الكل بالنعمةبقلم/"الله الذي بيرّر"

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الهداية
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: All of Grace/“It Is God That Justifieth.”

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).



إنه لأمر عظيم أن تتبرّر او تكون بارا. فنحن لسنا بحاجة الى تبرير لو لم نكسر وصايا الله او عندما يكون لنا تبريرا لأنفسنا. و الذي فعل في كل حياته ما يجب ان يفعله و لم يفعل شيئا ما لا يجب ان يفعله هو يكون متبررا بواسطة الناموس. و لكنك انت يا عزيزي القارىء لست من هذا النوع، انا واثق بهذا. فأنت لديك كفاية من الصدق لكي تدّعي بأنك لست خاطئا و لذلك أنت بحاجة الى التبرير. و الآن إن برّرت نفسك فأنت ببساطة تخدع نفسك. لذلك لا تحاول ذلك، فإنها بلا جدوى.

و إن سألت أحد إخوتك المعرّضين لعدم الخلود،ماذا يقدرون ان يفعلوا؟ فتستطيع أت تجعل بعضهم يتكلمون بالحسنى عنك مقابل مبلغا زهيدا من الدراهم، و البعض الآخر يغتابونك لأقل من هذا المبلغ. حكمهم عليك هو بلا جدوى. فإن النص الذي نتكلم عنه يفيدأن "الله هو الذي يبرّر" و هذا يعالج أكثر موضوعنا. هذا حق مدهش و يجب أن نفكر به بإنتباه. هيا لنرى أولا، ليس أحد آخر الاّ الله الذي فكّر بتبرير الذين هم خطاة. لقد عاشوا حياة متمرّدة، لقد صنعوا الشرّ بيديهم، و تدرّجوا بالسؤ الى الأسوأ. و رجعوا الى الخطية حتى بعد أن تألموا منها، و جبروا أنفسهم بتركها الى حين. لقد كسروا ناموس الله و داسوا إنجيله. لقد رفضوا إعلانات الرحمة و استمرّوا بعصيانهم. فكيف يسامحون و يبرّرون؟ يقول اصدقائهم الذين لا يتأملون بهم "إنهم عديمي الجدوى". حتى المؤمنين ينظرون اليهم بأسف و ليس بأمل. لكنّ الله لا ينظر اليهم هكذا. إختار الله بعضا منهم بحسب نعمته العظيمة قبل تأسيس العالم، و لن يرتاح حتى يبررهم و يجعلهم مقبولين في المحبوب. اليس هذا ما كتب "و الذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم ايضا. و الذين دعاهم فهؤلاء برّرهم ايضا و الذين برّرهم فهؤلاء مجدهم ايضا". لذلك يوجد البعض من أخذ الرب قرارا بهم للتبرير: لماذا لا نكون أنت و أنا من هذا البعض؟ الله فقط من فكّر بتبريري. انا معب بنفسي و لا أشك ابدا ان النعمة قد أظهرت بالتساوي لكثيرين، أنظر الى شاول الطرسوسي، الذي نفخ بفمه، ضد خدام الرب . مثل ذئب جائع، أخاف الخرفان يمينا و شمالا، و لكن الله إفتقده على طريق دمشق و طرحه ارضا و غيّر قلبه و برّره الى التمام و للأبد، هذا الانسان أصبح لاحقا أعظم من نادى و بشر بالتبرير بالايمان. لا بد أنه إندهش بأنه قد تبرّر بالايمان في المسيح يسوع، لأنه كان سابقا متشددا للخلاص بواسطة أعمال الناموس. الله فقط الذي قد نكر بتبرير هكذا شخصا مثل شاول المضطهد، لكن الله مجيد في نعمته. حتى لو فكّر احدا بتبرير الخطاة، لما استطاع أحد ان يخلّص الاّ الله. إنه من المستحيل لأي إنسان ان يغفر التعدّيات التي لم تعمل ضدّ نفسه. إن جرحت بقوة من إنسان، تستطيع أن تغفر له و أتمنى أن تفعل، و لكن ليس من شخص ثالث يستطيع أن يغفر له عوضا عنك. إن كان الخطأ قد صنع ضدّك، فإن المسامحة يجب أن تأتي منك انت. و لو أخطأنا تجاه الله فإن الله بقوته يغفر لأن الخطية قد صنعت ضده. لذلك قال داوود في المزمور الحادي و الخمسين: "إاليك وحدك أخطأت و الشر قدام عينيك صنعت". لذلك الله الذي صنع تجاهه التعدي يستطيع أن يغفرها. لذلك نحن مديونون لله خالقنا الذي يستطيع ان يغفر إن كان هذا يسرّه. و إن الغاها فسوف تلغى. ليس الاّ الله العظيم الذي صنعنا ضده الخطية قادر ان يلغيها. لذلك دعونا ندرك بأننا نذهب اليه و نطلب الرحمة من يديه. دعونا ان لا ننقاد بواسطة رجال الدين اللذين يريدونا ان نعترف اليهم. فليس لديهم تأكيد من كلمة الله حول إدّعاءاتهم. حتى لو كانوا عيّنوا أن يعلنوا الغفران بإسم الله. فمن الأفضل انن نذهب مباشرة الى الله العظيم بيسوع المسيح شفيعنا و نطلب و نجد المسامحة من لدنه لأننا متأكدين بأنها الطريقة الصحيحة. فالتدين التوكيلي يتضمن مخاطرة كبيرة. من الأضل لك أن تتعامل بقضايا الأمور الروحية بنفسك و أن لا تتركهم بيد أي إنسان.

الله وحده قادر أن يبرّر الخاطىء، لأنه يبرّر إلى التمام. يستطيع أن يلقي خطايانا وراء ظهره و يلغيهم وحتى لو فتشنا عنهم لن نجدهم. ليس لسبب آخر الاّ بسبب صلاحه اللامحدود. لقد خطط بأسلوب مجيد فيه يستطيع أن يجعل خطايا قرمزية حمراء بيضاء كالثلج، و أن يطرح آثامنا عنا كبعد المشرق عن المغرب. لقد وعد "لن أعود أذكر خطاياكم" حتى وصل الى أن يضع حدّا للخطية. و صرخ أحدهم في القديم، "من هو اله مثلك الذي يسامح الإثم و يغفر تعدي بقية شعبه، و لا يدوم غضبه الى الأبد، لأنه يسرّ في الرحمة".

نحن لا نتكلم الآن عن العدل و ليس كما يتعامل الله مع الناس بالنسبة الى عقوبة اعمالهم. إذا صرّحت في تعاملك مع السيد الصالح على أسس القانون فستتهدد بغضبه الأبدي، لأن هذا ما تستحقه. مبارك إسمه فإنه لم يتعامل معنا بحسب خطايانا، و لنه الآن يتعامل معنا من خلال نعمته المجانية و رحمته الأبدية و قال: "سوف اقبلك بنعمتي و احبك دون مقابل". صدّق ما قاله لك، لأنه بالتأكيد صحيح أن الله العظيم قادر أن يعامل المذنب برحمة وفيرة. نعم إنه قادر أن يعامل الشرير كما لو كان تقيّا دائما. أرجو أن تقرأ بإنتباه قصة الإبن الضال و ترى كيف أن الأب المسامح قد قبل إبنه الضال بمحبة كبيرة كما لو أنه لم يبتعد أبدا أو دنّس نفسه مع الزواني. أما اخوه الأكبر فلم يحتمل ما حصل و لكن الأب لم يغير محبته. آه يا أخي مهما كنت خاطئا، إن رجعت فقط الى ربك و ابيك، سوف يعاملك كأنك لم تخطىء و يعتبرك مبرّرا و يتعامل معك بموجبه. ماذا تقول عن ذلك؟

الا ترى، لأنني سأشدد على ذلك بوضوح، ما اروع هذا الشيء، أن ليس الا الله من يفكر بتبرير الخاطىء، وهو فقط من يستطيع ذلك. أنظر كيف وضع الرسل هذا التحدّي، من سيشتكي على مختاري الله؟ إنه الله من يبرّر" و عندما يبرّر الله شخصيا فهو يبرّره حسنا و حقا و عدلا و للأبد. لقد قرأت سابقا في كتاب ما يسمم ضد الإنجيل وضد الذين يبشرونه، أن هناك نظرية تفيد بأن الخطية تنزع من الناس. أما نحن فلنا ممسكين بنظريات بل نعلن حقيقة. الحقيقة العظمى تحت السماء هي، أن المسيح بدمه الطاهر قد ابعد عنا خطاياناو الله يتعامل مع الناس من اجل المسيح برحمة الهية، يغفر للخاطىء و يبرّره و ليس لأي شيء قد يراه فيهم أو سوف يراه فيهم و لكن بحسب غنى رحمته الموجودة في قلبه. هذا ما بشّرنا و سوف نبشره ما دمنا أحياء. "الله هو الذي يبرّر" يبرر الخطاة، و لا يخجل من ذلك و لا نحن نخجل بتبشيره. إن التبرير الذي يأتي من الله نفسه يجب أن يكون بعيدا عن الشبهات. إن كان القاضي يبرءني، من يستطيع أن يدينني؟ و إن كانت المحكمة العليا في الكون قد اعلنتني بريء، من يسنطيع ان يتهمني؟ التبرير من الله هو جواب كاف لضمير مستيقظ فالروح القدس بطرقه ينفث سلاما فوق كل طبيعتنا و لن نكون فيما بعد خائفين. و بهذا التبرير نستطيع أن نجاوب كل تهديدات و زئير الشيطان و الناس الأشرار و بهذا نستطيع ان نموت، وبهذا نستطيع بجرأة أن نقوم من الأموات و نواجه الدينونة الأخيرة العظيمة.

بجرأة سوف أقف في اليوم العظيم
لأنه من يتجرأ ان تشتكي عليّ
و بجانب الهي سأكون مغفورا ذنبه
من لعنة الخطية الكثيرة و اللوم.

يا صديقي، الرب هو الذي يستطيع أن يغفر كل خطاياك. و انا اكون متيقنا عندما اقول هذا: "كل انواع الخطايا و التجاديف ستغفر للناس" حتى لو كنت منغمسا في الخطية، إنه يستطيع بكلمة أن يمحي زلاتك و يقول: "سأنظفك" الرب هو غفور كبير. "أنا اؤمن بغفران الخطايا" هل انت تؤمن؟

هو يستطيع حتى في هذه اللحظة إعلان الحكم "خطاياك مغفورة إذهب بسلام" و إن فعل ذلك، فليس هناك أي قوة مما في لاسماء او مما على الأرض او تحت الأرض تستطيع ان تشككك او ترعبك. فلا تشك بقوة محبة القدير. انت لا تستطيع ان تغفر لأخيك الانسان إن أخطأ اليك كما انت قد أخطئت الى الله، و لكن يجب عليك ان لا تقيس عمل الله في مكيالك انت، إن طرقه و افكاره أبعد و أعلى من أفكارنا كما تعلوا السماء عن الأرض. "حسنا"، تستطيع ان تقول "ستكون معجزة إن سامحني الرب" بل ستكون أعظم معجزة، لذلك هو يجب ان يصنعها لأنه يصنع "اعمل عظيمة و غير مستقصاة" التي لا نتطلع اليها.

انانفسي سيطر عليّ في الماضي إحساس من الذنب، الذي جعل حياتي تبدو تعيسة و لكنني عندما سمعت هذا الأمر التفتت و بلحظة خلّصني الرب "التفتوا اليّ و اخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله و ليس آخر". يسوع المسيح قد جعل خطية من اجلي، هذا ما ادركته، و هذا الإدراك منحني سلاما. و عندما نظروا الذين لدغتهم الحيّات السامة في البرية الى الحيّة النحاسية شفيوا في الحال، و هكذا انا عندما التفتّ الى المخلص المصلوب. الروح القدس هو الذي مكنني لكي اؤمن، اعطاني سلاما من خلال الايمان و شعرت بكل تأكيد بأنني رحمت، كما كنت اشعر سابقا في دينونتي. لقد كنت متأكدا من دينونتي لأن كلمة الله تعلن هذا و ضميري شهد على ذلك، ولكن حينما بررني الله كنت متأكداً من هذا بواسطته الشهادة نفسها. فكلمة الله تقول "الذي يؤمن به لا يدان" و ضميري شهد بأني قد آمنت و أن الله بار في مسامحته لي. لذلك لديّ شهادة الروح القدس وضميري اللذان يتفقان في ذلك. كم اتمنى ان قارئي يتقبل شهادة الله في ذلك و قريبا جدا سوف تكون له الشهادة في داخله.

أتجرأ في القول أن الخاطىء الذي تبرّر بواسطة الله يقف على أرض صلبة أكثر من الرجل البار الذي تبرر بأعماله. لن تستطيع التأكد ابدا أننا قد صنعنا أعمال صالحة بما فيه الكفاية، خشية على ضميرنا، و في النهاية سنقف عاجزين و سيكون لنا الرأي المهزوز لحكم مشكوك فيه لكي نعتمد عليه و لكن حين يبرر الله بنفسه، يظهر الروح القدس شهادة بإعطائنا سلاما مع الله، عندها نشعر أن المسألة أصبحت أكيدة و منتهية، و نكون في سلام. لا يستطيع اي لسان ان يصف عمق هذا الهدوء الذي يعمّ الروح التي قبلت السلام مع الله الذي يتعدّى كل إدراكنا يا صديقي، أطلبها حالا.