحت حينها لو كنت انا مكان الله، لما استطعت أن افعل شئا آخر الاّ أن ارسل الإنسان المذنب، كما كنت أنا، الى جهنم السفلى. و مع ذلك كان يراودني في ذهني إهتمام لإجلال اسم الله وإستقامة حكمه الأخلاقي. و شعرت بأن لن يسرّ ضميري إن غفرت خطيتي بطريقة غير عادلة. فالخطية التي علتها يجب ان تعاقب و لكن هنا يطرح السؤال كيف يكون الله عادلا و يبررني انا الذي كنت مذنبا كبيرا. و سألت نفسي: "كيف يكون الله عادلا و يبررني؟" لقد اهتممت و تعبث من هذا السؤال، و لم ارى اي جواب له. بالطبع لم استطع ان اكوّن جوابا يسرّ ضميري.
إن عقيدة الفداء لذهني هي واحدة من البراهين الأكيدة للوحي الإلهي للكتاب المقدس. من يستطيع أن يفكر بالحاكم العادل يموت من أجل الثائر الشديد؟ ليس هذا من تعاليم الخرافات الانسانية او حلم من خيال الشعراء. إن هذه الطريقة للكفارة معروفة فقط عند الانسان لأنها حقيقة. فالخيال لا يستطيع أن ينسجها. الله نفسه عيّنها و هي ليست مسألة تعود للخيال البشري.
لقد سمعت عن مخطط الخلاص بواسطة فداء يسوع منذ شبابي، و لكنب لم أعرف أكثر عنه في داخل نفسي كما لو أني ولدت في شعب جنوبي افريقيا. الضوء كان هناك و لكنني كنت أعمى. كان من الضروري أن الله يجعل هذا الأمر واضحا لي. و قد وصلت لي كإعلان جديد، جديدا لدرحة كأني لم أقرأ في الكتاب المقدس أن يسوع أعلن عنه بأنه كفّارة للخطية لكي يكون الله عادلا. و أنا أعتقد بأنه يجب أن تكون كإعلان لكل ولد جديد يلد الله عندما يراها. أنا أعني هذه العقيدة المجيدة أن يحل مكاننا الرب يسوع. و حدث و فهمت أن الخلاص أصبح ممكنا من خلال الذبيحة البديلية. و هذا التدبير قد صنع في أول تكوين و ترتيب الأمور لهكذا إستبدال. لقد كشف لي أن الذي هو إبن الله، معادل مع الآب و أزلي قد صنع عهدا من أجل الذين إختارهم لكي يقدر أن يتعذب من أجلهم و يخلصهم.
كما كان سقوطنا لم يكن في البدء شخصيا، لأننا سقطنا بإتحادنا بممثلنا، آدم الأول. و أصبح ممكنا أن نخلص بممثلنا الثاني. حتى به الذي تولّى أن يكون رأس العهد لشعبه، كذلك أن يكون آدم الثاني. لقد رأيت هذا قبل أن أخطىء، سقطت بواسطة خطية جدّي الأول وسررت بأن يصبح ممكناً لي من جهة القانون أن أقوم بواسطة رأس ثاني يمثلني.
لقد ترك السقوط مع آدم فتحة للفرار. آدم آخر يستطيع أن يصلح الخراب الذي صنعه آدم الأول. و عندما كنت مهتما و قلقا حول إمكانية الله العادل أن يسامحني، فهمت ورأيت بالإيمان أن الذي هو إبن الله أصبح إنسانا و بشخصه المبارك حمل خطيتي بجسده على الخشبة. لقد رأيت التأديب لسلامي بأن وضع عليه و بجلدته شفيت. صديقي العزيز هل سبق ورأيت ذلك؟ هل سبق و أدركت كيف يكون الله عادلا بالتمام، لا يلغي العقاب و لا يجعل حد السيف كليلا، بل أن يكون رحيما الى أبعد الحدود وبإستطاعته تبرير الخاطىء عندما يأت اليه. و هذا يعود لإبن الله المجيد العظيم بشخصه الفريد تعهّد بأن يثبت القضاء باحتماله الحكم المطلوب مني. لذلك يقدر الله أن يعفو عن خطيتي. و لكن يكون قضاء الله أكثر تثبيتاً بموت المسيح على أن يرسل جميع الخطاة الى جهنم. لأن تألم إبن الإنسان من اجل الخطية يكون تأسيسا عظيما مجيدا لحكم الله، اكثر من أن يتعذب الجنس البشري بأكمله.
لقد حمل يسوع عوضا عنّا عقوبة الموت. أنظر كم هو عجيب! لقد علّق على الصليب! هذا أعظم منظر تشاهده في كل حياتك. إبن الله و إبن الإنسان علّق هناك يتحمل الآمنا بطريقة لا توصف، البار من أجل الأشرار، لكي يقربنا الى الله. ما امجد هذا المنظر! البريء يعاقب! القدّوس يدان! المبارك أبدا صار لعنة! الممجد الأبدي حكم بميتة العار! كل ما أنظر الى الآم إبن الإنسان، اتأكد اكثر بأنه سيواجه حالتي. لماذا تألم، اليس لينجّينا من الهلاك؟ أليس إذا قد نجّانا من الموت، لقد نجّانا و الذين يؤمنون به لا يجب ان يخافوا الموت. يجب ان يكون هكذا منذ أن صنعت الكفارة، الله قادر ان يغفر دون ان تهتز أساسات عرشه او على الأقل يلطخ كتاب التشريع. يأخذ الضمير إجابة كاملة لأسئلته الكثيرة. غضب الله ضد الشر، و مهما كان يجب أن يتعدى الإدراك للرهبة. و حسنا قال موسى "من يعلم قوة غضبه؟" و لكن عندما نسمع رب المجد يصرخ "لماذا تركتني" و نراه يسلم الروح، نشعر ان عدالة الله قد إستلمت بوفرة و ثبتت بالتواضع بشكل كامل و الموت كان رهيبا و دفع الثمن بشخص الهي. إن كان الله نفسه قد خضع لقانونه، ماذا يمكن ان يصنع أكثر؟ يوجد الكثير في الفداء من الإستحقاق اكثر من كل خطايا الناس من الرذيلة. إن نبع محبة يسوع و ذبيحته تستطيع ان تبتلع جبال خطايانا جميعها. من أجل صلاح الواحد الأزلي البديلي، ينظر الرب حسنا على كثيرين بالعطف، مع أنّهم يكونون غير مستحقين في أنفسهم. كانت معجزة المعجزات ان يقف الرب يسوع المسيح مكاننا، لكنه صنعها "لقد تمّ". سوف يصفح الله عن الخاطىء لأنه لم يصفح عن إبنه. يستطيع الله ان يتغاضى عن خطاياك لأنه قد وضعهم على إبنه الوحيد منذ حوالي ألفي سنة. إن كنت تؤمن بيسوع (و هذه هي النقطة الأساسية) فإذاً قد ينزع عنك خطاياك بواسطته الذي هو كبش الفداء لشعبه.
ماذا يعني أن تؤمن به؟ ليس فقط أن تقول "هو الله و المخلّص" و لكن أن تثق به كليا و بالإجمال، و أن تتخذّه لخلاصك من الآن و ساعدا و للأبد معلمك و سيد عليك و كل شيء. إن سيكون يسوع لك فتكون أنت له ايضا. إن آمنت به، أخبرك بأنك لن تذهب الى جهنم، والاّ تكون ذبيحة يسوع على الصليب بدون فائدة. لا يمكن ان تكون قد قبلت الذبيحة و هكذا تموت الروح و تتعذّب. إن كانت روح الشخص المؤمن تدان، فإذا لماذا الذبيحة؟
إن مات يسوع بدلا عني، فلماذا يجب عليّ أن اموت ايضا؟ كل مؤمن يستطيع أن يدّعي انّ الذبيحة كانت فعليا مصنوعة له، يالإيمان يكون قد وضع يديه عليها و جعلها له و لذلك يستطيع ان يحيا آمنا بأنه لن يهلك أبدا. لن يقبل الرب هذه التقدمة بالنيابة عنّا ثم يحكم علينا بالموت الأبدي. لا يستطيع الرب ان يعلن عفونا من خلال دم إبنه الوحيد و من ثمّ يعاقبنا. هذا مستحيل، يا ليت تعطى لك نعمة للوقت لكي تنظر بعيدا الى يسوع و أن تبدأ بالبداية مع يسوع الذي هو رأس نبع الرحمة للإنسان المذنب!
"لقد برّر الخاطىء". "الله هو الذي يبرّر" لذلك و من اجل هذا السبب فقط يستطيع أن يفعل، و فعلها من خلال الذبيحة الفدائية لإبنه الإلهي. و لذلك يمكن ان تتمّ، و بطريقة عادلة لكي لا يستطيع احد أن يشك فيها، و حتى في اليوم العظيم الأخير عندما لا يكون هنا أرض و لا سماء، لن يكون إنسان ما سينكر صلاحية هذا التبرير. "من هو الذي يدين؟ إنّه المسيح الذي مات. من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر". و الآن ايها الشخص المسكين! هل ستأتي الة هذا القارب للنجاة كما أنت؟ هنا يوجد آمان من التحطيم! إقبل الخلاص الأكيد. ممكن أن تقول "لا شيء معي". أنت لست مدعوا ان تأتي بشيء معك. الناس الذين ينجون لحياتهم يتركون حتى ردائهم خلفهم. إقفز الى قارب النجاة كما أنت. سأخبرك بهذا الأمر عن نفسي لكي اشجعك. إن أملي الوحيد للسماء يقع في الفداء الكامل الذي صنع بواسطة صليب الجلجثة من اجل الخطاة. فأنا اسكّن نفسي في هذا، و لا يوجد لديّ اي ظل امل في اي مكان آخر. أنت في نفس موقفي. لأن ليس احد منّا لديه شيء مستحق يفكّر به كأساس للثقة.
دعنا نضم ايدينا و نقف سويّة عند اسفل الصليب و ان نستودع ارواحنا مرّة و للأبد لذلك الذي سفك دماه من أجل الخطاة. سوف نخلص بنفس المخلص الوحيد. فإن هلكت سوف أهلك معك ايضا. ماذا استطيع أن أفعل أكثر لكي أبرهن ثقتي الكاملة بالإنجيل الذي وضعته أمامك؟