الكل بالنعمةبقلم/التوبة يجب أن تأتي مع الغفران

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الهداية
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: All of Grace/Repentance Must Go With Forgiveness

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


واضح من النص الذي اقتبسنا منه مؤخراً أن التوبة مقترنة مع غفران الخطايا. في أعمال 5: 31 نقرأ أن يسوع "قد رفّعه الله ليعطي التوبة وغفران الخطايا". إن هاتين البركتين قد أتيتا من تلك اليد التي قد سمّرت على الصليب، ولكن الآن قد رُفعت الى المجد. إن التوبة والغفران قد ثُبّتا معاً في المخطط الأبدي لله. وما يجمعه الله معاً لا يفرّقه إنسان.

يجب أن تأتي التوبة مع الغفران، و سترى هذا إن كنت تفكّر مليّاً بالأمر. لا يمكن أن تكون مسامحة للخطايا و تعطي لإنسان خاطىء وغير نادم. فهذا يشجّعه على طريقه الشرير و تعلمه الاستمرار بالخطية. وإن قال الرب "أنت تحب الخطيّة، وتعيش فيها، فأنت تنتقل من السيء الى الأسوأ، ولكن إن قال أنا أسامحك" فهذا سيعلن شهادة فظيعة عن الإثم. أسس النظام الإجتماعي سوف يزول و المجتمع المثالي الأخلاقي سوف يتبع. لا أستطيع أن أخبر عن مدى الضلال وكثرته إن كنت تفصل التوبة عن الغفران، و تمرّ بقرب الى و تغفل عن الخطية بينما الخاطىء يستمر بإعجابه بها للأبد. بطبيعة الأشياء، إن كنّا نؤمن بقداسة الله، فيجب أن يكون كذلك، وإن استمرينا بالخطية و لم نتوب عنها لا نقدر أن نسامح، و لكن سنحصد نتيجة عنادنا. و بحسب صلاح الله الغير محدود، وعدنا إن تركنا خطايانا واعترفنا بهم وإن قبلنا النعمة بالايمان التي أعطيت بالمسيح يسوع، فالله أمين وعادل أن يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم. لكن طالما الله حيّ، لن يكون هناك من وعد بالرحمة للذين يستمرون في طرقهم الرديّة و يرفضون أن يعترفوا بخطاياهم. بالطبع لا يستطيع أي ثائر أن يتوقع الملك أن يسامحه على خيانته بينما هو مستمر في ثورته. لا يستطيع أحد من العقّال أن يتخيّل أنّ قاضي كل الأرض سوف يسامحنا على خطايانا إن رفضنا أن نتركها بأنفسنا.

وأكثر من ذلك، يجب أن تكون كذلك لأجل تكميل الرحمة الإلهية. إن الرحمة التي تستطيع أن تسامح الخطية وأن تترك الخاطىء أن يعيش فيها لهي رحمة رخيصة وسطحية. سوف تكون غير منصفة و مشوّهة تعرج على إحدى ساقاتها و تشل بإحدى يديها. ماذا تعتقد بأنه الإمتياز الكبير؟ أن تتطّهر من ذنب الخطية أو تتحرر من سلطان الخطية؟ و لن أحاول أن أزن في الميزان هاذين النوعين من الرحمة. ليس واحدة منهما قد تأتي بمعزل عن دم يسوع الغالي. و لكن يبدو لي، لكي تتحرر من سيطرة الخطية، يجب أن تكون مقدّس وأن تشبه الله. يجب أن تفترض و تتوقع الأعظم من الإثنين إن كان هناك من مقارنة ما. أن تغفر لك خطاياك فهذه خدمة لا تقاس ابداً. و قد جعلناها من أولى الملاحظات لمزمور تسبيحنا: "الذي غفر جميع ذنوبنا". لكن إن سومحنا وبعدها سمح لنا أن نحب الخطية، أن نمرح في الإثم وأن ننغمس في الملذات، فما هي منفعة هكذا غفران؟ ألاّ تكون قطعة حلو مسممة موضوعة تماماً لتدميرنا؟ أن تغتسل ثم تتمدد في الوحل، أن تعلن طاهراً ومن ثم يكون لك بياض البرص على أحد حواجب العين، الا تكون هذه أعلى درجة من التهكم على الرحمة. ماذا تعني أن تُخرج الإنسان من قبره وأن تتركه ميّتا؟ ولماذا تقوده الى النور وهو بعد أعمى؟ نحن نشكر الله، أن من يغفر آثامنا يشفي ايضاً امراضنا. الذي يغسلنا من لطخة الماضي ايضاً ينتشلنا من الطريق الفاسدة للحاضر، و يحفظنا من السقوط فس المستقبل. يجب علينا أن نقبل بسرور كليهما التوبة والغفران، لا ينفصلا. إن تراث العهد هو واحدٌ ولا يتجزأ ولا يجب أن ينقسم. تقسيم عمل النعمة يكون كقطع الولد الى نصفين و الذين يسمحون بذلك هم غير مهتمين بعمل النعمة.

سأسلكم أنتم يا من تبحثون عن الرب، هل تكتفون بإحدى تلك الرحمتين منفردةً؟ هل تسرُّ يا قارئي العزيز، إن غفر لك الرب خطاياك ومن ثم سمح لك أن ترجع الى أرجاء العالم و الفساد كما كنت سابقا؟ بالطبع لا. تخاف النفس المثارة من الخطية نفسها أكثر من نتائج جزاءها. إن صراخ قلبك لا يكون في ما بعد، "من سيخلص من العقاب؟" ولكن أنا الإنسان الشقي من سيخلّصني من جسد هذا الموت"؟ من سيجعلني أعيش فوق التجارب، وأن أصبح مقدّساً، كما أن الله قدوساً؟ بما أن وحدة التوبة مع الغفران تتوافق مع الرغبة الكريمة، وبما أنها ضرورية ليتم الخلاص ومن أجل التقديس، فاطمئن بأنها ستثبت.

التوبة و الغفران هما متلاصقان في اختبارات كل المؤمنين. لا يوجد أي شخص تاب عن خطاياه دون الشعور بالإرتياب ويعتقد أن توبته لم تغفر له. ومن الجانب الآخر لم يكن من إنسان ما قد غفرت خطاياه دون أن يتوب عنها. أنا لا أتردد بالقول أن تحت قوس السماء، لم يكن و لا يوجد و لن يكون أي حالة من الخطية محيت إلاّ و بنفس الوقت قد توجه القلب الى التوبة والإيمان بالمسيح. كره للخطية و شعور بالمسامحة يأتيان مع بعضهما الى النفس ويمكثا طالما حيينا.

هاذان الشيئان يفعلان و يتفاعلان على بعضهما البعض: الرجل الذي غفر إثمه، يكون بسبب التوبة، و الرجل الذي يتوب يكون قد غفر إثمه بالتأكيد. تذكر اولاً أن الغفران يرشد الى التوبة. كما نرنم بالكلمات التالية:

الناموس والذعر يُقسيّان كل ما عملا لوحدهما

ولكن الإحساس بالدم يشتري الغفران و سريعاً ما يذوّب القلب الحجري

عندما نتأكد من غفران خطايانا، عندها نشمئز من الإثم، وأنا أعتقد حينما ينمو الإيمان الى تأكيد كامل، حتى نصبح يقينيين و نتجاوز الشك أن دم يسوع قد غسّلنا و بيّضنا أكثر من الثلج، حينها تكون التوبة قد وصلت الى أكبر حجمها! التوبة تنمو بقدر ما ينمو الإيمان! لا تعمل أي خطأ تجاهها، التوبة ليست شيئا يتعلّق بالأيام والأسابيع، ليست توبة وقتية تحصل عليها بأسرع وقت! كلاّ إنّها نعمة للحياة كلّها، و تشبه الإيمان. يتوب الى الله الأولاد الصغار و كذلك الشباب والأهل. التوبة هي الرفيقة التي لا تنفصل عن الإيمان. نسلك كل الأوقات بالإيمان و ليس بالأعمال. إن دموع التوبة تلمع بعين الإيمان. لا تكون توبة حقيقية إن لم تأت بالإيمان بيسوع، ولا يكون ايماناً حقيقياً بيسوع إن لم يصبغ بالتوبة. الإيمان و التوبة يشبهان توأمان سياميان، ملتصقان بقوة مع بعضهما.

عندما نؤمن بإنسجام بمحبة يسوع الغافرة، بهذا الإنسجام نحن نتوب عن الخطية وبهذا الإنسجام نتوب ونكره الشر، عندها نُسرّ بملىء الغفران عندما يمنح لنا من خلال يسوع الممجد. لن تقدر ابداً أن تقيم قيمة الغفران حتى تشعر بالتوبة، ولن تذق ابداً عمق قوة التوبة حتى تعرف بأنك أصبحت مغفوراً. قد تبدو شيئاً غريباً، وهكذا هي، مرارة التوبة وحلو الغفران حتى يندمج ويعطي نكهة لكل حياة كريمة ويظهر سعادة لا تقارن.

هاتان الهديتان المتفق عليهما هما التأكيد الثنائي لكل واحدة. إن كنت أعلم أنني تبت لعلمت بأنه قد غفر لي. و كيف أعرف بأنه قد غفر لي الاّ بأن أعلم بأنني قد تركت طريق الخطية السابق؟ أن تكون مؤمناً يعني بأنك تائب. الإيمان و التوبة هما قضيبان في نفس العجلة، ذراعان لنفس المحراث. وصفت التوبة بشكل جيد كقلب مكسور عن الخطية و للخطية و يمكن أن يقال جيداً بأنها الرجوع. إنها تغير العقل بشمولية وجذرية لكل الأنواع، و تشمل حزن على الماضي و حل بالتعديل للمستقبل.

"التوبة هي أن تترك الخطية التي كنا نحبها سابقاً ونظهر حزن عليها بأن لا نعود نزاولها".

الآن و عندما نعلم هذا نحن نتأكد بأنه قد غفر لنا لأن الرب لم يصنع ابداً قلباً ينكسر من الخطية ولأجلها بدون أن يغفر له. و إن من الناحية الثانية كنا مسرورين بالغفران بدم يسوع و تبررّنا بالإيمان ولنا سلام مع الله من خلال يسوع المسيح ربنا، نعلم بأن توبتنا وإيماننا هما من النوع الجيد. لا تعتبر توبتك كالسبب في خلاصك، لكن كالمرافق لها. لا تتوقع بأنك تقدر أن تتوب قبل أن ترى نعمة ربنا يسوع وجهوزه بأن يمحو خطاياك. خبىء هذه الأشياء المباركة في امكنتها وانظر لهم بعلاقتهم مع بعضهم. إنهم يشبهون عامودي سليمان الذي وضعهما على مدخل بيت الرب وكوّنا مدخلاً فخماً للمكان المقدس. لا يأتي أحدٌ الى الله بشكل صحيح إلاّ بأن يمرّ بين العامودين، عامود التوبة وعامود الغفران. سيظهر قوس قزح عهد النعمة على قلبك بكل جماله عندما ترى قطرات دموع التوبة بواسطة نور الغفران الكامل. التوبة عن الخطية والايمان بالغفران الالهي هما غلافا لصناعة التجديد الحقيقية. و بواسطة هاتان العلامتان ستعرف المؤمن الحقيقي.

لنرجع الى النص الكتابي الذي تأملنا به: الغفران و التوبة ينبعان كلاهما من نفس المصدر وبعطيا من خلال نفس المخلّص. الرب يسوع في مجده يمنح كلاهما لنفس الأشخاص. لنن تجد ابداً غفران الخطايا ولا التوبة في مكان آخر. لدى يسوع كلاهما جاهزان و هو مستعدٌّ أن يهبهما الآن. وخصوصاً للذين يقبلونهما بحرية من يديه. لا ينسى أحد أن يسوع يعطي كل ما نحتاجه لخلاصنا. من المهم جداً أن يعرف ويتذكر كل من يفتش على الرحمة أن الإيمان هو عطية الله و التوبة عن الخطية هي حقيقة من نتائج النعمة كعمل الفداء. فالخلاص من أوله الى آخره هو بالنعمة فقط، ولن تفهمني خطئاً ، ليس الروح القدس من يتوب لأنه لم يفعل اي شيء يجبره على التوبة. يجب علينا نحن أن نتوب عن خطايانا وإلاّ لن نخلص من قوتها. ليس الرب يسوع من يتوب. وعن ماذا يتوب هو؟ نحن نتوب عن كل ما في فكرنا، الإرادة، الإعجاب و العواطف، كلها تعمل معاً في القلب بالعمل المبارك بالتوبة عن الخطية وخصيصاً تصرفنا الشخصي، يوجد تأثير سري مقدّس الذي يذوّب القلب و الذي يعطي ندم وينتج تغييراً كاملاً. فالروح القدس ينيرنا لكي نرى ما هي الخطيّة. و هكذا يجعلها كريهةً في أعيننا. والروح القدس يحوّلنا ناحية القداسة و يجعل قلوبنا تقدّر المحبة و تشتهيها و تعطينا أن نرتقي في مراحل التقديس. يعمل الروح القدس فينا لكي نريد و نعمل من أجل مسرّة الله. لهذا الروح الجيّد دعونا نسلّم أنفسنا في الحال، لكي يقودنا الى يسوع الذي سيعطينا مجاناً البركة المزدوجة من التوبة و الغفران بحسب غنى نعمته.

"أنتم بالنعمة مخلّصون"