محاربة اليأس بالإيمان

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة John Piper
فهرس الكاتب
أكثر حول القلق والخوف
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Battling the Unbelief of Despondency

© Desiring God

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة John Piper حول القلق والخوف
جزء من سلسلة Battling Unbelief س

ترجمة من قبل Amy Elias

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).




مزمور 21:73-26


لأنه تمرمر قلبي,
و انتخست في كليتي. و أنا بليد ولا أعرف
صرت كبهيم عندك. ولكني دائماً معك
أمسكت بيدي اليمنى. برأيك تهديني
وبعد إلى مجد تأخذني. من لي في السماء؟
ومعك لا أريد شيئاً في الأرض. قد فني لحمي و قلبي.
صخرة قلبي و نصيبي الله إلى الدهر.


(الموعظة التالية هي ترجمة صوتية)
"قد فني لحمي و قلبي" - هذا هو تعريف اليأس الذي أريد أن نعمل سوية على فهمه. هل ترون الاجزاء الثلاثة لهذه الجملة الصغيرة " قد فني لحمي و قلبي"؟ –أريدكم أن تركزوا على عدد 26 لبضع دقائق
"لحمي" - هذا يعني أن هناك عنصر مادي في حالة يأس. اليس كذلك؟ الجسد مضعف, هناك اعياء وأحساس بالخمول والفتور.
.ثانياً, "و قلبي"– هذا يعني أن هناك بُعد روحاني عاطفي لليأس. قلوبنا محبطة, و مكتئبة, و سوداوية و منهكة ثالثاً, " فَنَيِ " الكلمة تعني الوصل الى النهاية, أستنفاذ الموارد. كما لو كانت حياتك عبارة عن حوض فيه ماء وأنت في حاجة لهذا الماء لإنعاشك. لكن هناك شخص ما سحب السداد الموجود في اسفل الحوض و بالتالي نفذ كل الماء. هذه الكلمة العبرية "كالا" تعني الوصول الى النهاية, واستهلاك واستنفاذ المصادر لمعالجة المشاكل والحياة.

محتويات

هل أن الخطيئة هي مصدر اليأس؟

السؤال الآن هو : هل أن تجربة اليأس ترجع جذورها الى الشك او عدم الايمان؟ الجواب هو: نعم و لا. لدي عشر دقائق فقط للوعظ سأتخطى فيها الكثير. بمعنى أخر ليس بهذه البساطة. لكني سأقوم بأختيار جملة سهلة من الكتاب المقدس, لاننا بحاجة الى أشياء واضحة وسهلة كي نعيش وفقها. هذه هي الجملة التي أنا اعتقد أنها بسيطة و صادقة: أن الاستسلام الى اليأس يعود في جذوره الى عدم الايمان.
سوف أجتاز الخوض في موضوع تتبع أصل اليأس و من أين أتى لانه موضوع في غاية التعقيد. مهما كانت جذوره فعدم الايمان هو الاساس في عمل المصالحة معه والرضوخ له و عدم شن حرب روحية لقتاله وعدم الاكتراث لارتداء درع الله
الواقي و هلم جرا. الآن أريد أن استعرض هذا باختصار وذلك بالاستشهاد بالمزمور ثم بالسيد المسيح له كل المجد.

"لكن الله..."

مزمور 73:26 يتضمن هذه الحقيقة, " قد فني لحمي و قلبي". حرفياً تعني "فنى" و ليس " ربما فنى" . ليس هناك كلمة"ربما" في النص العبري . انها تقول " قد فني لحمي و قلبي,و أنا محبط و يائس, واستنزفت كل مصادري العقلية". لكن الهجوم
الروحي المضاد يأتي في الجملة التالية: "لكن الله".
هذا الرجل هنا يفقد الامان في نهاية حياته. قلبه و لحمه على وشك الاستنفاذ يقول- ربما في انفاسه الاخيرة- "لكن الله هو الصخرة لقلبي الضعيف و حياتي البائسة و نصيبي إلى الدهر." وجهة نظري هي مهما كان مصدر اليأس هذا فأن عدم الايمان او الشك لا يمكن أن يقول " لكن الله". عدم الايمان لا يبني أي مقاومة و لا يتسلح بدرع الايمان و يأخذ سيف الروح و يحارب. انا أعتقد أن هذا ما نستطيع أن نقوله بوضوح من الكتاب
المقدس. جسدي مقتول و قلبي تقريبا ميت, لكن لأي سبب من الاسباب أنا لن أستسلم. سوف أثق بالرب حتى لو أسُتنذفت قوتي.
مزمور 7:19 , "ناموس الرب كامل يرد النفس". كلمة الرب تعُطى لانعاش النفس. نفوس القديسين تُرد و تُحفظ. هذا يعني عندما يداهمنا اليأس تأتي كلمة الرب فتعيدنا وتردنا.

إبليس و إبن الله

لنتحدث عن السيد المسيح. أقلبوا الصفحة الى متى 36:26 و ما يليه. أريد أن نكون لبضع دقائق مع السيد المسيح في جثسيماني. ها قد شاركنا للتو في عشاء الرب. بعدها بساعات قليلة السيد المسيح لا يزال في جثسيماني و ما يحدث له هناك هو على
الاغلب أعظم حرب روحية حدثت او يمكن ان تحدث في نفس الانسان. كان إبليس من دون شك يقترب منه. تتذكرون ما قيل بعد أن جُرب السيد المسيح في البرية, "ثم تركه إبليس حتى الوقت المناسب". متى تظنون يكون هذا الوقت المناسب؟ انه الآن, على ما أعتقد. ولكنه لم يقترب لوحده فقط بل أراهنكم أنه جمع كل الاعضاء الاشد قوة في جيشه الشرير. وللتأكد يمكن أن ترجع الى ما ذكره بولس الرسول في أفسس 6, أن السهام الملتهبة كانت وابل يضرب نفس إبن الله عندما كان راكعاَ يصارع من أجل إيمانه.
.أنظر الى رقم 36:26 , "حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثسيماني, فقال للتلاميذ:" اجلسوا هنا حتى أمضي و أصلي هناك". ثم أخذ معه بطرس و ابني زبدي,و ابتدأ يحزن ويكتئب. فقال لهم:" نفسي حزينة جداَ حتى الموت"
في هذه اللحظة ماذا يحدث هنا, لماذا يسوع مكتئب و حزين؟ متى 27:12 يقول "الآن نفسي قد اضطربت. و ماذا أقول؟: أيها الآب نجني من هذه الساعة؟ ولكن لأجل هذا أتيتُ إلى هذه الساعة". أعتقد أن النص الآن يخبرنا عن طبيعة التجربة. كان إبليس يرمي وابل ناري بعد الاخر الى ذهن يسوع المسيح. ومن هذه الافكار التي كان يقذف بها الى ذهن يسوع هي  : هذا طريق مسدود. الجلجلة ماهي الا فراغ أسود. سيكون ألماَ لم يسبق أن تألمه أي أنسان من قبل, وهؤلاء الاوغاد (البشر) لا يستحقونه,..الخ. كل هذا كان يُقذف به من قلب إبليس الشرير الى ذهن
.إبن الله كان إبليس يريد أن يولد في نفس يسوع المسيح اليأس كي يغرق بدون مقاومة و يستسلم قائلا " هذا غير ممكن, ليس هناك جدوى من الاحتمال". الآن أريد منكم أن تفكروا بهذه الحرب لعدة دقائق و قارنوها مع التلاميذ.

لا تدع قلبك يضطرب

السيد المسيح هو بلا خطيئة. حسب عبرانين15:4 و2كورنثس 20:5 فهو لم يعرف الخطيئة بتاتاَ سواء بالفكر او المشاعر او الاعمال. كان بلا خطيئة. هذا يعني أن الاضطراب النفسي الذي كان يختبره في تلك اللحظة كان استجابة ملائمة لهذه التجربة
الغير عادية التي كان يعانيها. هذه الافكار الشيطانية حول أن الجلجلة هي ثقب أسود و فراغ من غير معنى او هدف هي رهيبة جداَ و يجب أن تسبب أثارة و صدمة في نفس ابن الله و كذلك فيكم وفيّ أنا أيضاَ. التجربة هي كالقنبلة. يرمي بها إبليس على بحر حياتنا الساكن. فأن كانت القنبلة ذرية ففي حال انفجارها ستولد موجة صدمية هائلة تقصف حتى قبل أن تتمكن اشعتها المميتة من شق طريقها الى حياة الناس. ما أود أن أقوله أن حياة السيد المسيح هي
بلا خطيئة وأن الموجة الصدمية للتجربة الشيطانية التي كان سيكون فيها موت أبن الله بلا هدف هي من القوة بحيث أنها دحرجته و ضربته بشدة.
الشيء المدهش في هذا ان كلمة "أنه كان مضطرباً" التي استعملت هنا كذلك استعملت مع التلاميذ. لكن السيد المسيح يقول للتلاميذ, "لا تضطربوا" يوحنا 1:14 " لاتضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي." في يوحنا 27:14 , "سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا". عندما قرأت هذا البارحة قلت لنفسي, "أنتظر لحظة يجب أن أفهم هذا. هل أنا أقول أن أبن الله المعصوم من الخطيئة يمكن أن يضطرب, نفس الكلمة تستعمل, و مع
هذا فهو يقول للتلاميذ لا تضطربوا". كما لو أن إبليس القى نفس هذه القنبلة تماماَ في وسط تجربة السيد المسيح والتلاميذ. كانوا على وشك اليأس لأن المسيح كان راحلا فبدى لهم أنهم سيعودون للصيد. لا توجد هنا مملكة أنه أمر عديم الجدوى. ليس هناك شيء جيد حصل ومن ظننا انه أعز اصدقائنا و ربنا راحل عنا الآن. قال السيد المسيح, "لاتكونوا مضطربين". ولكن
بالرغم من هذا كان هو مضطرباَ.
ما هذا التناقض؟ أيجور للمسيح أن يكون مضطرباً لكن لا يجوز للتلاميذ أن يضطربوا؟ أنا لا أعتقد أن هناك تناقض. وها أنا سأوضح الامرين معاَ. في الجزء المتعلق بالتلاميذ يقول السيد المسيح, "عندما تسقط القنبلة في حياتك و يقوم إبليس بطلاء موجة الصدمة لهذه التجربة بيأس أسود اللون, لا تستسلموا. آمنوا. " بمعنى أخر هو يقول لهم, "قوموا بهجوم مضاد, لا تدعوا قلوبكم تضطرب, هاجموا, آمنوا بالرب وآمنوا بيَ أنا أيضاَ". أنه لا يقول أن موجة الصدمة الاولى التي يمكن أن تسقطك او تقطع رابط حياتك لن تكن هناك. بل هو يقول, "قوموا بهجوم مضاد, آمنوا و خذوا سلامي و تذكروا ما قلت, تحصنوا بكلمة الرب و أنا سأريكم طريق
الحياة." طبعاً فيما يتعلق بالسيد المسيح, لا أحد يعرف أفضل من أبن الله فهو أذ لم يقم على الفور بهجوم مضاد لمقاومة موجات الصدمية للتجربة الشيطانية لإبليس لكان سيقضى عليه. وفي الختام أريد أن نتفحص بأمعان كيف أستجاب السيد المسيح الى نفسه
المضطربة و الى هجمات إبليس على سلامه مع الرب. أنها هنا في هذه الخمس خطوات.

حارب الشك على غرار السيد المسيح

بينما أذكر الخطوات الخمس في متى 37:26 , أريد منكم أن تُثبتوا هذا السؤال في أذهانكم, ماهو الشئ الاكثر تهديداً لهدؤكم. ماهو الذي يسبب اليأس او ازدياد شعور الإحباط . ماهي القنابل التي يقذفها إبليس في معظم الاحيان في حياتكم ؟ و فيما أنا
أذكر الخطوات الخمس التي أتخذها السيد المسيح عندما سقطت القنابل على حياته, أريد منكم في الحال أن تنقلوها الى خبرتكم الشخصية لأنهم على صلة ببعض؟ ها هي الخطوات الخمس.
.1 المسيح أختار بعض الاصدقاء المقربين ليكونوا معه. متى37:26: "ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي, و ابتدأ يحزن و يكتئب". لكنه لم يتراجع بل أخذ معه أعز الاصدقاء واكثرهم ثقة و انسحب جانباً معهم.
.2 كشف لهم عن نفسه. متى28:26: "فقال لهم, نفسي حزينة جداً حتى الموت." َ يمكنني ان أتصورهم حينها و هم يفتحون أفواههم ذهولا عندما أعترف لهم ملكهم بضعفه أمامهم فهو قد كشف لهم عن نفسه.
.3 في حربه الروحية سأل مساعدتهم. متى 38:26 الجزء الثاني:"امكثوا ههنا و أسهروا معي". في نص اخرى يقول "صلوا" وأخر, " لاتسقطوا في التجربة: أمكثوا ههنا و حاربوا معي. حاربوا معي."
.4 في صلاته قدم قلبه للآب. متى 39:26 :"يا أبتاه, إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس." من الممكن أن نصلي كي ترُفع عنا القنبلة التي سقطت في حياتنا. فمهما يرمي إبليس عليك لابأس ان تقول "أرفعها عن يا أبي. أنت اقوى مني"
.5 أخيراً ,وضع السيد المسيح نفسه تحت سيادة حكمة الرب . الجزء الثاني من متى 39:26 يقول "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت". هذه هي العبرة من الدرس. عندما يُسقط إبليس القنابل لهدم سلام حياتنا فأن رد الفعل النفسي للصدمة الموجية الاولى ليست بالضرورة الخطيئة. بل أن الخطيئة هي عدم القيام بما قام به السيد المسيح عندما سقطت عليه القنبلة في بستان جثسمان
.الخطيئة هي الاستسلام الى الاكتئاب. الخطيئة هي في عدم التسلح بدرع الرب و شن الحرب الروحية
.لكن السيد المسيح يرينا طريق اخر. هذا الطريق لا يخلو من الالام ولكنه ليس بسلبي ايضاً. و أنا اريد ان نتبعه في هذا

صورة ذهنية و خطة

في الختام دعوني ألخص هذه النقاط.
ابحث عن أصدقاء موثوقين. من يمكن أن يكونوا؟ من هم المقربين لك جداَ.
.1 أكشف لهم عن نفسك .
.2 أسألهم أن يساندوك و يشنوا الحرب معك, وأن يراقبوا و يصلوا معك.
.3 أسكب نفسك الى الآب السماوي.
.4 في سيادة حكمة الرب استرح, مهما كان الحدث الذي يبرز على سطح حياتك سوف يأتي و يمر. "الله هو صخرة قلبي و نصيبي إلى الدهر."

أن الدرس عن حياة السيد المسيح والمزمور يتمثل بهذه الصورة الرمزية التي سأختم بها, دعوها تبقى في أذهانكم. في أي كهف تكون ؛وأنت تجول فيه وتشعر بالحجر تحت قدميك ومن على المنحدر الشديد تتعثر ويرتطم رأسك, فأعلم؛أنك ما دمت لا تجلس بيأس في هذا الكهف تطفئ شمعة الايمان؛ أن هناك ممر يؤدي الى المجد والى يوم كهذااليوم في السماء مع شمس مشرقة وعشب اخضر ومياه صافية.