إظهار مجد الله / عضوية الكنيسة

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Mark Dever
فهرس الكاتب
أكثر حول الحكومة الكنسية
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: A Display of God's Glory/Membership

© 9Marks

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Mark Dever حول الحكومة الكنسية
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Moheb Hanna

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


دعونا نبدأ اليوم بالإعتراف بأن فكرة عضوية الكنيسة بالكامل قد أصبح لها نتائج عكسية كثيرة اليوم. أليست فكرة غير ودية وربما إنتقائية القول إن البعض أعضاء في الكنيسة والآخرين خارجها؟ يمكننا الذهاب الى حد القول ان هذه الفكرة حتى غير كتابية، وربما غير مسيحية؟ في نهاية الإصحاح الثانى من سفر أعمال الرسل يقول الرب ببساطة "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون"هؤلاء الذين نالوا الخلاص. أليس هذا كل ما في الامر؟ وأيضاً، في الإصحاح الثامن من سفر الأعمال، مكتوب أن مسئولاً إثيوبياً كان قد سافر إلى فلسطين، وفى أثناء عودته إلى منزله في مركبته، كان يقرأ سفرالنبي أشعياء. وقاد الروح القدس رسول المسيح فيلبس لملاقاته والتحدث معه، وآمن الرجل وأعتمد. في هذه الحالة، أليس الرجل الإثيوبي عضوا في الكنيسة تلقائياً؟

محتويات

أولاً: الإلتزام-المرضى بعضوية الكنيسة

هذا الأمر –عضوية الكنيسة- هو في الواقع أكثر أهمية مما يعتقد الكثير من الناس اليوم. أنا مقتنع بأن الحصول على حق عضوية الكنيسة هو خطوة رئيسية نحو تنشيط كنائسنا، توصيل رسالة المسيح لأمتنا، وتعزيز هذه الرسالة في جميع أنحاء العالم، وبهذا يتمجد الرب!
الإنجيليون الأميركيون في حاجة ماسة جداً لإعادة التفكير وإعادة النظر في هذا الموضوع، ولا سيما عضوية الكنائس في التجمع المعمداني الجنوبي. وفقاً لدراسة من دراسات التجمع المعمداني الجنوبي قبل بضع سنوات، الكنيسة المعمدانية الجنوبية تضم 233 من الأعضاء منهم نسبة 70 % تحضر إلى خدمة القداس صباح يوم الأحد. وسؤالي هو: أين عدد ال 163 الباقى من الأعضاء؟ هل هم جميعاً مرضى في المنزل، في بيت الأجازة، في الكلية، أو في الجيش؟ ربما البعض منهم كذلك، ولكن هل عدد ال 163 جميعهم؟ ماذا يعني هذا عن المسيحية بالنسبة للعالم من حولنا؟ ماذا نفهم من موضوع أهمية المسيحية في حياتنا؟ وما هي الحالة الروحية لهؤلاء الناس، فى حالة عدم حضورهم للكنيسة لعدة أشهر، أو ربما أكثر؟ وهل عدم حضورهم يعنينا حقاً؟ حتى نفهم هذا الأمر، علينا أولا أن نسأل هذا السؤال "ما هى الكنيسة حقاً؟"

ثانيا:ً ما هى الكنيسة حقاً؟

"الكنيسة" ليست مجرد بناء
حينما نقول كلمة "كنيسة" فإننا لا نشير إلى وحدة تنظيمية للدين. نحن لا نشير إلى كنائس بوذية أو كنائس يهودية. كلمة "الكنيسة"، لا نقصد بها بناء من الأساس؛ فقط البناء هو المعنى الثانوي لها. المبنى هو ببساطة المكان الذى تجتمع فيه الكنيسة، وبالتالي فإن أحد فروع الكنيسة البروتستانتية الإنجليزية الجديدة –الفرع أو المذهب المتزمت- أطلق إسم "بيت اللقاء" على الكنيسة. الكنائس القديمة فى إنجلترا تشبه المنازل الكبيرة من الخارج. انها مجرد المكان الذى تلتقى فيه الكنيسة.

الكنيسة هي جماعة محددة بوضوح
وفقاً للعهد الجديد، الكنيسة هي في المقام الأول تجمع منتظم من الناس الذين يعلنون ويقدمون الأدلة على إيمانهم بأنهم قد تم تخليصهم من خلال نعمة الله وحده أى من خلال الإيمان بالمسيح وحده لمجد الله وحده. وهذه هى كنيسة العهد الجديد، وبذلك فهى ليست مبنى. المسيحيين الأوائل لم يكن لديهم أي مبانى لنحو ثلاثمائة سنة بعد أن أسس المسيح الكنيسة. من أوقات مبكرة، كانت الكنائس المسيحية الموجودة فى كل حى هى تجمعات لأشخاص معينين. أشخاص معروفين كانوا يشكلون هذه التجمعات، وبالتالى فإن غيرهم معروفين بشكل واضح بأنهم خارجها.

في العهد الجديد
وهكذا فإن التوبيخ الذى ذكره يسوع في إنجيل متى إصحاح 18 وبولس في الرسالة الأولى إلى كورنثوس إصحاح 5 يصور إستبعاد فرد، ليس من تجمع سياسي، ولكن من تجمع متميز أو معروف. وحتى إن كنا لا نعرف على وجه اليقين أن قوائم فعلية للأفراد الأعضاء موجودة في الكنائس المسيحية في الأوقات المبكرة لتلك الكنائس، لكن ربما كان لديهم. الفكرة نفسها لم تكن جديدة. ونحن نعلم ان الكنيسة الأولى كانت تحتفظ بقوائم الأرامل، ونحن نعلم أن الله نفسه لديه قائمة بأسماء الأشخاص الأعضاء في الكنيسة الجامعة مكتوبة في كتاب الحياة. ونحن نعرف من الرسالة الثانية إلى كورنثوس الإصحاح الثاني أن كلاً من الرسول بولس وأهل كورنثوس كان يمكنهم أن يحددوا بوضوح أغلبية مجموعة معينة من الناس الذين كان يمكن تعريفهم على أنهم أعضاء في الكنيسة، أي أولئك الذين يحق لهم إبداء رأيهم.

في العهد القديم
فكرة مجتمع من الناس محدد بوضوح أمر أساسي لعمل الله في كلاً من العهدين القديم والجديد. بدءاً من عمل الله مع نوح وعائلته، مروراً بإبراهيم ونسله، إلى دولة إسرائيل، إلى الكنيسة في العهد الجديد، فقد إختار الله جماعة من الناس متميزة ومنفصلة بوضوح من أجل إظهار نفسه. وقد قصد الله أن يكون هناك خط حاد وواضح دائماً لتمييز أولئك الذين يثقون به من أولئك الذين لا يثقون.

المعمودية فريدة من نوعها تاريخياً لهذا المفهوم
هذا المفهوم للكنيسة كتجمع قد ميز المسيحيين الذين نالوا المعمودية عن الكثيرين من غيرهم. من وقت الإصلاح كانت العلاقة بين الدولة والكنيسة وثيقة ومعقدة على حد سواء. نظام الكنيسة أو الدولة كثيراً ما كانت له عواقب تؤثر فى الجانب الأخر. وكان من المفترض أن جميع الذين ولدوا في حدود سياسية معينة يجب أن تكون لهم القدرة على أن يكونوا أعضاء في الكنيسة الرسمية للدولة. نظام معمودية المؤمنين في وقت الاصلاح هدد هذه الرابطة بين الكنيسة والدولة من جذورها حيث إستوعب الأشخاص الذين نالوا المعمودية فكرة العهد الجديد للكنيسة كجماعة من المؤمنين الذين يؤمنون إيماناً شخصياً ويقدمون أدلة على إيمانهم بالتجدد أو الميلاد الثانى على حد سواء.

ملاحظة ثانوية للمؤرخين
ملاحظة ثانوية مثيرة للإهتمام بالنسبة الى المؤرخين، وهى أن الكنيسة كتجمع من المؤمنين قد تعاهد طوعاً هو إسهام مهم جعل المعمدانيين بصفة خاصة يشكلون الحرية الدينية في بلادنا. هذا قد يكون مفاجأة لك. اليوم البعض يرى المعمدانيين على أنهم يمثلون قوى الجهل، والإستبداد والشمولية الدينية. ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة تاريخياً، ويمثل إجحافاً كبيراً. في بعض الأحيان، الحرية التى إستخدمها البعض فى الكلام أوالكتابة عن تعصبنا هى فى الواقع نابعة من الفهم العميق جداً لتعاليم الكنيسة التي نحن المسيحيين المعمدانيين قد دافعنا عنها في هذا البلد لمدة ثلاثة قرون.
أخيراً الكنيسة ليست شيئا مادياً لك أو لكل فرد من أفراد أسرتك بحسب الميلاد الجسدى، أو بحكم جنسيتك لهذا الوطن. لا، العهد الجديد يعلمنا ان الكنيسة هي للمؤمنين. لذلك، ندافع عن القوانين في هذه الأرض التي تجعل تلك الكنيسة قادرة على العمل فى حرية. المعمدانيين على هذا الأساس لا يدعون إلى تأسيس كنيسة جديدة في أمريكا، بل نحن أقوى خصوم لتلك الفكرة. وفهمنا العميق للكنيسة لا يسمح بذلك. نحن ندافع عن الدعوة إلى التبشير للأمة من خلال الكنائس التي تتعاون معاً بحرية في إنجيل يسوع المسيح. والكنيسة بذلك هي عبارة عن مجموعة من المسيحيين الذين يعيشون فى منطقة ما ملتزمة بالإيمان بالمسيح وببعضها البعض.

ثالثا:ً لماذا الإنضمام إلى الكنيسة؟

أهمية هذا السؤال
طرح هذا الموضوع أمر لا بد منه لكنائسنا وبالنسبة لنا كمسيحيين الآن. وهو موضوع بالغ الأهمية لفهم ما يدعوك إليه المسيح بإعتبارك تلميذاً له. الإنضمام إلى الكنيسة لا يضمن لك الخلاص أكثر من أعمالك الحسنة، وتعليمك الخاص، وثقافتك، والصداقات والمساهمات الخاصة بك، ولا التعميد سيوفر لك الخلاص. غير المسيحيين لا ينبغى عليهم محاولة الإنضمام الى الكنيسة، ولكن ينبغى عليهم معرفة المزيد عن ما يعنيه ان يكون الإنسان مسيحياً. لكن بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم من المسيحيين، اسمحوا لي أن أطرح السؤال التالي: ماذا يعني أن تعيش الحياة المسيحية؟ هل نعيش الحياة المسيحية وحدها حقاً؟

خمسة أسباب للإنضمام إلى الكنيسة
هناك العديد من الأسئلة الجيدة الأخرى التي يمكن أن نطرحها والتى من شأنها أن توضح حاجتنا للكنيسة، ولكن إسمحوا لي أن أقدم لكم خمسة أسباب وجيهة للانضمام الى الكنيسة التي تبشر بالإنجيل، ونماذج الحياة المسيحية:


1. ضماناً لأنفسنا
لا يجب عليك الإنضمام إلى الكنيسة من أجل الخلاص، ولكن يجب عليك الإنضمام إلى الكنيسة لمساعدتك في التأكد من خلاصك. هل تذكر كلمات يسوع في إنجيل يوحنا؟
"الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذي يحبني. والذى يحبنى يحبه أبى "الله الآب"، وأنا أحبه وأظهر له ذاتي.... إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى، كما إنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته.... أن كنتم تحبوننى فإحفظوا وصاياى.... الآن عليك أن تعرف هذه الأمور، طوبى لمن يسمع ويعمل" يوحنا 21:14 ، 10:15 ، 15:14
عند الإنضمام إلى الكنيسة، فإننا نضع أنفسنا في موقف حيث نطلب من إخواننا وأخواتنا إجراء مساءلة لنا هل نعيش وفقاً لما نتكلم به من الفم. ونطلب منهم التشجيع لنا أحياناً بتذكيرنا بالطرق التي تشهد عن أعمال الله في حياتنا، وأحياناً أخرى يجربنا الرب عندما نبتعد عن طاعته. عضويتك في الكنيسة الموجودة فى منطقتك هي شهادة من جماعة المؤمنين أن حياتك هى دليل على الميلاد الثانى أو التجديد.
عضويتك في الكنيسة ليست خلاص فى حد ذاته، وإنما هى انعكاس لقبولك لهذا الخلاص. وإذا لم يكن هذا الإنعكاس موجوداً، كيف لنا أن نعرف عن وجود هذا الخلاص أصلاً؟
عندما تصبح عضواً في الكنيسة، فنحن نشبك الأيدي مع بعضها لمعرفة أنفسنا والآخرين، ولنساعد ونشجع بعضنا البعض عندما قد نحتاج الى التذكير عن عمل الله في حياتنا، أو أن يصحح أحد مسارنا عندما يحدث تضارب بين حديثنا وسلوكنا الفعلى.

2. نقل البشارة للعالم "التبشير"
يجب عليك الإنضمام إلى كنيسة موجودة فى منطقتك من أجل تبشير العالم. معاً يمكننا أن نبشر بالانجيل بشكل أفضل في الداخل والخارج. ويمكننا أن نفعل ذلك من خلال كلماتنا، ونحن نشارك الأخبار السارة مع الآخرين، ويمكننا مساعدة الآخرين على القيام بذلك. الكنيسة المحلية هي بطبيعتها منظومة تبشيرية.
نحن نقوم بذلك الأمر من خلال أعمالنا لإظهار محبة الله مثل تلبية الإحتياجات المادية للأيتام والأطفال المرضى، أو المحرومين. من خلال عضويتنا فى الكنائس فنحن نساعد في نشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم، ونحن نوفر ملايين الدولارات وآلاف المتطوعين لمساعدة أولئك الذين لديهم بعض الإحتياجات المادية الفورية، مثل الإغاثة في حالات الكوارث والتعليم ومهمات أخرى لا تعد ولا تحصى. حتى ونحن لسنا كاملين كما نحن، إذا كان روح الله يعمل فينا حقاً، فسوف يستخدم حياتنا وكلامنا للمساعدة في توضيح الحقيقة للآخرين من خلال إنجيله. هذا هو دور خاص بنا علينا أن نقوم به الآن فى العالم ولن يكون مطلوباً منا في السماء. وهذا إمتياز خاص للكنيسة الآن وهى أن تكون جزءاً من خطة الله، لنشر الإنجيل الى العالم.

3. كشف الأناجيل الكاذبة
الله أعد لنا أن نكون معاً في هذا الطريق أيضاً لفضح الأناجيل الكاذبة. من خلال إيماننا معاً كمسيحيين يمكننا أن نظهر للعالم ما هى المسيحية الحقيقة. في كنائسنا، نحن نفضح الرسائل والرموز التي تدعى إنها المسيحية الموجودة فى الكتاب المقدس. ولكنها في الحقيقة ليست كذلك. من المؤكد أنها ليست نفس الحالة أن بعض أولئك الذين ليسوا أعضاء في الكنائس الإنجيلية ليسوا أعضاء لأنهم لا يؤمنون حقاً بالبشارة نفسها؟ إن جزءاً من رسالة الكنيسة هو التعرف والدفاع عن الإنجيل الحقيقي ومنع الانحرافات عنه. علينا ان ندرك أن جزءاً من مهمتنا في التبشير ليس فقط التقديم الإيجابي لإنجيل يسوع المسيح، ولكن أيضا تشتييت الشهادات، المربكة والسيئة، والشهود المشوهة التي قدمت نفسها على إنها كنائس مسيحية، ولكنها في الواقع تحرف الإنجيل أكثر مما تأكده.

4. الدور التنويرى للكنيسة
والسبب الرابع للإنضمام إلى الكنيسة هو الإنضمام لدورها التنويرى أو بناء الكنيسة. والإنضمام إلى الكنيسة من شانه المساعدة في التصدي لتصرفاتنا الفردية الخاطئة، وسوف يساعدنا في إدراك طبيعة حياة الشركة المسيحية. عند دراسة العهد الجديد سوف تجد إنه من المفترض أن حياتنا المسيحية تشمل الرعاية وإهتمامنا ببعضنا البعض. هذا جزء مما يعنيه ان يكون الإنسان مسيحياً. وعلى الرغم من أننا نفعل ذلك بشكل ناقص، إلا إنه ينبغي أن نكون ملتزمون بذلك. ونحن نعتزم تشجيع حتى الخطوات القصيرة مثل خطوات الطفل على البر و الإيثار والحب والتشبه بالمسيح.
في إجتماع أعضاء كنيستنا غالباً ما أقص قصة صديق يعمل لصالح معسكر إرسالية مسيحية فى الوقت الذى كان فيه يحضر إلى كنيسة كنت عضواً فيها. كان دائماً يدخل بهدوء بعد التراتيل، ويجلس أثناء العظة، ثم يغادر. سألته فى أحد الأيام، لماذا لا تأتي لحضور الخدمة بالكامل. قال "حسناً": "أنا لا أستفيد أي شيء من الأجزاء الباقية من الخدمة. سألته "هل فكرت في الإنضمام إلى الكنيسة؟" وإعتقد أن الأمر مجرد سؤال سخيف. وقال: "لماذا أنضم إلى الكنيسة؟ إذا انضممت لها، أعتقد أن الأعضاء سوف يبطئون النمو الروحي لدى"، وعندما قال هذا كنت أتساءل ما هو مفهوم أن تكون مسيحياً عند هذا الشخص. أجبته، "هل فكرت يوماً أنه ربما يريد منك الله أن تتعاون مع هؤلاء الناس؟ بالتأكيد، قد يتسببوا فى بطئ نموك الروحى، ولكن قد تساعدهم أنت على زيادة سرعتهم. ربما هذا جزء من خطة الله لنا ونحن نعيش معاً كمسيحيين!"

5. تمجيد الله
وأخيرا، ينبغي على المسيحي الإنضمام الى كنيسة من أجل تمجيد الله. كتب الرسول بطرس لبعض المسيحيين الأوائل، "أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التى تحارب النفس. وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة لكى يكونوا فى ما يفترون عليكم كفاعلى شر يمجدون الله فى يوم الإفتقاد من أجل أعمالكم الحسنة التى يلاحظونها" (1 بطرس 11:2) هذا مدهش، أليس كذلك؟ ولكن مرة أخرى، يمكن القول أن بطرس قد سمع تعليم سيده. عليك أن تتذكر ما علمه يسوع في الموعظة على الجبل "فليضيئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (متى 16:5). ومرة أخرى، فإن الافتراض المدهش ان الله سوف يتم تمجيده بأعمالنا الحسنة. إذا كان ذلك صحيحاً بالنسبة لحياتنا بشكل فردي، فإنه ليس من المستغرب أن نجد أن كلمة الله تقول ان هذا هو الحال أيضاً فى حياتنا معاً كمسيحيين. قصد الله ان الطريقة التي بها نحب بعضنا البعض سوف تحدد أننا أتباع المسيح. لنتذكر كلمات يسوع الشهيرة في يوحنا 13 "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً بهذا يعرف الجمبع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعض لبعض" 13 :34 - 35 إن حياتنا معاً هى لتمييزنا مثل إلهنا ولكى يقوم الناس بتمجيده.

رابعاً: علامات الإنضمام إلى الكنيسة

الكتاب يعلمنا أننا نعيش فى عالم سقط فى الخطية، ولكننا فى النهاية فى هذا العالم لفترة مؤقتة، كيف يمكننا تحديد ما إذا كان الشخص عضواً في كنيسة معينة أم لا؟ الذي هو داخلها والذى لا يحسب من أعضائها؟

المعمودية
أولاً، لكى تكون عضواً في الكنيسة، ينبغي لك أن تتعمد بصفتك مؤمن بتعليم الإعتراف بخطاياك ولإعلان توبتك عن هذه الخطايا ولإعلان إيمانك بالثقة في المسيح وحده لخلاصك. فى نهاية إنجيل متى، الإصحاح 28 أصدر يسوع أمر واضح بتعميد أولئك الذين أصبحوا مؤمنين به. في كل سفر أعمال الرسل، نرى أن تلاميذ المسيح قد فهموا هذا الأمر وأطاعوه. نحن نؤمن بأن المعمودية مقصورة على أولئك الذين أعلنوا إيمانهم بالمسيح وهم مدركين طبيعة هذا الإيمان. وبسبب هذا، نعتقد أنه من الخطأ معمودية الأطفال الصغار. إسمحوا لي أن أقدم لكم خمسة أسباب لهذا الاعتقاد:
1) لا أحد يختلف على معمودية المؤمن. نقطة النقاش هى تعميد الأطفال.
2) لا توجد أمثلة واضحة في العهد الجديد على تعميد الأطفال.
3) وليس هناك تعليم واضح على تعميد الأطفال في العهد الجديد.
4) لا يوجد فى العهد الجديد تعليم عن الختان الجسدي موازى للمعمودية الفعلية. في الواقع، الرسالة الثانية إلى كولوسي توازي الختان الروحي مع المعمودية المادية، وهذا هو ختان القلب مع المعمودية الفعلية. وهذا من شأنه دعم فكرة تعميد أولئك الذين قدموا الدليل على الولادة الثانية فقط.
5) من الناحية التاريخية، تعميد الأطفال ليس في العهد الجديد، وليس في كتاب ديداك "الكتاب الذى يوضح العبادة المسيحية فى أوائل القرن الثاني". ولا يوجد سجل مؤكد لها في القرن الأول، أو حتى في القرن الثاني. في القرن الثالث، يوجد سجل معروف عن تعميد الأطفال، ولكنها ليست المعمودية التى يعلمها بعض أصدقاؤنا فى البروتستانتية الإصلاحية. وهى على الأصح ما تعلمه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الآن، ان التعميد في الواقع يؤثر فينا بالتجديد والولادة الثانية والخلاص. فكرة المعمودية التى يعلمها بعض أصدقاؤنا فى البروتستانتية الإصلاحية، في الواقع، لم تظهر إلا بعد أن أعاد البروتستانت آلاخرين في 1520 تقديم تعليم معمودية المؤمن. فى الواقع أن "هلدريش زوينجلي" هو الذى قاد فكرة أن تعميد الأطفال ليس خلاصاً ولا تجديداً.

دليل من الكتاب المقدس على وجوب معمودية المؤمن
إفتراض بولس الرسول في رسائله يبدو ان اولئك الذين نالوا المعمودية قد إختبروا حياة جديدة (رومية 6)، أولئك الذين حصلوا على الختان الروحى (كولوسي 2). التعميد لذلك أمر ضروري للحصول على عضوية الكنيسة لأنه إذا كان المرء قد تم قبوله فى الكنيسة، إلا أنه رفض هذا الأمر الواضح من السيد المسيح، وبعد ذلك إذا إدعى مثل هذا الشخص الغير معمد التبعية للمسيح. لابد من إستبعاده على الفور حتى يقرر إما إطاعة أوامر المسيح، أو التوقف عن المطالبة بموافقة الكنيسة على هذه التبعية. فى الواقع لن يكون هناك أي شيء يدعوك يسوع ان تفعله أسهل من المعمودية.

العشاء الرباني
كونك عضواً في الكنيسة يعني أن تكون حاضراً في العشاء الرباني. وهذا يعني، أساساً، أنك لا تزال مستمر فى إيمانك كمسيحي. الكتاب المقدس يسجل أوامر يسوع لتلاميذه لأخذ العشاء من الخبز والنبيذ كما قال في كلماته هو نفسه عن الخبز: "إصنعوا هذا لذكرى" وعن كأس النبيذ قال: "لأنكم فى كل مرة تشربون منه تذكروننى" نحن نعلم من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس أن هذا كان يجري فى ذلك الوقت، وإستمر كذلك من قبل المسيحيين المؤمنين منذ ذلك الوقت. مظهر الكنيسة في العشاء الرباني يرمز للكنيسة المجتمعة للحصول على الطعام الباقى عن طريق الايمان بالمسيح.

الحضور
كونك عضواً في الكنيسة يعني أن تحضر بإنتظام إلى الاجتماعات العامة. ولعل الحضور هو مهمتنا الأساسية التى يجب أن نذكر بها بعضنا البعض. كما نقلت الرسالة إلى العبرانيين فى 25:10 "غير تاركين إجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب".
إذا كان العهد الجديد يستخدم صورة الكنيسة بوصفها بناء، عندئذ يجب أن نكون الطوب في هذا البناء، وإذا كانت الكنيسة كيان، عندئذ نحن أعضائها، وإذا كانت الكنيسة هى بيت الإيمان، فهى تفترض أننا جزء من هذا البيت. كمثل الحمل في القطيع، أوالفروع فى الكرمة. بناءاً على الكتاب المقدس، إذا كان احد مسيحياً فيجب أن يكون عضواً في الكنيسة.
وهذه العضوية ليست مجرد بيان مكتوب قطعناه على أنفسنا مرة تجاه مكان معروف. ولكنها يجب أن تكون إنعكاساً للحياه الملتزمة بالتعليم، والحضور المنتظم، غير ذلك فإن هذه العضوية لا قيمة لها وأسوأ من ذلك، فهى خطيرة أيضاً. الأعضاء غير المشاركين فى الحياه الكنسية يسببون إرتباكاً للأعضاء الحقيقيين وغير المسيحيين ايضاً حول ما يعنيه ان يكون الإنسان مسيحياً. نحن "الأعضاء الفعليين" لا نقدم "للأعضاء الغير فعليين" أى خدمة عندما نسمح لهم بالبقاء كأعضاء فى الكنيسة ؛ لأن العضوية هى تأكيد الكنيسة الجماعى لخلاص الشخص.
نحن بحاجة إلى فهم هذا: عضوية الكنيسة هي شهادة جماعية من الأفراد أعضاء الكنيسة على خلاص هذا العضو الفرد. كيف يمكن لجماعة المؤمنين فى الكنيسة أن يشهدوا بصدق أن شخصاً ما غير حاضر معهم يعيش الحياه المسيحية بإيمان فعلى؟ في الكنيسة الخاصة بنا، نحن نحاول باستمرار إرسال دعوة إلى أولئك الذين تسللوا بعيداً عن الحضور ببساطة، ونحاول إعادتهم للكنيسة، أو العناية بهم خاصة (إذا كانوا فى الخدمة العسكرية أو في الجامعة، أو غير قادرين على مغادرة منازلهم بسبب المرض). ترتيبنا إنه إذا كان شخص ما قادراً على حضور الكنيسة ولكنه لا يحضر، ففى هذه الحالة يجب إنهاء عضوية هذا الشخص فى أقرب وقت ممكن، وبذلك فنحن نشجع هؤلاء الأشخاص على الإنضمام إلى كنيسة أخرى حيث يمكنهم الحضور بإنتظام.

النظام الكنسى
وثمة جانب آخر واضح للعضوية في الكنيسة قد ذكرته قبل قليل ألا وهو النظام الكنسى. بدءاً من تعليم يسوع في إنجيل متى 18 إلى رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 5 ورسالة غلاطية 6، فلا جدال في أن واحدة من وظائف أسرة الكنيسة هى رسم حدود تستثنى الناس الذين هم أنفسهم غير راغبين في أن يتم إستبعادهم من عضويه الكنيسة. لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع الحيوي والذى تم إهماله فى نفس الوقت، راجع كتاب جاي آدمز Jay Adams "دليل الإنضباط فى الكنيسة" (زوندرفان ، 1986) وكتاب مارك ديفر Mark Dever "مناقشات من الكتاب المقدس حول كيفية الحياة الكنسية" (مركز الإصلاح الكنسى 2001) ادامز ناقش هذا الموضوع من وجهة نظر الكنيسة المشيخية، في حين أن الكتاب الثاني هو عبارة عن تجميع لعشرة مجلدات عن المعمدانيين الأوائل. وعلى الرغم من أن الكتابين تناولا موضوع الإنضباط الكنسى من النظام الموجود في كنائس مختلفة، إلا إنه يوجد إتفاق كبير بينهما. كلاً من الكتابين مفيد لأي أب روحى أو راعي كنيسة.

المحبة
المحبة يجب أن تكون منظورة في أولئك الذين هم أعضاء في الكنيسة. في يوحنا 13 قال يسوع لتلاميذه: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعض لبعض " ( يوحنا 34:13). إذا كان شخص ما يقرر أنه يمكن إعتباره مسيحياً حقيقياً دون المحبة التي تحكم علاقاته مع المسيحيين الآخرين، فإنه ينبغي على هذا الشخص أن يقرأ بعناية رسالة يوحنا الأولى 20:4 "إن قال أحد إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره". تلك نزعة طبيعية أننا نستطيع أن نخدع أنفسنا، إلى الإفراط في تقدير النقاط الحسنة لدينا، ولكن نشكر الرب الذي أعطانا تلك الكلمات فى الأنجيل لنختبر بها إعتزازنا والعمى الروحى! منح وتلقي المحبة المسيحية هو جزء واضح مما يعلمنا الكتاب المقدس عن معنى أن تكون عضواً في الكنيسة، ونحن نفعل ذلك على قدر ما نستطيع من دفع عشر دخلنا المادى، إلى الترحيب الصادق حتي لمن لا نعرف.

العديد والعديد من الأشياء الأخرى تنبع من مفهوم المحبة هذا في الكنيسة. على سبيل المثال، فإننا نطلب من أعضاء كنيستنا التوقيع على بيان -الإيمان والعهد- وهو بيان عن كيفية سلوك الشخص فى وسطنا كجماعة. ونتوقع من الأعضاء أن يصلوا من أجل الكنيسة، وأنهم سوف يدعمون الكنيسة مالياً، وإنهم سوف يشاركون في أنشطة الكنيسة الدينية. المعمودية، والعشاء الرباني، والحضور، ومراعاة النظام الكنسى، والمحبة هي شيء ينبع من القلب نتوقعه من أعضاء الكنيسة.

لذا، يا صديقي المسيحي، لا ينبغى عليك حضور الكنيسة فقط (على الرغم من أنه يجب أن تحضر)، ولكن إنضم إلى الكنيسة. أشبك يدك مع مسيحيين آخرين. إبحث عن كنيسة يمكنك الإنضمام إليها، وإفعل ذلك. كنتيجة لهذا الإنضمام غير المسيحيين سوف يسمعون ويرون الانجيل، وأيضاً المسيحيين الضعفاء روحياً سوف يتم الإهتمام بهم، أى أن المسيحيين الأقوياء روحياً سوف يوجهون طاقاتهم بطريقة جيدة، وتتم مساعدة ودعم قادة الكنيسة، وبذلك يتمجد الرب.