كل الكتاب/الفصل الثّالث: باحثون يتلمّسون حضور المسيح

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الخلاص
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Advice For Seekers/Seekers Touching Christ

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الخلاص
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


البعض منّا شفي، لذا فهو يتكلّم من تجربة أكيدة. أعرف شاباً أصيب بنوع فريد من اليأس والكآبة – وقد أمضى حياته يائساً بسبب حزنٍ داخلي عميق؛ لكنّه وفي لحظة، انتقل إلى سلام عظيم بمجرّد الالتفات إلى الرّب يسوع المصلوب لأجله. هذا الشّكل الوحيد من أشكال الشفاء هو فريد من نوعه؛ إذ أنّه يتغلّب على كل الشرور الأخرى بنفس الإسلوب. يستطيع يسوع المسيح أن يشفي كبرياءك؛ وأن يحرّرك من الغضب؛ وأن يعالجك من الكسل؛ وأن يطهّرك من الحسد، ومن الفسق، ومن الحقد، ومن الشراهة، ومن كلّ أشكال الداء الروحي. وهو قادر على هذا، ليس بعمليات التعذيب الكفّارية، أو بالإماتات الخرافيّة، أو بالبلايا المحرقة؛ لكنّ الطريقة ببساطة هي كلمة منه، ونظرة منك، ويتحقّّق كلّ شيء. عليك فقط أن تثق بيسوع المسيح لتخلص؛ تتحوّل إلى خليقة جديدة في لحظة؛ قِف على أقدامك ثانية لبدء حياة جديدة مع قوّة جديدة داخلك تقهر الخطيّة. نحن الذين نحمل هذه الشهادة نطالب بتصديقنا. نحن لسنا كاذبين. ولسنا نخفي احتيالاً زائفاً أمامك. إذ أنّنا شعرنا في أنفسنا قوّة المسيح الشافية. لقد رأيناه، كما نراه كلّ يوم، عند أشخاص آخرين، من كلّ الطّبقات والأعمار. كلّ الذين أطاعوا كلمة يسوع المسيح قد أصبحوا خليقة جديدة بقوّته. ليس هنالك فقط شاهد أو اثنين لتأدية هذه الشّهادة؛ بل هناك مئات الآلاف التي تشهد على هذه الحقيقة نفسها؛ وليس فقط خدّام المسيح وحدهم، بل كلّ أصحاب المهن والحرف الأخرى. فهناك التّجار، والسّادة المحترمون، والعمّال، وأشخاص من مستويات مختلفة، يستطيعون أن يقولوا، "نحن أيضاً شهود بأنّ السيد المسيح يمكن أن يشفي الروح".

هنا، إذاً، تكمن الأعجوبة - بأنّ أولئك الذين يعرفون هذا لا يحتشدون فوراً أمام المسيح للحصول على البركة ذاتها. فإنّ سلوك أولئك الذي نراهم في الإنجيل كان سلوكاً عقلانياً. لقد سمعوا بأنّ السيد المسيح شفى الكثيرين، وكان منطقهم العملي، "فلنشف نحن أيضاً!" أين هو؟ دعنا نصل إليه. هل هناك حشود تتقدّم إليه؟ دعنا نتدافع لنشقّ طريقنا بالقوة بين الحشود حتّى نلمسّه، ونحسّ القوّة الشّافية النّابعة منه. لكنّ البشر الآن يبدون وكأنّهم تخلّوا عن رشدهم. يعرفون بأنّ البركة متوافرة وأبديّة ولا يمكن مقارنتها لا بالذّهب، ولا بالماس؛ ورغم ذلك هم يديرون ظهورهم إليها! تجذب الأنانية الرجال عادة إلى أماكن حيث الأشياء الجيّدة تُكسَب: لكن هنا أفضل شيء – ألا وهو امتلاك روح سليمة، وكسب طبيعة جديدة التي ستمكّن المرء من مشاركة المجد الأبدي مع ملائكة النّور – وهذا متوافر بحريّة، رغم ذلك فالمرء، هو غير صادق مع نفسه، ولا يترك حتى الأنانية القويمة أن تحكمه، ويبتعد عن ينبوع كلّ خير لييبقى هالكاً بالعطش الأبدي.

إنّ الخبر المفرح يلقى على مسامعك، ولم يرسله الله بنيّة أنّك بعد أن تسمعه لن تجد الرّحمة التي تبحث فيه عنها. فإنّ الله لا يعذّب، ولا يخدع بني البشر. هو يطلب منك المجيء إليه. تب وآمن به، تخلص. إن أتيت بقلب منكسر، واثقاً بالمسيح، لا يوجد أيّ احتمال بأن يرفضك؛ وإلاّ فلماذا قد أرسلت البشارة والإنجيل إليك. ولا يوجد أيّ شيء يبهج يسوع المسيح كخلاص الهالكين. كما لا نجد أبداً أنّ يسوع كان يوماً في مزاج سيء عندما كانت الجموع تضعط عليه لتلمسّه. بل على العكس، إنّ هذا الأمر زاد من سروره المقدّس لمنح قوّته الشّافية. أنتم، الذين تعملون في التّجارة، لا تكونوا سعداء إلاّ متى كان عملكم ناشطاً؛ ويسوع المسيح، الذي يسعى إلى ربح النّفوس لا يكون سعيداً إلاّ حين يكون ملكوته يمتدّ بسرعة. أيّ سرور يشعر به الطّبيب حين يعالج مريضاً ويجلب له العافية! وأعتقد أن مهنة الطّبيب هي إحدى أسعد المهن حين يكون الطّبيب ماهراً. إنّ سيّدنا المسيح يشعر بفرحٍ عظيم حين ينحني أمامه قلب منكسر ليرفعه عالياً. إنّ السّماء ذاتها تريد عمل الخير لبني البشر. أنت تسيء التّقدير إذا كنت تعتقد بأنّه يريدك أن تجادله وأن تقنعه أن يكون عنده رحمة؛ بل هو يعطيها مجانّاً كما تعطي الشّمس نورها، وكما تعطي السّماء النّدى، والغيوم المطر. بل إنّه شرفٌ له أن يبارك المذنبين؛ ويعطيهم اسماً وعلامة أبدية لا تمحى.

أعلم بأنّني أيضاً، خذلته مرّة؛ عندما أحسست أن ذنوبي أصبحت عبئاً عظيماً، قلت في نفسي، "سآتي للمسيح، لكنّه ربّما سيرفضني". لقد ظننت أنّ لديّ الكثير لأشعر به والكثير لأفعله لأكون مستعدّاً، ولقد عملت هذا وذاك، ولكن كلّما بذلت جهداً، أصبحت أسوأ. لقد كنت كالمرأة التي صرفت أموالها على الأطّباء ولم تتحسّن، بل بالأحرى أصبحت أسوأ. كنت أفهم بالكامل أنّه هناك حياة بمجرّد النّظر إلى المسيح، وأنّ كلّ ما كنت أحتاج إليه هو ببساطة أن أثق، وأن آتي كما كنت وأضع حالتي بين يديه العزيزتين المثقوبتين، وأتركها هناك، ورغم هذا لا أزال أعتقد أنّ هذا لا يمكن أن يحصل؛ يبدو الأمر بسيطاً، فكيف يمكن أن يكون صحيحاً؟ وهل هذا كل ما في الأمر؟ لقد اعتقدت أنّه حين سآتي إليه، سوف يقول لي، "أيّها الخاطئ، لقد رفضتني لمدّة طويلة، لقد هزأت بي بتلاوة صلاوات لم تكن تعنيها؛ لقد كنت مرائياً تنضمّ إلى شعبّ الرّب في وقت التّسبيح في حين لم تكن تسبّح الرّب في قلبك." لقد اعتقدت أنّه سيوبّخني ويجلب عشرات الآلاف من الخطايا إلى ذاكرتي. لكنّه وبدلاً من ذلك، احتجت إلى كلمة واحدة، وكل شيء كان قد تم. نظرت إليه، فاختفى العبء. أصبح بإمكاني أن أسبّح وأقول "أوصانّا! مبارك الآتي باسم الرّب، حاملاً الغفران في يدك اليمنى، والرّضى في يدك اليسرى، وبركاتٍ وفيرة إلى أقل النّاس استحقاقاً." يجب أن أقول لك الآن أنّ يسوع المسيح لا يزال يملك القدرة ذاتها على منحك خلاصه كما كان عندما أتى إلى الأرض. هو ما زال موجوداً ليشفع بالمذنبين. هو إذاً قادرٌ على منح الخلاص للّذين يأتون إليه؛ وما زال الأمر حقيقة، أنّ كل من يأتي إليه لا يطرحه خارجاً. فلا يوجد أيّ حالة لأيّ شخص قد وضع ثقته بالمسيح وخُذِلَ بالمقابل، ولن توجد مثل هذه الحالة.

لا تؤخّر في ثقتك بالسيّد المسيح. لا تعلّل نفسك بالأمل أن ثقتك بالمسيح ستكون يوماً أسهل ممّا هي اليوم. ولا تفكّر أنّك ستكون في حالة أفضل للمجيء إليه ممّا أنت عليه الآن. إنّ أفضل حالة في العالم بأسره لأن تغتسل هي أن تكون أصلاً قذراً؛ وأفضل طريقة للحصول على المساعدة من أيّ طبيب هي أن تكون أصلاً محتاجاً للمساعدة. لا تحاول أن تصلّح تلك الخرق، ولا أن تجمّل من طباعك، ولا أن تحسّن نفسك قبل أن تأتي أمام السيّد المسيح. بل تعال إليه بكلّ فقرك وتفاهتك، تعال كما أنت، وقل له، "ربّي والهي، لقد عانيت كإنسانٍ من أجل ذنوب وخطايا كلّ من وضع ثقته بك؛ أنا أثق بك، اقبلني، واعطني سلامك وفرحك." وأسألك أن تخبر العالم، سواء قبلك أو لا. وإذا كان قد رفضك بعيداً، ستكون أنت أوّل شخصٍ رفض، لذا أسألك أن تخبرنا؛ ولكن إن هو قبلك، ستكون أنت واحداً من بين الآلاف الذين قُبلوا، لذا أعلن عن ذلك ليكون خبر إيمانك قد تأكّد.

لا تكن أبداً راضياً بمجرّد الاقتراب من المسيح. فحين يكون هناك مناسبة دينيّة في الكنيسة، وتجدّد بعض النّاس، كثيرون آخرون يبقون مرتاحين إذ أنّهم كانوا بين جماعة المصلّين حيث أعمال الرّحمة كانت ظاهرة. إنّه لأمر مخيف أن يكون هنالك عدد كبير من الرّجال والنّساء الّذين هم راضون تماماً بأن يكونوا قد أمضوا نهار الأحد في دار العبادة. افترض الآن، أنّ رجلاً أبرص يأتي إلى حيث يسوع موجود، ويرى الرّجال يتدافعون للإقتراب من يسوع، ويحاول أن ينضمّ إلى هذه الحشود، ويواصل الاقتراب لمدّة من الوقت، ثمّ يعود إلى بيته فرحاً تماماً لأنّه انضمّ إلى هذا الحشد. وفي اليوم الثّاني، كان يسوع يشفي جميع المرضى، وكان هذا الأبرص ذاته قد انضمّ إلى الجموع المحتشدة، ودفع بنفسه مرة أخرى بالقرب من المخلّص، وبعد ذلك استسلم. "حسناً"، قال، "لقد دخلت بين الحشود؛ وشققت طريقي بالقوّة، ولذا قد كنت على الطّريق، لعلّي إذاً قد حصلت على البركة." هذا هو بالضّبط حالة المئات والآلاف من النّاس الذين يذهبون إلى مكان عبادة يوم الأحد. هناك الإنجيل؛ هم يأتون لسماعه؛ يأتون في الأحد التّالي، ويقرأ الإنجيل ثانية؛ يستمعون إليه، لكنّهم يذهبون في طريقهم كلّ حين. "أحمق!" قد تقولون للرّجل الأبرص، "لماذا لم تفعل شيئاً، دخولك بين الجموع ليس بشيء، إن لم تمسّ المسيح الذي يعطي الشّفاء، فأنت تخسر كلّ وقتك؛ بالإضافة إلى تحمّلك مسؤولية اقترابك منه، وعدم مسّك إيّاه، لقد خسرت فرصتك." إنّه الأمر نفسه بالنّسبة إليكم، أيّها النّاس الصالحون، الّذين يذهبون حيث يسوع المسيح يعلّم ويعظ بإخلاص. تجيئون وتذهبون، وتجيئون وتذهبون بشكل مستمر؛ وكم أنتم حمقى، للدّخول بين الحشود ولتكونوا راضين بذلك، دون أن تمسّوا يوماً المسيح! أخبروني عن ذهابكم إلى الكنيسة وإلى اجتماعاتكم! هم ليسوا بشيء ذا أهميّة ما لم تمسّوا المخلّص من خلالهم.

يجب أن أحذّرك ألاّ تكون راضياً بلمس من شفي. هنالك العديد من بين الحشود، الّذين بعد أن لمسوا السيّد المسيح، هلّلوا وقالوا، "المجد لله، ذراعي الضّعيفة أصلحت"، "عيوني انفتحت"، "داء الاستقساء قد اختفى"، "شللي شفي". واحد تلو الآخر، يسبّحون الله لأجل عجائبه العظيمة؛ وأحياناً كثيرة، كان أصدقاؤهم المرضى يسافرون معهم ويقولون، "يا لها من رحمة! فلنذهب للبيت سويّة". هم يسمعون كلّ شيء عنه، ويتحدّثون عنه، ويخبرونه للآخرين؛ لكن طيلة الوقت، مع أنّهم ابتهجوا للخير الذي عُملَ للآخرين، وتعاطفوا معه، هم لم يمسّوا السيد المسيح لأنفسهم. بنى نجارو نوح السّفينة، لكنّهم غرقوا جميعاً. أه، أتوسّل إليك، لا تكن راضياً بالتّحدث عن النّهضة، والتّكلم عن خلاص النّاس؛ بل كن مهتمّاً فيها. دعنا لا نترك شيئاً يملأ واحداً منّا سوى اتّصالك الرّوحي الفعلي بالسيّد يسوع المسيح. دعنا لا ننام أبداً ولا ننعس حتّى ننظر فعلاً لتلك الذّبيحة العظمى حين حمل الله ذنوب البشر. دعنا لا نعتبر السيد المسيح مخلّصاص لشخصٍ آخر، لكن كن جديّاً بسعيك للحصول عليه وليكن ملكاً لنا.

لقد قال لي شابٌ ذات مرّة، "أريد معرفة ما يجب عليّ فعله لأخلص". ولقد ذكّرته بهذا المقطع من التّرنيمة،

كشخص عاجز وضعيف ومذنب وجدير بالازدراء

أسقط بين تلك الأيدي الحانية.

فقال لي، "سيّدي، أنا لا أستطيع السّقوط". فقلت له، "أنت لم تفهمني. أنا لا أعني سقوطاً يتطلّب أيّ قوّة فيك؛ بل أعني سقوطاً سببه غياب كلّ القوّة". إنّ معنى ما أقول هو أن تسقط بين يديّ الله لأنّك لا تستطيع أن تبقى واقفاً. سقوطك بين يديّ الله؛ هذا هو الإيمان. تخلّ فقط عن أعمالك، تخلّ عن اعتمادك على أيّ شيء تملكه أو تفعله، أو أيّ شيء تأمل أن تكون عليه، واعتمد على الإستحقاق الكامل، والعمل المنتهي، ودمّ يسوع المسيح الثّمين. إن عملت هذا خلصت.

أيّ عمل من أعمالك الخاصّة يفسد كلّ شيء. فأنت لا يجب أن يكون عندك ذرّة ملكك أو لقب خاصّ بك؛ بل عليك أن تتخلّى عن اعتمادك على صلواتك، ودموعك، ومعموديّتك، وتوبتك، وحتى إيمانك نفسه. إنّ اعتمادك هو فقط على يسوع المسيح. إنّ تلك الأيدي الغالية، والأقدام المباركة، هي رمز محبّته – انظر إليها. إنّ ذلك الشخص النّازف، والمتألّم، والمذبوح عنك، هو أكبر عطيّة من قلب الله المبارك. انظر إليه. انظر إلى آلامه، وحزنه، وتأوهاته. إنّها عقوبة الذنوب البشريّة. إنّه العقاب الإلهي الذي تحمّله يسوع عوضاً عن أن يتحمّله الخاطئ التّائب. آمن بيسوع، وهو بالتأكيد سيتحمّل العقاب عنك. ثق بأنّه قادر أن يمنحك الخلاص، وسوف تخلص.