الكل بالنعمةبقلم/ما هو الإيمان

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الهداية
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: All of Grace/Faith, What Is It?

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الهداية
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).



ماذا يتضمن هذا الايمان الذي قيل عنه "بالنعمة أنتم مخلّصون، بالإيمان؟" يوجد عدة أنواع من الايمان، لكن اكثرية هذه التعاريف التي تعرفت عليها جعلتني أفهم أقل قبل أن أتطلع عليها. قال الزنجي عندما قرأ الدرس، أنه سيتعذر عليه فهمه جيدا و من الممكن انه حصل معه هذا مع أنه قد عنى انه سيفسّره. نستطيع ان نفسّر الإيمان الى أن لا يفهمه أحد. أتمنى أن لا أكون مذنبا في هذا الخطأ. الايمان هو الأبسط من كل الأمور و ربما من أجل بساطته يكون الأصعب في الشرح.

ما هو الايمان؟ إنه مؤلف من ثلاثة أمور: المعرفة، التصديق و الثقة. فالمعرفة تأتي أولا. "كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به" أريد أن ابلّغ في امر ما قبل ان يكون إحتمالا بتصديقه. "الايمان يأتي بالخبر": يجب اولا أن نسمع، لكي نقدر أن نعرف بماذا يجب علينا تصديقه. "الذين يعرفون إسمك يضعون ثقتهم بك". إجراء المعرفة هو ضروري جدا للإيمان، لهذا السبب ضرورة نيل المعرفة. "أمل أذنك، و تعال اليّ، واستمع وسوف تحيا نفسك". هكذا كانت كلمة النبي في القديم، و هي كلمة الإنجيل ايضا. فتشوا الكتب و تعلّموا ما يعلّمه الروح القدس فيما يختص بالمسيح و بخلاصه. إبحث عن الله: "لأنه يجب ان الذي يأتي الى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذن يطلبونه". يا ليت الروح القدس يعطيك روح المعرفة و روح مخافة الرب! إعرف الإنجيل، تعرّف على الأخبار السارة، كي تتكلم عن الغفران المجّاني و عن تغير القلب، عن التبني الى عائلة الله، و عن بركات أخرى لا تعد. أن تعرف خاصة المسيح يسوع إبن الله، محلّص الإنسان، الذي إتحد فينا بواسطة طبيعته البشرية وهو ايضا واحدا من الله، لذلك هو يستطيع أن يكون وسيطاً بين الله والإنسان، هو قادر أن يضع يده على كلينا وأن يكون همزة الوصل بين الخاطىء وديّان كل الأرض. إسعى أن تعرف أكثر عن يسوع المسيح. إسعى خاصةً أن تعرف عقيدة ذبيحة المسيح، لأن النقطة التي يرتكز عليها خلاص الإيمان يرتكز بالأولى على هذه "أن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم". أن تعرف أن يسوع "قد جعل لعنة من أجلنا، كما هو مكتوب، ملعون كل من علّق على خشبة". إنهل بقوة و تعمّق في عقيدة عمل المسيح البديلي الذي فيه تقع الراحة الممكنة العذبة لذنوب الإنسان، لأن الرب "جعله خطيّة لنا، لكي نكون نحن برّ الله فيه". الإيمان يبدأ بالمعرفة.

يذهب العقل لكي يؤمن ان هذه الأشياء صحيحة. النفس تؤمن عن الله وأنّه يسمع لصراخ القلوب المخلصة بأن الإنجيل هو من الله وأن التبرير بالايمان لهو الحقيقة العظمى التي قد اوحاها الله في هذه الأيام الأخيرة بواسطة روحه وأنها أكثر وضوحا من الأيام التي سبقت. ثم يؤمن القلب أن يسوع حو حق إلهنا و مخلّصنا، فادي الإنسان، الكاهن، النبي و ملك على شعبه. كل هذه الأمور تقبل كحقيقة مؤكدة بدون أي سؤال أنا أصلي انك في الحال تأتي الى هذه الحقيقة و تؤمن بيقين أن "دم يسوع المسيح إبنه الوحيد يطهّرنا من كل خطية، و أن ذبيحته كاملة و مقبولة الى التمام من الله من جهة الإنسان حتى كل من يؤمن بيسوع لا يدان. آمن في هذه الحقائق كما تؤمن بتصاريح أخرى لأن الفرق بين الإيمان المشترك و الإيمان المخلّص يدور اولا حول المواضيع و نواحي تطبيقها. آمن في شهادة الله كما تؤمن في شهادة ابيك او صديقك "إن كنّا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم".

الى الآن فقد تقدّمت خطوة باتجاه الإيمان، و ينقصك عنصرا واحدا لكي تتممه، و هو الثقة. سلّم حياتك الى الله الرحيم، الق رجائك على الإنجيل الكريم، أمّن نفسك في المخلّص الذي مات ثم قام، إغسل خطاياك بالدم المكفّر واقبل تبريره الكامل فتكون كل الأمور حسنة. إن الثقة للإيمان تشبه الدم للحياة، و لا يوجد ايمان مخلّص بدونها. تعوّد الطهوريون بشرحهم عن الايمان في إستخدام كلمة "أستلقاء" و تعني الإتكاء على شيء. إتكىء بكل وزنك على يسوع. و تكون واضحة اكثر إذا قلت لك، أسقط بالتمام واستلق على صخر الدهور. الق بنفسك على يسوع و استرح بشخصه، سلّم نفسك له، عندما تفعل ذلك تكون قد اختبرت الايمان المخلّص. ليس الايمان بالشيء الأعمى. لأن الايمان يبدأ بالمعرفة. وهو ليس تأملي لأنّه يؤمن بحقائق ثابتة. ليس الإيمان غير عمليا و غامضا، لأن الإيمان يثق و يربط مصيره على حقيقة الإعلان الإعلان الإلهي. هذه طريقة أولى لكي نصف ما هو الايمان. أنا أتسأل إن كنت قد فسّرته جيدا.

دعني احاول من جديد. الإيمان هوالتصديق ان يسوع هو ما قال عن نفسه و انه سيفعل ما وعد به و من ثم أن نتوقع هذه الأمور منه. يتكلم الكتاب المقدس عن يسوع بأنه الله، الله المتجسد، كامل في صفاته، جعل ذبيحة خطية عوضا عنا، تحمّل خطايانا في جسده على الخشبة.

يتكلم الكتاب المقدّس عن يسوع بأنه أبطل الإثم ووضع حدّا للخطية و حقق تبريرا أبديا. و تقول لنا الكتابات المقدّسة ايضا أنه "قام من جديد من الموت" لكي "يعيش للأبد و يشفع فينا"، أنه صعد الى المجد و امتلك السماء لكي يهيئها لشعبه وأنه سيأتي قريبا "ليدين العالم بالإستقامة و شعبه بالعدل". نحن ثابتون في ايماننا بأنه كذلك، لأن هذه هي شهادة الله الآب حين قال: "هذا هو إبني الحبيب، إسمعوا له". و ايضا قد شهد الله الروح القدس عليه، لأن الروح شهد عن يسوع في الكلمة الموحى بها و بعجائبه المتعددة و في عمله في قلب الإنسان. ونحن نؤمن أن هذه الشهادة صحيحة. الايمان يصدّق ايضا ان يسوع سيفعل ما وعد به، بأنه لن يلقى خارجا كلّ من يأتي اليه، و هذا اكيد بأنه لن يلقينا خارجا إن اتينا اليه. الإيمان يصدق ما قاله يسوع "الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية". يجب ان يكون صحيحا، وإذ حصلنا على الماء الحيّ من يسوع سوف يبقى فينا و ينبع فينا ينابيع من الحياة المقدسة. مهما وعد المسيح بفعله سيفعله و علينا ان نصدّق هذا و كذلك عندما نتطلع الى المسامحة، التبرير، الحفظ و المجد الأبدي من خلال يديه كما وعد بهم للمؤمنين به.

ثم تأتي المرحلة التالية الأساسية. يسوع هو بالحقيقة ما قاله عن نفسه، يسوع يفعل ما وعد به لذلك على كل واحد منا أن يثق به قائلا، "سيكون لي كما أعلنه عن نفسه و سوف يفعل لي كما وعد، و سوف اضع نفسي بتصرّفه هو الذي عيّن ليخلّص و لكي يخلّصني أنا. سأرتاح على وعده بأنه سيفعل كما وعد" هذا هو الإيمان المخلّص و الذي عنده هذا الإيمان له حياة أبديّة. مهما كان عنده من مخاطر و صعوبات، مهما كان مظلما و محبط، مهما كانت ضعفاته و أخطائه. و الذي يؤمن بالمسيح يسوع هكذا لن يدان و لن يأتي الى دينونة.

أنا أصلي أن هذه التسيرات يكون لها منفعة! وأنا أثق بأنها ستستخدم من قبل روح الله لكي ترشد قارئي الى سلام فوري. "لا تخف، آمن فقط" ثق بالله و استرح.

إن خوفي ان القارىء يستريح و يدرك ما يجب فعله و لكن لا يقدّم على هذه الخطوة. الأفضل العمل بالإيمان الحقيقي حتى لو كان ضعيفا على أن يكون لنا ايمانا مثاليا لكنه متروك في مرحلة التأمل و عدم التطبيق. أن تؤمن بالرب يسوع في الحال هذا امرا عظيما. لا يهم الآن المميزات والتعاريف. رجل جائع يأكل رغم أنه لا يعرف مما يتألف غذائه، دراسة تركيب فمه أو عملية الهضم، هو يعيش لأنّه يأكل. إنسان آخر ذكي و يعرف جيدا علم الغذاء، فإن لم يأكل سوف يموت مع كل عمله. يوجد كثيرون، بدون شك، الآن في جهنم الذين يفهمون جيدا عقيدة الإيمان لكنهم لم يؤمنوا فعليا. من الناحية الثانية، ليس أحد مما يثقون بيسوع الرب قد تخليّ عنهم حتى لو لم يكونوا يقدرون أن يفسروا ويعرّفوا تماما الإيمان الحقيقي. آه يا قارئي العزيز. أرجو أن نقبل الرب يسوع داخل نفسك و سوف تحيا للأبد ! "الذي يؤمن به له حياة ابدية".