الصوم الذي لا يفشل فى أن يأتى بثماره الجزء 2

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة John Piper
فهرس الكاتب
أكثر حول الصيام
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: A Fast for Waters That Do Not Fail, Part 2

© Desiring God

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة John Piper حول الصيام
جزء من سلسلة A Hunger for God س

ترجمة من قبل Moheb Hanna

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).



أشعياء 58 12:1
"1 ناد بصوت عال، لاتمسك، إرفع صوتك كبوق وإخبر شعبى بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم. 2 وإياى يطلبون يوماً فيوماً ويسرون بمعرفة طرقى كأمة عملت براً ولم تترك قضاء إلهها. يسألونني عن أحكام البر، يسرون بالتقرب إلى الرب. 3 يقولون لماذا صمنا ولم تنظر ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ. ها إنكم فى يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تسخرون. 4 ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بكلمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم فى العلاء. 5 أمثل هذا يكون صوم أختاره يوماً يذلل الإنسان فيه نفسه يحنى كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً، هل تسمى هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب. 6 أليس هذا صوماً أختاره حل قيود الشر، فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير. 7 أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك 8 حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. 9 حينئذ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقول هأنذا. إن نزعت من وسطك النير والإيماء بالإصبع وكلام الإثم. 10 وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق فى الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. 11 ويقودك الرب على الدوام ويشبع فى الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة رياً وكنبع مياه لا تنقطع مياهه. 12 ومنك تبنى الخرب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى."

مقدمة وإستعراض
ما رأيناه في الأسبوع الماضي من الآيات 1-5 هو أن الطريقة التى تعامل الناس بها فى يوم الإثنين هى إختبار لحقيقة صومك فى يوم الأحد. لقد نادى بيت يعقوب إلى الرب في الآية 3 " يقولون لماذا صمنا ولم تنظر، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ؟" وأجاب الرب في نهاية الآية : " ها إنكم فى يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تسخرون". ويسأل الرب في الآية 5 ، " أمثل هذا يكون صوم أختاره(أنا) يوماً؟" بمعنى أن مثل هذا الصيام أمر غير مقبول. حتى أن الرب سخر من هذا الصيام عندما قال في الآية 5 ، " يوماً يذلل الإنسان فيه نفسه يحنى كالأسلة رأسه" مظاهر هذا الدين القائم على عقاب الذات لا وجود للروحانية فيه وهو ليس أكثر من إحناء الرأس مثل القصبة "قطعة الخشب اللينة" فى مستنقع.
لماذا هذا الصيام غير مقبول من الرب؟ ما هو الخطأ في ذلك؟ الخطأ في ذلك هو أنه يترك الخطية في حياتهم كما هى بدون مساس. الصوم الحقيقى الوحيد، هو ذلك الصوم الذى يتضمن الجهاد الروحي ضد الخطية. بصرف النظر عن سبب الصيام، يجب علينا أن نصوم للقداسة الذاتية. لا يمكننا الصيام لأى سبب بصدق، بينما نعيش فى خطية نعرفها. الصلاة الحقيقية الوحيدة هى الصلاة التى نجاهد فيها ضد خطايانا. العبادة الحقيقية الوحيدة هى العبادة التي تتضمن جهاداً روحياً ضد خطايانا الذاتية.
ما يؤكده هذا النص هو أن عملنا يوم الإثنين هو إختبار ما إذا كنا حقاً عازمون على الجهاد ضد الخطية في حياتنا، وبالتالي إختبار هل كان صيامنا والصلاة والعبادة فى يوم الأحد هي أمور حقيقية. إذا كنا صادقين فى يوم الأحد في الجهاد الروحى ضد الخطية في حياتنا، فسوف نحاربها بالفعل فى يوم الإثنين. ربما لا ننجح دائماً بشكل كامل كما نود، لكننا سنحارب خطايانا يوم الإثنين إذا كان صيامنا صحيحاً يوم الأحد.
وإذا كان هناك وجود لخطية معينة في حياتك وأنت صائم لسبب آخر، مثل الحصول على بعض النعمة، أو بعض الشفاء- فسوف يأتي لك الرب ويقول "الصيام الذى إخترته هو للجهاد ضد هذه الخطية". الطريقة التي يفعل بها الرب ذلك هنا هى ملفتة للنظر جداً. الآية 5 تقول إنهم كانوا يصومون و "يذلون أنفسهم". أن كلمة "يذلون" تعني أيضاً "يعانون معاناه ذاتية". هكذا كانوا يجعلون أنفسهم يعانون من الجوع. ولكن الرب يقول أن هذا ليس هو الصيام الذى يريده. وفي الآية 10 يأخذ الألفاظ "الجوع" و "المعاناه الذاتية أو الإختياريه" ويقول إنه مهتم للغاية ببعض الناس الجياع والمعذبين بالفعل، لأنهم ليس هم الذين أختاروا ذلك ولكنهم جائعين و معذبين لأن رجال الدين يضطهدونهم بدلاً من إطعامهم. الآية 10 : " وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق فى الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر .... [أى بدلاً من إضطهاد مثل هؤلاء]"
وبعبارة أخرى، صيامك فى يوم الأحد القائم على العقاب الذاتي ليس في الحقيقة جهاد ضد الخطية الخاصة بك مثل الظلم والقلب القاسى. لأنه لو كان كذلك، لكان سلوكك فى يوم الإثنين من شأنه تخفيف الجوع والبلاء عن الفقراء، ولا سيما من يعملون عندك. يوجد تجاهل كبير هنا يريد الرب لنا أن نراه. الفقراء هم الجياع والمعذبين والمتألمين، الآية 10 تقول. أن الأشخاص الأثرياء المتدينين هم أيضاً جياع ومعذبين بسبب الصيام. ولكن عن ماذا يصومون؟ وهل صيامهم هذا فى الأساس جهاد ضد الخطية الخاصة بهم؟ خطية القيادة الغير رحيمة لمن يعملون فى أملاكهم؟ خطية وضع نير ثقيل على ظهر الفقراء؟ خطية إهمال إحتياجات الفقراء من الملبس والمسكن؟ لا ليست مثل هذه الأمور هى سبب صيامهم. سلوكهم فى يوم الإثنين يثبت ذلك. ولذلك يأتي الرب ويقول لهم: "الصيام الذي إخترته أنا ليس هو ما تقومون به من مظاهر دينية مثل جعل أنفسكم جوعى ومعذبين، بل هو جعل الفقراء أقل جوعاً وتألما"ً. إذا كنت تريد محاربة الخطية عن طريق إطعام الفقراء من الخبز الخاص بك بدلاً من إطعام نفسك، حينئذ سنرى ما اذا كنت حقاً تصوم من أجل البر.
عندما نعيش في خطية -مثل خطية القلب القاسى أو الخداع أو الظلم- الصيام الذي يريده الرب ليس غطاء أو تجمل دينى لهذه الخطية، ولكن الهجوم المباشر ضد هذه الخطية للقضاء عليها. ولهذا فإن صيام الناس الذين لا يصومون من أجل مواجهه الخطية الثابتة في حياتهم، هو مجرد تمويه. بمعنى إنه لن يكون هناك فرق كبير إذا جعلوا أنفسهم أكثر جوعاً قليلاً وأتعبوا أنفسهم، ولكنهم ظلوا غير مبالين بجوع ومعاناة الفقراء. ولذلك يأتي الرب ويقول لهم: "يمكنني إختبار قلوبكم. إعطوا خبزكم للفقراء، هذا هو الصيام الذى أريده".

الصيام الذى يريده الرب: تشخيص طبيب وليس توصيف وظيفة
ثم ماذا فعل الرب في الآيات 6-12 هو إنه وصف ماذا تعنى الحياه للذين يعيشون خارج هذا الصوم وما هي المكافآت الكبيرة للعيش كما يريد الرب. تذكرون أن السيد المسيح قال : "أباكم السماوي الذي يرى في الخفاء سوف يجازيك علانية." حسناً توجد هنا بعض الأمور التى وعد الرب بالقيام بها لأولئك الذين يقومون بهذا النوع من الصيام (راجع مزمور 41 : 1-3).
أولاً، دعونا ننظر إلى تعريف الصوم في حد ذاته، ومن ثم في وعود الرب لأولئك الذين يعيشون على هذا النحو. لا تقع في خطأ الإعتقاد بأن هذا هو الوصف الوظيفي الذى أعطاه الرب لشعبه ليبين لهم كيفية كسب الأجور منه. لا يوجد كسب أجور هنا. إله أشعياء لا يمكن التفاوض معه. هو مطلق السيادة ولديه الحرية ويعطي بسخاء لأولئك الذين يثقون به.
أشعياء 15:30 يقول الرب: "لأنه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل، بالرجوع وبالسكون تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم." القوة اللازمة للصيام لا تأتي من عندنا. إنها تأتي من عند الرب. ومن خلال الثقة به. ما يدعو الرب الناس إلى القيام به هو ليس توصيف وظيفي، ولكن يمكن وصفة بتشخيص طبيب. يمكنك أن ترى هذا في الآية 8 حيث يقول الرب أنه إذا تصرفت بهذه الطريقة، أى إذا كنت تتبع وصفة الطبيب عن الصيام، "تماثلك للشفاء، وإسترداد قوتك الروحية سيأتى على وجه السرعة." إذا كنت تثق في الطبيب، وأظهرت ذلك عن طريق طاعة تعليماته، سوف تكون بخير. لذلك لا تعتقد بإنك سوف تكسب أي شيء مادى من الرب. عليك أن تثق بسيادتة المملؤة بالنعمة وإتبع وصفتة العلاجيه، وسوف يباركك الرب بقوة. ولكن لا ينبغى لك أن تعتقد بأنك قد كسبت أو تستحق أي شيء.

ماذا يصف الطبيب "الرب"
لنلق نظرة سريعة على الوصفة الطبية –أى الصوم الذى يريده الرب- بداية من الآية 6 : " أليس هذا صوماً أختاره"

ثم في الآيات 8 و الجزء الأول من 9 تأتي وعود عن ما الذي سيحدث إذا كنت تثق بتوجيهات الطبيب عن الصوم. -ولكن تجاوز ذلك قليلاً- وانتقل إلى بقية الوصفة في الجزء الثانى من الآيه 9 والأول من الآيه 10

هذه هى وصفة الطبيب "الرب". هذا هو الصيام الذى وصفه الطبيب للمريض إسرائيل الذى يعانى من مرض النفاق والقلب القاسى ضد الفقراء.
علمنا مما سبق 13 عنصر (8 +5) ولكن يبدو أنها تقع في حوالي سبع فئات. أعتبر هذا بمثابة توجيه لما يجب أن تكون عليه حياة كنيستنا. ويجب علينا أن نكتشف كيف يمكن أن نطبق هذه الوصفة على صيامنا.

1. رفع عبء العبودية
في هذا الصوم، نحن مدعوون لرفع عبء العبودية.
خمسة من هذه العناصر (الثلاثة عشر) تدعو إلى الحرية. الآية 6 :

الآية 9 :

قيود الشر، عقد النير، المسحوقين، النير، النير مرة أخرى. . . النقطة هنا هي: أن تعيش لتطلق الناس أحراراً لا لكى تستعبدهم. قال يسوع في إنجيل لوقا 46:11 "فقال وويل لكم أنتم أيها النامسيون لأنكم تحملون الناس أحمالاً عسرة الحمل وأنتم لا تمسون الأحمال بإحدى أصابعكم." نحن مدعوون إلى تحرير الناس من الأحمال، وليس إلى قهرهم بهذه الأحمال.

2. إطعام الجياع
في هذا الصوم نحن مدعوون لإطعام الجياع.
الآية 7 : " أليس(هذا الصوم) أن تكسر للجائع خبزك؟"

3. حماية الذين لا مأوى لهم
في هذا الصوم نحن مدعوون لإيواء المشردين
. الآية 7 : " وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك."

4. الملبس لمن ليس له
في هذا الصوم نحن مدعوون إلى توفير الملبس لمن ليس له.
الآية 7 : " إذا رأيت عرياناً أن تكسوه."

5. وأن تكون متعاطفاً
في هذا الصوم نحن مدعوون أن نكون متعاطفين مع الناس؛ أى أن نشعر بما يشعر به الآخرين لأن جسدنا مثلهم.
الآية 7 : " وأن لا تتغاضى عن لحمك؟" الفكرة هنا هى نفسها الموجودة فى عبرانيين 3:13 "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين معهم والمذلين كأنكم أنتم أيضا في الجسد." المعنى أن لديك نفس الجسد مثلهم، لذا ضع نفسك في مكانهم لتشعر بما يشعرون به.

6. تغاضى عن إحتقار الآخرين
في هذا الصوم نحن مدعوون للبعد عن الإيماءات والكلمات التي تظهر إزدراء أو تقليل شأن أشخاص آخرين.
الآية 9 : " إن نزعت ... من وسطك الإيماء بالإصبع وكلام الإثم" التفسير الحرفى هو منع إستخدام إشارات اليد للتقليل من شأن أحد بل ينبغى مد هذه اليد لمساعدة شخص ما. "وكلام الإثم" أى لا تتكلم بما يسيئ أو تظهر إزدراء قاسياً للآخرين.

7. بذل أنفسنا وإشباع النفس المنكسرة
وأخيراً، في هذا الصيام الذى يريده الرب نحن مدعوون ليس فقط لإعطاء الطعام، ولكن لبذل أنفسنا أيضا. بمعنى ليس فقط لملئ معدة الفقراء، ولكن لإرضاء نفوسهم المنكسرة أيضاً.
الآية 10 : " وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة..." المعنى هو أن تهتم بنفسية المحتاج ليس بإطعامه فقط. هذه هي إحدى رسائل نهاية هذا الاسبوع مع جون هايز: التبشير للفقراء ليس مجرد إعطاء الأشياء، ولكن بذل النفس. ليس مجرد تخفيف، ولكن علاقة إنسانية.

النتائج المترتبة على إتباع وصفة الطبيب "الرب"
الآن، إذا كنا نثق بالرب بما يكفي لنتبع هذه الوصفة للصوم المكونة من سبع نقاط، ما الذي سيحدث في حياتنا وفي كنيستنا؟ هذه الوعود جديرة بأن تلاحظ سبع نقاط فى صومك. سأذكر الفئات ونصلي من أجل ان يعطيكم الرب قلب قادر على التأمل في هذه الأمور فترة كافية لرؤية وعود الرب.

1. سوف يتحول الظلام إلى نور
إذا صمنا بهذه الطريقة، سوف يتحول الظلام في حياتنا إلى نور:
الآية 8 : " حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك"
الآية 10 (في النهاية) : "... يشرق فى الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر"
هل تريد نور في حياتك بدلاً من الكآبة؟ أنظر إلى مصادر النعمة من الرب وإستمع إليه فهو طبيبك - وإبذل نفسك لشخص آخر يحتاج لذلك.

2. إكتساب القوة الجسمانية
وإذا إتبعنا هذا الصيام، سوف نكتسب قوة جسمانية أيضاً.
الآية 8 : " وتنبت صحتك سريعاً" الآية 11 : " وينشط عظامك" من يدري حجم ضعفنا لأننا لا نبذل الطاقة التى لدينا في تقوية ضعف الآخرين؟

3. الرب في كل مكان حولنا بمجده وبره الذاتى إذا إتبعنا هذا الصوم، فإن الرب سوف يكون أمامنا وخلفنا ووسطنا أى يملأ حياتنا بمجده وبره.
في نهاية الآية 8 : "...ً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك" أى سوف يكون بر الرب أمامك ومجده من ورائك. الآية 9 : "حينئذ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقول هأنذا" أى كلما تنادى الرب دائماً يقول "أنا هنا!" عندما نفعل مثل ما فعل إبنه يسوع المسيح –أى بالقوة التى أعطاها المسيح- "...أنه من أجلكم أفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقره" (2 كورنثوس 9:8) وهكذا يتحرك الرب فى حياتنا ومن وراءنا وأمامنا ويحيطنا بحبه الشامل والحماية والرعاية.

4. الرب يرشدنا بإستمرار
وإذا إتبعنا هذا الصيام، وعد الرب أن يرشدنا بإستمرار.
الآية 11: " ويقودك الرب على الدوام" حقاً إنه وعد ثمين بالنسبة لنا ككنيسة وفريق التخطيط الرئيسى. أنا أتساءل عن كم الإلتباس وعدم التأكد الذى قد يكون موجوداً فى جزء من حياتنا والذى يترتب على إهمال التبشير للفقراء؟ يبدو أن الرب يعطي توجيهاته الأكثر حميمية ألى هؤلاء الذين يبذلون أنفسهم من أجل إحتياجات الآخرين وخاصة الفقراء.

5. الرب سوف يشبع نفوسنا
وإذا اتبعنا هذا الصيام، فإن الرب سوف يشبع نفوسنا أيضاً.
الآية 11 : "... ويشبع فى الجدوب نفسك" المعنى أن تكون نفوسنا مرتاحة فى الرب. وقد تعلمنا مراراً وتكراراً أن هذا الإرتياح النفسى فى الرب يصل للكمال حينما نوسع هذه الدائرة من الراحة النفسية لتشمل الآخرين. بذل أنفسنا من أجل الفقراء يمثل أعمق درجات هذا المفهوم.

6. ويجعلنا الرب مثل جنة مروية
وأيضاً إذا اتبعنا هذا الصوم، سوف يجعلك الرب مثل جنة "حديقة" لها ينابيعها الخاصة وبذلك لا تفشل فى الإزهار.
في نهاية الآية 11: " فتصير كجنة رياً وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" وهو المبدأ الروحي المتناقض في الكتاب المقدس: حينما تبذل نفسك، فإنك تصبح كاملاً. عندما تعطى، تحصل على أكثر من ذلك. وهكذا حينما ترتوى بنعمة الرب فأنك لا تصبح مجرد ممتلْئ بالنعمة أو كحديقة مروية ولكنك أنت نفسك تصبح ينبوعاً ينتفع به الآخرين.
هذا الوعد قد أكتمل في العهد الجديد حينما قال المسيح في يوحنا 38:7 "من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى" (ينابيع الماء الدائمة) ولكن فى الآية 39 تحدث عن الروح القدس الذى سوف يناله من يؤمن به. وبذلك تستطيع أن ترى أن الإيمان بيسوع هو القضية : "من آمن بى" أى من آمن بى يحركه الروح القدس، عندما نبذل أنفسنا بالإيمان بيسوع في طريق الحب والرحمة تجاه المحتاجين.

7. سوف يصلح الرب مدينته وشعبه
وأخيراً، إذا إتبعنا هذا الصيام، أى إذا كنا نبذل أنفسنا للفقراء، فسوف يصلح الرب أطلال مدينته وشعبه.
الآية 12 : " ومنك تبنى الخرب القديمة. تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى".
دعونا نثق بالطبيب العظيم الرب، الذى يداوي الآمنا. دعونا نقبل الصوم الذى إختاره لنا. هذا يعني الكثير؛ النور والشفاء والتوجيه والتجديد والإصلاح والشبع الروحى، وهذا كله مع الرب نفسه أمامنا وخلفنا وفي وسطنا. لا يمكن للأمور أن تكون أفضل من ذلك.