كل الكتاب/الفصل التّاسع: قد تشجع الباحثون- البديل

من Gospel Translations Arabic

مراجعة ١٨:٥٥، ٨ أكتوبر ٢٠٠٩ بواسطة JoyaTeemer (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الخلاص
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Advice For Seekers/Seekers Encouraged—The Substitute

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الخلاص
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


تكمن أهميّة وجوهر الدّين المسيحي في عقيدة "البديل"، ولا أتردّد أن أؤكد بأنّ نسبة كبيرة جداً من "المسيحيّين" ليسوا مسيحيين أبداً، إذ أنهم لا يفهمون جوهر مبادئ العقيدة المسيحيّة: ولسوء الحظ ،هناك رجال دين لا يعلّمونها، أو حتى لا يؤمنون بأهميتها. إذ يتكلّمون عن دم يسوع المسيح بطريقة غير واضحة، ويتحدّثون عن موت المسيح بأسلوب من الشعر، لكنّهم لا يبيّنون جليّاً، ولا يظهرون أنّ طريق الخلاص الوحيد هي حين أصبح المسيح بديلاً عن الإنسان الخاطئ. هذا سيجعلني أكثر وضوحاً وسهولة. الخطية هي أمر ملعون. ويجب أن يلعنها الله من خلال ضرورة قدسيته؛ يجب أن يعاقب الإنسان لارتكابها. لكنّ المسيح، الإبن المجيد للأب الأبدي، أصبح رجلاً وعانى في شخصه الحقيقي اللعنة التي كان الإنسان سببها، وذلك لكي، وبفضل عرض بديل من الله، يستطيع أن يوسّع رحمته المعطاة لأولئك الذين يؤمنون بالبديل.

لكنّك قد تسأل، كيف صار يسوع المسيح لعنة؟ والجواب هو "لقد جعل نفسه لعنةً". لم يكن نفسه لعنة. ففي شخصه لم يكن هناك أيّ عيب. لم يكن فيه أيّ إثم. الله "جعل الّذي لم يعرف خطيّة، خطيّة لأجلنا" (2كو 21:5). يجب ألاّ يكون هناك أبداً أي درجة من اللّوم أو التّوبيخ في شخص أو في طبيعة المسيح. فهو في هذا الإحترام من دون أيّ شائبة أو لطخة، وهو حمل الله الطّاهر المعد للفصح. لم يكن المسيح لعنة بدافع الضرورة . ولم يكن هناك ضرورةً لأن يعاني من هذه اللّعنة؛ إلاّ تلك التّي خلقها وعده المحبّ والخاصّ. فقدسيته الخاصة والجوهرية قد منعته من الخطية وتلك القدسية نفسها قد منعته من اللعنة. لقد جعل خطية من أجلنا، ليس على حسابه الخاص، وليس لأيّ وجهة نظر لنفسه، لكنّه أحبّنا بشكلٍ كاملٍ واختار أن يضع نفسه في المكان الذي يجب أن نكون نحن فيه. وجُعل لعنة لأجلنا، ليس لأجل استحقاق شخصي أو ضرورة شخصية، لكن لأنّه اختبر طوعاً أن يكون رئيس العهد لشعبه وأن يكون ممثلهم ليحمل اللعنة التي حلّت بسببهم.

أريد أن أكون واضحاً جداً هنا، لأن تعابيراً قويةً جداً استخدمت من قبل أولئك الذين يحملون الحقيقة الكبيرة التي أسعى أن أعلّمها؛ تعابير قوية حملت الحقيقة التي قصدوا أن ينقلوها، لكن أيضاً أكثر بكثير. لقد قيّم مارتن لوثر رسالة بولس إلى "الغلاطيين" كثيراً، حتّى أنّه دعى أحد كتبه "كاترين فون بورا" (وهو اسم زوجته المحبوبة، وقد أعطى هذا الكتاب إسم أغلى شخص يعرفه). وفي كتابه عن تلك الرّسالة، كتب بوضوح، لكنّه أكّد أنّه لا يعني ما يكتبه حرفيّاً، "يسوع المسيح هو أعظم خاطئ عاش على سطح الأرض؛ فإنّ كلّ آثام البشر قد وضعت على المسيح وأصبح هو يمثّل كل اللّصوص والقتلة والزناة الذين عاشوا على الأرض." لكنّ ما عناه في هذا هو التّالي: لقد جعل الله ابنه يسوع كأنّه حامل كلّ الخطايا، وكأنّه نفسه يمثّل كلّ خطاة العالم؛ وهذه الحقيقة واضحة جداً. لكن لوثر وباعتباره قد استرسل وتطرّف في الكلام، عنّف رسميّاً إذ اعتبر أنّه قد جدّف على شخص ربّنا المبارك. لكنّ يسوع لم ولن يكون يوماً خاطئاً؛ وهو لن يكون لا في شخصه ولا في شخصيّته إلاّ حبيب الله، ومبارك إلى الأبد وبهجة يهوه؛ وحين نقول اليوم أنّه لعن، فيجب أن نعطي أهمية لهذه الكلمات، "لقد جعل لعنةً"، وأيضاً يجب أن نشدّد على هذه الكلمات، "لأجلنا" – وليس على حسابه الخاص مطلقاً؛ لكن بحبّه لنا، بأن نكون مخلّصين؛ أخذ مكان الآثم وحسب خاطئاً، وجعل لعنةً لأجلنا.

كيف جعل يسوع المسيح لعنةً؟ في المركز الأوّل، هو قد جعل لعنةً لأن كل خطايا البشر قد ألقيت عليه. "جعله الله خطيّة لأجلنا"؛ ودعني أقتبس من "إشعياء"، "الرب وضع عليه إثم جميعنا" وأيضاً " وهو حمل آثامهم". لقد رفعت خطايا جميع النّاس عنهم وألقيت على المسيح، واعتبرت هذه الخطايا كأن المسيح نفسه قد ارتكبها. لقد اعتبر يسوع خاطئاً، لكنّه في الحقيقة أخذ مكان الخاطئ. ومع وجود الخطيّة وجدت اللّعنة. يبحث النّاموس عن عقاب للخطيّة ويلعنها أينما وجدت، وهو قد وجدها ملقيّة على المسيح، وبذلك لعنت حينما كانت على االمسيح. وبالتّالي أصبح المسيح لعنة.

كلمات عجيبة وسيّئة، لكن يجب أن نقبلها، بكونها كلمات كتابية. ووجود الخطيّة على المسيح، جلبت اللّعنة عليه، ونتيجة لذلك، كان شعور ربّنا اشئمزازاً لا يوصف. وهو بالتّأكيد الشّعور الذي جعله ينذف قطرات الدّم عندما رأى الله يعامله كخاطئ. إنّ روح المسيح المقدسة تنفر بألم شديد من أقل إتصال مع الخطيّة. إنّ ربّنا نقيٌ ومثاليٌ، بحيث لم يخطر بباله أيّ فكر شرير، ولم يتلطّخ بأيّ لمحة شرّ، ورغم ذلك وقف أمام الله آثماً ولذا كانت روحه تشعر باشمئزاز قويّ. وحينها ابتدأ بجعل نفسه لعنة لأجلنا، ولم ينته حتّى تحمّل كامل العقوبة التي كان من المفترض أن نتحمّلها نحن.

لقد اعتدنا أن نقسم العقوبة إلى قسمين، عقوبة الخسارة وعقوبة المعاناة الفعلية. وقد تحمّل المسيح كلتيهما. لقد كان على الخطاة أن يفقدوا إحسان الله وحضوره؟ ولذلك بكى يسوع قائلاً: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟". كان على الخطاة أن يفقدوا كلّ سلام وراحة شخصيّة؛ كان يسوع محروماً من كلّ تعزية، فقد تمزّقت حتّى آخر قطعة من لباسه وترك على الصّليب، عارياً ويائساً كآدم. لقد كان من الضروري أن تفقد الرّوح كلّ شيء حتّى تقدر أن تتحمّل، فخسر يسوع كلّ ما يريح، ونظر فلم ير إنساناً يشفق عليه أو يساعده؛ فصرخ قائلاً 'أمّا انا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشّعب." (مزمور 22:6). أمّا بالنّسبة للجزء الثّاني من العقاب، فقد كان هناك فعلاً ضربة من المعاناة قاساها إلهنا – تحمّل إلى النّهاية، كما يظهر الكتاب المقدّس. غالباً ما تكون قد قرأت قصّة آلامه الجسديّة؛ فكن حذراً بأن لا تقلّل من قيمتها أبداً. لقد عانى مخلّصنا من الألم الجسدي بحيث لم يستطع بعد أن يتحمّل؛ إلاّ إن تثبّت وتقوّى باتّحاده بألوهيّته؛ رغم ذلك كانت آلام روحه روح آلامه. فلقد تحمّلت تلك الرّوح عذاباً بمستوى الجحيم. إذ كان العقاب الذي سبّبه الأشرار هو من الجحيم، ومع ذلك لم يعاني المسيح من الجحيم بحدّ ذاته، بل عانى من شيء يوازي عذاب الجحيم؛ والآن، هل بإمكانكم تخيّل إلى ماذا أدّى هذا الأمر؟ لقد كان ألماً لا يوصف، ومعاناة غير مفهومة أبداً. وحده الله قد عرفه واختبره بالكامل. تعبّر الطّقوس اليونانيّة عن هذا، "لك آلام مجهولة"، إذ تبقى إلى الأبد إلى ما بعد خيال الإنسان.

وكانت النتائج بأنه قد فدى الجميع من لعنة الناموس. أولئك الّذين مات المسيح من أجلهم تحرّروا إلى الأبد من لعنة الناموس؛ إذ أنّه حين يأتي الناموس ليلعن إنسان سبق وآمن بالمسيح، تقول له، "ماذا يفترض أن أفعل بك، أيها الناموس؟" ويجيبك "سألعنك"، لكنّك تقول له "لقد لعنت المسيح بدلاً منّي. أبإمكانك أن تلعن مرّتين لإهانة واحدة؟" حينها ستُسكت النّاموس. إنّ ناموس الله، باستلامه كل ما كان قد طلبه، لا يملك الحقّ بأن يطلب أي شيء أكثر. فكل ما يمكن أن يطلبه الله من خاطئ مؤمن، قد دفعه المسيح عنه، وليس هناك صوت لا في الأرض ولا في السّماء يمكن أن تتّهم روحاً سبق وآمنت. لقد كنت مديوناً، لكن صديقاً دفع دينك عنك. إنّ عدم دفعك للحساب لا يهمّ، المهم هو أنّه دفع وأنت تملك الوصل؛ وإنّ هذا الأمر كافٍ أمـام أيّ محكمـة عادلـة. فقد تحمّل المسيح كلّ العقوبة التي كانت بسببنا نحن. وهذا صحيح أنّي لم أتحمّل العقاب؛ ولم أذهب إلى الجحيم ولم أتحمّل ذلك العقاب الإلهي، بل أنا غير مديون إذ دفع الله عنّي ديني وتحمّل هو العقاب والغضب الإلهي. وهذا أساسٌ مجيدٌ للإستناد عليه! هذه صخرة تلقى عليها أساس الرّاحة الأبديّة! دع شخصاً يصل إلى هذه الحقيقة؛ إنّ ربّنا وإلهنا قد بذل دمه عنّي ليكفلني، وعلى الصّليب قد سدّد ديني. لماذا إذاً يا إلهي لا أخاف بعد من رعدك. كيف تدينني الآن؟ لقد استنزفت رعدة غضبه؛ لقد وجهّت كلّ التّهم والإشارات إلى ربّنا، لكنّني صافٍ طاهر، مبرّر محرّر، وكأنّني لم أخطأ من قبل.

يقول الكتاب المقدّس بأنّ الله "قد خلّصنا". كنت أسمع في أغلب الأوقات من بعض أرستقراطيّي المدرسة الحديثة للتّكنولوجيا يسخرون من عمل الكفّارة، إذ هم يتّهموننا بأّن كلّ هذا هو مجرّد صفقة عمل، أو ما يدعونه "وجهة نظر تجاريّة". لا أتردد في القول بأنّ هذا القول المجازي عن العمل التّجاري يظهر وجهة نظر الله للخلاص بشكلٍ صحيحٍ، إذ نجده هكذا في الكتاب المقدّس؛ إن الكفّارة هي فدية؛ وبمعنى الكلمة الأصلية فإنّ الكفّارة هي أكثر تعبيراً؛ إذ هي دفع البدل. لقد أنجز المسيح من خلال آلامه ما يمكن أن يوصف بالفدية المناسبة الفعّالة، أيّ إعطاء العدالة حقّها في حين كان علينا نحن أن نعاقب. لقد تحمّل يسوع ما كان علينا تحمّله. خطايانا هو حملها، وقف أمام الله كآثمٍ؛ مع أنّه هو لم يكن خاطئاً، لكنّه عوقب كمذنب ومات كآثمٍ على صليب اللعنة.

عليك فقط أن تؤمن بالمسيح لتحيا. فلا يهم من أنت أو ما تكون أو من أين، بالرغم من أنّك تستلقي على باب الجحيم المظلم لتيأس وتموت، تأتي هذه الرّسالة إليك: "لقد جعل الله المسيح كفّارة عن خطايانا. لأنّه جعل الّذي لم يعرف خطيّة، خطيّة لأجلنا، لنصير نحن برّ الله فيه." لقد حرّرنا المسيح من لعنة الناموس، إذ جعل لعنة من أجلنا. ومن يؤمن بهذا لن يلعن أبداً. ولربّما كان زانياً أو شاتماً أو سكّيراً أو قاتلاً؛ لكنه في اللحظة التي يؤمن فيها، لا يعود الله يرى أية خطيّةٍ فيه. بل يراه إنساناً بريئاً إذ ألقيت ذنوبه على المخلّص، وتلقّى يسوع العقاب عنه حين مات على الصليب. إن آمنت بالمسيح يسوع، حتّى ولو كنت بائساً وحقيراً وأكثر من يستحقّ اللّعنة على وجه الأرض، فلن يبقى لديك أيّة خطايا بعد إيمانك. لأنّ الله سينظر إليك كشخص طاهر؛ حتّى الله العالم بكل شي لن يجد فيك أيّة خطيّة، فخطاياك كلّها وضعت على كبش الفداء، وذهبت كلّها إلى النّسيان.

ضع جانباً اعتمادك الكريه على نفسك وحبّك الأعمى لها؛ لقد أتمّ الله عمل الفداء، أنهاه تماماً. لا تقارن خرقك البالية بكتّانه النّظيف: لقد حمل المسيح اللّعنة؛ لا تحاول أن تعاقب نفسك بشكل جدير بالشّفقة، أو تخلط دموعك القذرة بينبوع دماء المسيح الثّمينة. تخلّ عمّا هو لك، وتعال خذ ما هو للمسيح. ضع جانباً كل ما اعتقدت أن تعمله ليبعدك عن قبول المسيح؛ تواضع واقبل أن المسيح هو الألف والياء، الأول والأخير، البداية والنهاية لخلاصك. إن آمنت بهذا، تخلص، وقد خلصت الآن. استريحوا أيها التعابى، فإن خطاياكم قد غفرت؛ قم أيها الأعرج فإن إثمك قد غفر؛ قومي من الأموات أيتها الذّات المهترئة كما قام لعازر من القبر، فإن يسوع يناديك! آمن به وعش.