الكل بالنعمةبقلم/كيف من الممكن توضيح الإيمان؟

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الهداية
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: All of Grace/How May Faith Be Illustrated?

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).



لكي نجعل قضية الايمان اكثر وضوحا، سوف أعطيكم بعض الإيضاحات. مع العلم أن الروح القدس وحده يستطيع أن يجعل قارئي يرى، إنه من واجبي و من دواعي سروري أن أزوّد كل النور الذي أستطيعه وأن أصلي للإله لكي يفتح العيون العمياء. و يا ليت قارئي يصلي نفس هذه الصلاة بنفسه! الإيمان الذي يخلّص له تشبيهاته في الإطار البشري إنّه العين التي ترى. بواسطة العين نحن نجلب الى العقل ما هو بعيد جداً، نحن نستطيع أن نجلب الشمس و النجوم البعيدة الى العقل بنظرة سريعة. و كذلك بواسطة الثقة نحن نجلب الرب يسوع الينا قريبا رغما أنه موجود في السماء بعيدا، يستطيع ان يدخل الى قلوبنا أنظر فقط الى يسوع و هذا ما ردده صاحب الترنيمة بصدق:

"هناك حياة في نظرة الى المصلوب
وهناك حياة في هذه اللحظة لك ايضا"

الإيمان هو كاليد التي تمسك. و عندما تمسك يدنا أي شيء ، تفعل تماما ما يفعله الإيمان عندما نحصل على يسوع وبركات فدائه. يقول الإيمان "يسوع هو لي" يسمع الإيمان عن الغفران بالدم ويصرخ "أنا أقبل الغفران بدم يسوع لكي يغفر لي" يدعو الإيمان ميراث يسوع المصلوب له ويكون ميراثه له لأن الإيمان يرث المسيح، لقد أعطى المسيح نفسه و كل ما يملكه للإيمان. خذ يا صديقي ما تزوّدك به النعمة. لن تكون سارقا لأن لديك إذن الهي. "من يريد يأخذ من ماء الحياة مجانا" من يستطيع أن يحصل على كنز فقط بالإمساك به يكون مغفّلا حقيقيا إذا ظلّ فقيرا.

الإيمان هو الفم الذي يتغذّى من المسيح. قبل أن يغذّينا الطعام يجب أولا أن يصل الينا. هذا شيء بسيط، هذان الأكل و الشرب اللذان نقبلهما في فمنا بإرادتنا الذي هو طعامنا و من ثم نوافق نزوله الى أعضائنا الداخلية حيث يهضم و يمتص من جسدنا. يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل رومية و في الإصحاح العاشر "الكلمة قريبة منك في فمك" والآن كل ما عليك فعله هو أن تبلع هذه الكلمة وان تتحملها لكي تدخل الى نفسك. أولئك الرجال لديهم شهية على الأكل! لأن من يكون جائعا ويرى لحما أمامه لا يحتاج أن يتعلّم كيف يأكل.

قال احدهم "أعطني سكينا و شوكة مع فرصة" و هو مستعد تماما أن يعمل الباقي. بالحقيقة، إن القلب الجائع و العطشان الى المسيح عليه أن يعلم أنّه قد أعطي مجانا و سوف يقبله يسوع للوقت. إن كان قارئي قد وصل الى هذه الحالة، عليه أن لا يتردد في قبول يسوع، لأنه عليه أن يكون متأكدا بأنه لن يلام على فعل هذا، "لأن كل الذين قبلوه، أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله". لن يردّ أحدا لكنه يعطي سلطانا لكل الذين أتوا اليه أن يبقوا اولادا للأبد.

السعي وراء الحياة يوضح الإيمان في طرق عديدة. يدفن المزارع بذار صالحة تحت التراب و يتوقع منها لا أن تعيش فقط بل أن تتكاثر . و الذي عنده إيمانا بتدبير الوعود أن وقت الزرع و الحصاد لن ينتهي سوف يكافىء على ايمانه. يضع التاجر ماله بعهدة صاحب المصرف واثقا به و بمتانته. يؤمّن ماله تحت إشراف أشخاص آخرين و يشعر بالسلام أكثر من أن يضع ذهبه في خزنة حديدية. كذلك البحّار يضع ثقته في البحر. عندما يسبح ينزع قدمه من أسفل الصخر لكي يرتاح و يعوم في المحيط لا يستطيع أن يسبح إن لم يلق بنفسه بالكامل في المياه.

يضع الحدّاد ايضا بالمعدن الثمين في النار و التي تبدو مستعدّة ان تحرقه الاّ أن يرجع اليه المعدن من النار مطهّر من الحرارة.

لا تقدر الاّ أن ترى اينما ذهبت في الحياة عمل الإيمان بين الرجل و أخيه الإنسان، أو بين الإنسان و القانون الطبيعي. كما نثق في الحياة اليومية، هكذا ايضا يجب علينا أن نثق بالله كما قد أعلن في المسيح يسوع. يكون الإيمان حاضرا في أشخاص مختلفين بنسب مختلفة، بحسب مقدار معرفتهم او نموّهم في النعمة. يكون الإيمان في مرات عديدة أكثر من التعلّق بالمسيح ببساطة، بل يكون في شكل معتمد وأرادة في الإتكال. عندما تكون قرب شاطىء البحر سوف تشاهد حيوانات صغيرة ملتصقة في الصخور. و تدنو من الصخرة بخطوات خفيفة ثم تضرب الحيوان بواسطة عصاك فيقع. جرّب الحيوان الآخر في طريقك، لقد أعطيته تحذيرا عندما سمع الضربة على الحيوان جاره و تعلّق بكل قوّته و لن تستطيع أن تجعله يقع. ثم أضرب ثانية و بقوة وربما تكسّر الصخرة. لكن صديقنا الحيوان الصغير هذا لا يعرف كثيرا الاّ أن يتعلّق بقوة، إنّه لم يتعوّد على التكوين الجيولوجي للصخرة لكنه يتعلّق. إنه يستطيع أن يتعلّق و لقد وجد شيئا يتعلّق به و هذا ملخص معرفته، ويستعملها لأجل حمايته و نجاته. إن حياة هذا الحيوان الصغير أن يتعلّق بالصخرة كما أن حياة الخاطىء هي أن يتعلّق بيسوع. آلاف من اولاد الرب ليس لديهم ايمانا أكثر من هذا، لكنهم عرفوا تماما أن يتعلّقوا بيسوع من كل قلوبهم و نفوسهم و هذا يكفي للسلام الحاضر و الضمان الأبدي. و يكون لهم يسوع المسيح مخلّص قوي و قدير، صخرة لا تهتز و لا تتغير، و يلتصقون به لحياتهم العزيزة و هذا التعلق يخلّصهم. يا عزيزي القارىء، الا تستطيع أن تلتصق ؟ إقبل هذا في الحال، يرى الإيمان عندما يتكل إنسان على إنسان آخر من خلال النظرة الى تفوّق الآخر. وهذا يدعى الإيمان الأعلى، الإيمان الذي يعرف السبب لإتكاله و يتفاعل تجاهه. أنا لا أعتقد أن هذا الحيوان الصغير يعرف كثيرا عن الصخرة لكن عندما ينمو الإيمان يصبح أكثر فأكثر عقلانيا. الرجل الأعمى يسلّم نفسه لمرشده لأنه يعلم يقينا أن صديقه يرى و يتّكل عليه و يمشي حيث يقوده مرشده. إن كان هذا الرجل المسكين قد ولد أعمى فإنه لا يعرف ما يعني النظر، لكنه يعرف أنه يوجد شيء يدعى البصر و أن صديقه يمتلكه، و لذلك يضع يده بحرية في يد صديقه الذي يرى و يسترشد خطاه. "نحن نسلك بالايمان، و ليس بالعيان". "طوبى للذين آمنوا و لم يروا". هذه صورة جيدة للإيمان نحن نعلم أن يسوع لديه الجدارة، القوة و البركة التي لا ت=نمتلكها، لذلك نسلّم له نفوسنا بسرور لكي يكون لنا ما لا نستطيع أن نكون لأنفسنا. نحن نثق به كما يثق الأعمى بمرشده. لن يخون أبدا ثقتنا لأنه "صار لنا حكمة من الله و برا و قداسة و فداء".

كل ولد يذهب الى المدرسة عليه أن يظهر ايمانا و هو يتعلّم. تعلّمه المدرسة مادة الجغرافيا و تلقنه شكل الأرض ووجود بعض المدن الكبيرة و الامبراطوريات. فالولد لا يعلم هو نفسه أن هذه الأمور حقيقية، غير أنّه يصدّق معلّمته و الكتب التي وضعت بين يديه. هكذا ما يجب أن تفعله ايضا في المسيح إن كنت تريد أن تنال الخلاص، يجب أن تعرف ببساطة لأنه هو يخبرك، آمن لأنه يؤكد لك كذلك، سلّم نفسك بين يديه لأنه وعدك أن الخلاص سيكون النتيجة. إن غالبية ما تعرفه أنت و أنا قد وصل الينا بالإيمان.

تمّت إحدى الإكتشافات العلمية و نحن واثقون بها، تحت أيّة معطيات نحن نصدقها؟ بحسب سلطة أحد المسؤولين المشهورين المتعلمين الذي له سمعة جيدة.

مع العلم أننا لم نر مطلقا أو صنعنا هذه الإختبارات لكننا نصدّق شهادة العلماء. يجب أن تعمل كذلك بالنسبة الى يسوع: لأنه علّمك بعض الحقائق تكون قد اصبحت من تلاميذه و تصدّق كلامه، لأنه قد فعل بعض الأفعال فقد أصبحت من أتباعه و تسلّم نفسك بين يديه. و هو يكون بالمطلق أرفع مقاما منك و يقدّم نفسه بثقة كسيّد و معلّم. إن قبلته هو و كلامه سوف تخلص.

شكل آخر و أعلى من الايمان الذي يأتي من المحبة. لماذا يثق الولد بأبيه؟ السبب الذي يجعل الولد يثق بابيه لأنه يحبه. طوبى للذين لديهم ايماناً جميلاً من يسوع، تمسّك بعاطفة عميقة له لأن ذلك هو ثقة مطمئنة. هؤلاء المحبين ليسوع هم مفتونون بصفاته، و مسرورون بإرساليته، محمولون بوداعة محبته التي أظهرت لذلك لا يستطيعون الا بالوثوق به لأنهم معجبون جدا يبجّلون و يحبّونه.

إن طريقة ثقة المحبة للمخلص توضّح هكذا. إمرأة زوجة الطبيب الأبرز في أيامه، قد ألمّ بها مرض خطير و أوهنها بقوته، الآن اصبحت هي هادئة و مطمئنة تماما لأن زوجها متخصص بهذا المرض و قد شفى آلاف من الذين أبتليوا به، لم تكن مضطربة لأنها كانت تشعر بالأمان التام بين يديّ شخص عزيز عليها حيث محبته و مهارته أظهرا في شكله الأسمى. إن إيمانها منطقي و طبيعي و زوجها يستحق هذه الثقة من كل أطرافها. هذا هو نوع الايمان الذي يختبره المؤمنين المسرورين بالمسيح. لا يوجد طبيب مثله يستطيع أن يخلّص كما هو. نحن نحبّه وهو يحبنا لذلك نضع أنفسنا يبن يديه و نقبل ما يصفه لنا و نعمل ما يأمرنا به. نشعر بأن لا شيء يكون قد أعدّ خطأ بينما هو يدير شؤوننا، لأنّه يحبنا كثيرا على أن يسمح لنا بأن نهلك أو نتعذب من ألم وحيد لا جدوى منه.

الايمان يتجذّر من الطاعة، و هذا يرى بوضوح في شؤون الحياة. عندما يثق القائد بمدير الدفة للسفينة بأن يتجه بها الى المرفأ بحسب إرشاداته. عندما يثق مسافر بمرشده أن يقوده عبر ممر خطر فإنه يتبع الطريق الذي بيّته المرشد عندما يثق المريض بطبيبه فإنه يتبع بإنتباه لوصفاته وإرشاداته. إن الايمان الذي يرفض أن يطيع اوامر المخلّص ليس إلاّ إدعاءات و لا يخلّص النفس. نحن نثق يسوع لكي يحلّصنا، هو يرشدنا الى طريق الخلاص وعندما نتبع إرشاداته فإننا نخلص. أرجو يا عزيزي القارىء أن لا تنسى هذه. ثق بيسوع و برهن ثقتك بفعل كل ما يأمرك به.

شكل آخر ملحوظ من الايمان ينبثق من المعرفة الأكيدة، و هذا يأتي بالنمو من النعمة و هذا الايمان يؤمن بيسوع المسيح لأنه إختبره و يثق به لأنه برهن بأنه الأمين الذي لا يخطىء.

كان لمؤمنة قديمة عادة بكتابة حرفي (ب) و (ج) على جنب حاشية الانجيل كلّما جرّبت (ج) و برهنت (ب) وعد ما. كم من السهل أن تثق بمخلص قد جرب و برهن! لم تفعل ذلك بعد لكنك ستفعل كل شيء له بداية. سوف تعلو لإيمانا قويا في الوقت المناسب. وهذا الايمان الناضج لا يطلب العجائب و العلامات لكنه يثق بشجاعة. أنظر الى ايمان رئيس البحّارة الذي كثيرا ما أدهشني. إنه يفك السلسلة و يبحر بعيدا عن الأرض لأيام و أسابيع أو حتى شهور، و لا يرى قوراب أخرى أو يقترب من الشواطىء، مع ذلك يمر ايام و ليال بدون خوف الى أن يصل في صباح أحد الأيام تماما بمواجهة المكان المنشود الذي كان يبحر اليه. كيف كان يجد طريقة عبر المجهول؟ لقد وثق ببوصلته، و خريطته البحرية، منظاره والأجرام السماوية. لقد أطاع إسترشادهم دون أن يرى الأرض، لقد أدار سفينته بدقّة حيث لم يغيّر أي شيء لكي يدخل الى المرفأ. هذا أمر مذهل أن يبحر البحّار دون الرؤية. إنه أمر مبارك، روحيا، أن تترك شاطىء البصر و الشعور و تقول لهم "وداعا" للشعور الداخلي والابتهاجات للتدبير، للعجائب و العلامات و الخ... إنّه من المجيد جدا أن تكون بعيدا جدا في محيط الحب الالهي، و تؤمن بالله و تتجه نحو السماء مباشرة بواسطة إرشادات كلمة الله. "طوبى للذين آمنوا و لم يروا". و اليهم سوف يقدّم دخول وفير عند النهاية و رحلة آمنة في الطريق. إلاّ تضع يا قارئي ثقتك بالله بالمسيح يسوع؟ هناك أستريح بالايمان الفرح. تعال معي يا اخي و ثق بالهنا و مخلصنا. تعال في الحال.