الكل بالنعمةبقلم/واحسرتاه! لا أستطيع أن أفعل شيئا
من Gospel Translations Arabic
بعد أن قبل القلب المهتم عقيدة الفداء وتعلّم الحقيقة الكبرى أن الخلاص بالإيمان في الرب يسوع المسيح، يكون غالبا هذه القلب قلقا و متألما بمعنى عدم القدرة باتجاه ما هو صالح. كثيرون يتألمون "لا استطيع أن أفعل شيئا"، مع العلم أنهم لا يتذرّعون و لكنهم يشعرون به كعبء يومي. يودّون لو يستطيعون أن يقول كل واحد منهم "لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد". يبدو هذا الشعور أن يجعل الإنجيل باطل وفارغ، لأنه ما المنفعة من الطعام لإنسان جائع إن كان لا يستطيع أن يحصل عليه؟ ما الفائدة من نهر ماء الحياة إن لا يستطيع أحد أن يشرب منه؟ كلّنا نتذكر قصة الطبيب وإبن المرأة الفقيرة. وعد الطبيب الأم بأن ولدها سيتحسن سريعا تحت العلاج المناسب، لكن من الضروري على الولد أن يشرب بانتظام أفضل النبيذ المعتّق و عليه ايضا أن يمضي فصلا كاملا بقرب إحدى الينابيع المعدنية الألمانية. هذا كله لأرملة بالكاد لديها خبزا لتأكل. والآن، إنها تبدو لبعض القلوب المضطربة أن الانجيل البسيط "أن تؤمن و تعيش" ليس بالنهاية بسيطاً. لأنه يطلب من الخاطىء المسكين أن يعمل ما لا يستطيعه. وللإنسان المتيقّذ حقا و لكن للذي ليس متلمذاً بعد، يوجد حلقة ضائعة. خلاص يسوع بعيد المنال و لكن كيف تصل اليه؟ النفس بدون قوّة لا تعلم ماذا تفعل، على مرأى نظرها مدينة ملجأ الخلاص كنها لا تستطيع أن تدخل بابها.
هل الحاجة الى القوّة ممنوح في خطّة الخلاص؟ نعم، فإن عمل الرب كامل. فإنه يبدأ أين نحن الآن ولا يسأل شيئا عنّا حتى ينتهي. عندما رأى السامري الصالح المسافر مجروحاً و ممدّدا على الأرض بين الحياة و الموت، لم يطلب منه أن يقوم ويأتي اليه أو أن يصعد الى حماره و يقوده الى النزل. لا "لقد أتى اليه السامري حيثما كان" و خدمه و رفعه الى حماره و حمله الى النزل. هكذا يفعل الرب يسوع معنا في حالتنا المتواضعة و المذرية.
لقد رأينا أن الله يبرّر. هو يبرّر الأشرار، و هو يبررهم من خلال الإيمان بواسطة دماء يسوع الغالية. يجب الآن أن نرى حالة هؤلاء الأشرار عندما خلّصهم يسوع. كثير من الناس المتيقظين ليسوا فقط قلقين ومعذّبين بالنسبة الى خطاياهم و لكن ايضا بالنسبة الى ضعفهم الأخلاقي. ليس لديهم ايّة قوّة لكي يهربوا من المستنقع الذي سقطوا به أو أن يبتعدوا عنه لعدة أيام. لم ينوحوا فقط على ما فعلوا، بل على الأشياء التي لا يستطيعوا فعلها. يشعرون بأنفسهم بأنهم بلا قوّة، بدون مساعدة وموتى روحيا. و تبدو غريبة أن تقول بأنهم يشعرون أنهم أموات، و هم كذلك. و هم بتقديرهم لا يستطيعون أن يفعلوا الصلاح. لا يستطيعون أن يمرّوا في الطريق الى السماء لأن عظامهم مكسورة "لا أحد من الناس الأقوياء وجدوا أيديهم" و بالحقيقة هم "بدون قوّة" بفرح قد كتبت وصايا الرب العظيمة عن محبته "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيّن لأجل الفجّار" (رومية 5 : 6).
هنا، نرى شعورنا وإدراكنا بأننا بدون مساعدة إلاّ أنّها قد أسعفت بتدخّل الرب يسوع. إن فشلنا لذريع، لم يكتب "وإذ كنا جزئيا ضعفاء مات المسيح عنّا" أو "عندما كانت لنا قوة ضعيفة"، لكن الوصف كان مجرّدا وغير محدود، "وإذ كنا بدون أي قوّة". لم يكن لدينا أي قوة قد تساعدنا في خلاصنا، لأن كلمات إلهنا كانت صحيحة ومؤكدة، "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا". و أستطيع أن أتخطّى النص وأذكّركم بالحب العظيم الذي أحبّنا به الرب، "حتى عندما كنا أمواتا بالذنوب و الخطايا". أن نكون أمواتا أقوى بكثير بأن نكون بدون قوة. هناك شيء واحد على الخاطىء المسكين الذي بدون قوّة أن يثبّت فكره و لا ينزعه عن رجائه الوحيد الثابت الذي هو التأكيد الإلهي، "في الوقت المحدّد مات المسيح عن الفجّار" آمن بهذا و كل عجز سيختفي كما هو الحال في أسطورة "ميداس" بأنه يحوّل كل الأشياء الى ذهب، هكذا ايضا في الإيمان احقيقي تحوّل كل الأشياء التي يلامسها الى صلاح. إحتياجاتنا و ضعفاتنا تصبح بركات كثيرة عندما يتعامل الإيمان بها.
دعونا نعاين بعض هذه الأشكال من أحتياجات القوة. لكي نبدأ، ربما أحد ما سيقول "أنا لا أبدو أن لديّ قوة" لكي أجمع أفكاري وأثبتهم على هذه المواضيع الوحيدة التي تهتم بخلاصي، صلاة قصيرة هي تقريبا كافية لي. ربما هذا ناتج عن ضعف طبيعي، و جزئيا لأني ضررت نفسي بالانغماس بالملذات و ايضا لأني أهتم كثيرا بإهتمامات أرضية، لذلك لا أستطيع أن أتماشى مع هذه الأفكار العالية التي هي ضروريّة للنفس لكي تخلص". هذا شكل مشترك وعمومي من الخطاة الضعفاء. إسمع لي! أنت بلا قوة في هذه اللحظة، و يوجد كثير مثلك. لا يستطيعون أن يتحملوا مجموعة من الأفكار و المبادىء لكي يخلّصوا أنفسهم، كثير من الرجال و النساء المساكين الذين لم يتعلّموا أو يتدربوا، و هؤلاء قد يجدون أفكار عميقة كي تكون عملا ضخما. البعض الآخر قد يكونوا بسيطين و ساخرين بالطبيعة و الذين لا يتحمّلون مرحلة طويلة من النقاش و التفكير حتى يفقدوها. لا يستطيعوا ابدا أن يصلوا الى ايّة معرفة من أي سر عميق، حتى لو بذلوا كل حياتهم في المحاولة. لذلك، لا يجب عليك أن تيأس، لأن ما هو ضروري للخلاص ليس التفكير المتواصل ولكن الإتكال البسيط على يسوع. تمسك بهذه الحقيقة الواحدة "في الوقت المعيّن مات المسيح عن الفجّار". هذه الحقيقة لن تتطلب منك أي بحث طويل أو تفكير متواصل، أو حجج مبرهنة. هناك تقف: "في الوقت المعيّن مات المسيح عن الفجّار". ثبّت عقلك على ذلك واسترح هناك. إجعل هذه الحقيقة الواحدة العظيمة المجيدة تسكن في روحك حتّى تعطّر كل أفكارك وأن تجعلك تفرح بالرغم أنك بدون قوّة، وأن ترى الرب يسوع قد أصبح قوّتك و ترنيمتك. نعم، لقد أصبح خلاصك. بحسب الكتلب المقدس، أنها حقيقة معلنة أن في الوقت المعين مات المسيح عن الفجّار عندما كانوا بدون قوّة. لقد سمعت هذه الكلمات مئات المرّات و ربما حتى الآن لم تدرك قبلا معانيها. هناك مخلّص يشجعهم، اليس كذلك؟ لم يمت يسوع عن برّنا بل عن خطايانا. لم يأت لكي يخلصنا لأننا كنا نستحق الخلاص، بل لأنا كنا غير مستحقين بالتمام و منكوبين. لم يأت الى الأرض لأي سبب كان لدينا بل فقط من أجل الأسباب التي تنبع من أعماق محبته الالهية. في الوقت المعيّن مات من أجل هؤلاء الذي لا يصفهم بأنهم صالحين، بل غير صالحين وخطاة. وإن كان لديك عقلا صغيرا، ركّز الآن على هذه الحقيقة التي تلائم قدراتك الصغيرة و التي تستطيع أن تفرّح أثقل القلوب. وإجعل هذا النص يسكن في فمك كقطعة حلوى حتى يذوب في قلبك و يطعّم كل افكارك و من ثم سوف لا تهتم كثيرا إن تبعثرت هذه الأفكار كأوراق الخريف. الأشخاص الذي لم يتألقّوا في العلوم ولم يظهروا أي إبداع في الفكر، كان عندهم قدرة رغم ذلك أن يقبلوا عقيدة الصليب وأن يخلصوا. و لماذا لا تقدر أنت؟
أسمع إنسانا آخر يصرخ، "آه يا سيدي، إن إحتياجي للقوة تتمحور حول أنني لا استطيع التوبة بالكامل!" الناس لديهم أفكار غريبة حول التوبة! كثيرون يتوهّمون أنّه يجب أن تذرف دموع كثيرة، وتأوهات كثيرة يجب أن نطللق و تحمّل كثر من القنوط. من أين تأتي هذه النظريات الغير منطقية؟ عدم الايمان واليأس هما خطيتان ولذلك لا أرى كيف يكونان من عناصر التوبة المقبولة، مع العلم أن كثيرين يعتبروا هذه الأفكار الغريبة كأجزاء ضرورية للإختبار المسيحي الحقيقي. هم على خطء جسيم. رغم ذلك، أنا اعرف ما يعنون، لأنني كنت أشعر بنفس الطريقة في ايامي المظلمة. كنت ارغب بالتوبة و لكنني فكرت بأنني لا أستطيعها كل تلك المدّة. قد تبدو غريبة لكنني شعرت وقتها أنني لا أستطيع الشعور. كنت أذهب اى زاوية الغرفة و أبكي لأنني لم استطع البكاء وكان يراودني شعور بالأسف و المرارة لأنني لم أستطع الحزن على الخطيّة. ما هذا الإختلاط و نحن في حالة عدم الإيمان تبدأ بالحكم على وضعنا! إنها تبدو كرجل ضرير ينظر الى عينيه، لقد ذاب قلبي فيّ من الخوف لأنني ظننت حينها أن قلبي كان قاسيا كالصخر. لقد إنكسر قلبي عندما ظننت بأنه لن ينكسر. والآن ارى بأنني كنت أظهر الشيء الذي اعتقدته بأننني لا أملكه، ولكن عندها عرفت اين أقف.
والآن استطيع أن أساعد غيري على الضوء الذي اتمتع الآن يه. و بسرور أقول كلمة قد تقصّر وقت الارتباك. قد أقول كلمات واضحة قليلة وأصلي "للمعزي" كي يطبّق هذه الكلمات للقلب. تذكّر أن الرجل الذي يتوب بصدق لن يكون راضيا بتوبته. نحن لا نستطيع أن نتوب بأكثر كمالا من ما نستطيع أن نحياه بكمال. مهما كانت دموعنا نقيّة، سيبقى دائما فيهم بعض الفساد، و سيبقى هناك شيئا لكي تتوب عليه حتى في أفضل توبتنا. لكن اسمع، أن تتوب هو أن تغير فكرك عن الخطيّة وعن يسوع وعن كل الأمور العظيمة لله. يوجد أسف متضمن في ذلك، كن الفكرة الأساسية هي نقطة تحول القلب من الخطية الى المسيح. إن حصل هذا التغير فيكون لديك جوهر التوبة الحقيقية حتى لو أن ليس هناك من قنوط أو يأس يغطي ظلاله على فكرك.
إن كنت لا تستطيع أن تتوب كما تودّ، ستساعدك كثيرا إن آمنت بحزم "في الوقت المعيّن مات المسيح من أجل الفجّار". فكّر في هذا دائما ومتواصلا. كيف تستطيع أن تكمل بكونك قاسي القلب وأنت تعرف جيدا أن بحسب محبته الفائقة "مات المسيح من أجل الفجّار" دعني أقنعك لكي تفكر بينك و بين نفسك هكذا: شرير انا، مع أن هذا القلب الفولاذي لن يلين، مع أنني قرعت عبثا على صدري، لكنه قد مات عن شخص مثلي فاجر. لذلك سأصدّق ذلك و سأشعر بالقوة بقلبي القاسي! إمحو أي فكر منك واجلس متأملا بعمق بهذا الإظهار اللامع للمحبة الغير متوقّعة والتي ليس لها نظير "مات المسيح من أجل الفجّار". إقرأ على التوالي بانتباه قصة موت المسيح كما تجدها في الأناجيل الأربعة وأنظر إن كان هناك شيئا قد يذيب قلبك العنيد، فيكون نظرة من آلام يسوع، مع العلم انه قد تألم كل هذا لأجل أعدائه.
يكون الصليب بكل تأكيد، العمل العظيم للعصا التي تستطيع أن تخرج المياه من الصخرة. إن فهمت المعنى الكامل للتضحية الإلهية ليسوع، فعليك أن تتوب وأن لا تعارض من هو مليء بالمحبة. إنّه مكتوب "فينظرون الى الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره." التوبة لن تجعلك ترى المسيح، لكن لكي ترى المسيح فإنه يعطيك توبة. لن تحصل على المسيح من التوبة، لكن يجب أن تبحث عن التوبة في المسيح. عندما يحوّلنا الروح القدس الى المسيح فهذا يعني بأنه حوّلنا عن الخطية. أنظر بعيدا إذا، من النتيجة الى السبب، من توبتك أنت الى الرب يسوع، الذي رفّع عاليا لكي يعطي التوبة.
لقد سمعت أحدهم يقول "أنا أتعذّب بأفكار رهيبة. أينما أذهب تتسلّل الي تجاديف. و غالبا في عملي أقتراحات مرعبة تؤثر فيّ و حتى وأنا نائم، أجفل مستيقظا من نومي سامعا همسات الشيطان. لا أستطيع أن أهرب من هذه التجربة المريعة".
يا صديقي أنا أفهم عليك جيدا لأنه قد اصطادني هذا الذئب من قبل. يأمل إنسان ما أن يحارب سرب من الذباب بسيف لكي يضبط أفكاره حينما يهاجم من الشيطان. نفس مسكينة مجرّبة تهاجم بإقتراحات شيطانية تشبه مسافر قد قرأت عنه، هاجمه سرب من النحل المغتاظ. لم يستطع أن يبعدهم أو يهرب منهم. لقد لدغوه في كل الأمكنة و هددوا بفقدان حياته. فأنا لا أتعجّب إن كنت تشعر بفقدان القوّة لكي توقف هذه الأفكار الشنيعة و البغيضة التي يسكبها الشيطان في نفسك، و لكن الآن أريد أن اذكّرك بهذه الآية: "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيّن لأجل الفجّار". يعلم يسوع اين كنا وأين سنكون، لقد رأى بأننا لا نستطيع أن نتغلب على رئيس سلطان الهواء، وأننا سنكون مشوشين كثيرا منه و رغم ذلك عندما رآنا في هذه الحالة، مات المسيح عن الفجّار. الق مرساة ايمانك على هذه الحقيقة. حتى الشيطان نفسه لا يستطيع أن يخبرك بأنك شريرا، لذلك آمن بأن يسوع قد مات لأجل الذين مثلك. تذكّر طريقة مارتن لوثر في قطع رأس الشيطان بسيفه. قال الشيطان لمارتن لوثر "أنت خاطىء" "نعم" جاوبه "المسيح مات ليخلّص الخطاة" و هكذا ضربه بسيفه. إختبىء في هذا الملجأ و ابقى هناك: "في الوقت المعيّن مات المسيح لأجل الفجّار". إن ثبتّ في هذه الحقيقة، فإن افكارك العظيمة التي ليست لك القوة بدحرها سوف تختفي بنفسها، لأن الشيطان سيرى بأنه يضرب الهواء بازعاجك بهذه الأفكار. هذه الأفكار، إن كرهتها، فإنها ليست منك لأنها إبر من الشيطان. إن ناضلت ضدهم، فلن يكونوا فيما بعد منك كالشتائم والأكاذيب التي تسمعها من المشاغبين في الطرقات. إن هدف هذه الأفكار هي كي يقودك الشيطان الى اليأس، أو على الأقل أن يردعك من الوثوق بيسوع. إن المرأة المسكينة نازفة الدم لم تستطع أن تأتي الى يسوع بسبب الحشد وأنت ربما تشبه حالتها بسبب الوقت وحشد هذه الأفكار المروعة. رغم ذلك مدّت يدها و لمست ثوبه وشفيت. فافعل أنت ايضا.
مات يسوع عن الخطاة "كل أنواع الخطايا والتجاديف"، و لذلك أنا متأكد بأنه لن يرفض اولائك الذين أسروا بغير إرادتهم من أفكارهم الشريرة. الق بنفسك عليه، افكارك و كل ما لديك وأنظر إن لم يكن عظيما بخلاصه، هو يستطيع أن يوقف هذه الهمسات المريعة للشيطان او يستطيع أن يمكّنك لكي ترى هذه الأفكار على حقيقتها لكي لا تضطرب بها فيما بعد. بطريقته الخاصة سوف يخلّصك و يعطيك أخيرا سلامه الكامل. ثثق به فقط لهذا و لكل شيء آخر. إنّها شكل مربك و حزين لعدم القدرة وطلب القوّة للإيمان.
لسنا غرباء عن هذه الصرخة:
يا ليتني أستطيع أن أؤمن
ومن ثمّ الكل يصبح سهلا
أنا أريد لكن لا استطيع
خلّصني يا رب، معونتي يجب
أن تأتي من لدنك
كثيرون يبقون في الظلام لسنين لأن ليس لديهم قوّة، كما يقولون لكي يستسلموا من كل القوى حتى من الراحة التي يعطيها الرب يسوع. في الحقيقة إنّه لأمر غريب هذا الايمان لأن الناس لا يحظون بالمساعدة عندما يحاولون أن يؤمنوا . لأن الإيمان لا يأتي بالمحاولة. إن أراد إنسان أن يدلي بتصريح ما لشيء قد حصل له في هذا اليوم، فلا يجب عليّ أن اقول له بأنني سأحاول تصديقه. لأنه إن آمنت بمصداقية هذا الرجل الذي خبّرني هذه الحادثة و شهد بأنه رآها فيجب عليّ أن اؤمن فورا بما أخبرني. وإن لم أثق بمصداقيته فلن أصدّقه، ولكن لن يكون هناك من محاولة لتصديقه. والآن عندما يعلن الله خلاصه بالمسيح يسوع، فيجب عليّ إما تصديقه في الحال أو اعتباره كاذب. و بالطبع لن تتردد بسلوك الطريق الصحيح لأن شهادة الله يجب أن تكون صحيحة و للحال يجب أن نصدّق يسوع. و لكن من المحتمل انك قد تحاول الايمان كثيرا.
أنا الآن فلا تنظر الى أمور عظيمة، كن مكتفياً بأن لديك ايماناً يستطيع أن يمسك بيده هذه الحقيقة الواحدة. "إذ كنّا بعد ضعفاء مات المسيح في الوقت المعيّن لأجل الفجّار" لقد بذل حياته من أجل الإنسان رغم أنهم لم يؤمنوا به ولم يكونوا قادرين على الإيمان به. لقد مات من أجل الإنسان، ليس لأجل المؤمنين بل من أجل الخطاة. لقد أتى لكي يجعل هؤلاء الخطاة مؤمنين و قديسين، ولكن حين مات من أجلهم رآهم بدون أيّة قوّة. إن تمسّكت بهذه الحقيقة أن المسيح مات من أجل الفجّار وآمنت بها فإن ايمانك سيخلصك و سوف تذهب بسلام. إن سلمت نفسك ليسوع الذي مات من أجل الفجّار مع أنّه لا تستطيع ا، تؤمن بكل الأشياء، و لا تستطيع أن تنقل الجبال ولا أن تعمل أي أعمال عظيمة، لكنك ستخلص. ليس ايماناً كبيراً ولكن ايماناً حقيقياً يخلّص وهذا الخلاص لا يعتمد على الإيمان بل على المسيح الذي فيه ايماننا. الإيمان كحبة الخردل سوف تجلب الخلاص. ليس مقياس الايمان ولكن إخلاص هذا الايمان هو الذي يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار. بالطبع يستطيع إنسان أن يؤمن بما يعرف بأنه صحيحاً وكما تعلم أن يسوع له مصداقية تستطيع أنت يا صديقي أن تؤمن به. الصليب الذي هو موضوع الإيمان هو ايضاً بواسطة قوّة الروح القدس سببّه. إجلس وتأمل بموت المخلّص حتى ينبع من قلبك ينابيع الايمان فجأة. ليس هناك من مكان آخر كالجلجثة لكي تخلق هذه الثقة. إن هواء هذه التلّة المقدسة يجلب الشفاء و الصحة للإيمان المتقلّب. كثيرون من راقبوا هذه التلّة قالوا:
"عندما رأيتك مجروح ومتألم مقطوع النفس على تلك الشجرة المنبوذة شعرت يا رب بقلبي يؤمن بأن آلامك تلك هي من أجلي".
"واحسرتاه"! صرخ أحدهم، "حاجتي الى القوة من ناحية التوقف عن الخطيّة وأنا أعرف جليّاً بأنني لا أستطيع الذهاب الى السماء وأحمل خطاياه معي". أنا مسرور بأنك تعرف هذا، لأنّه صحيح. يجب أن تنفصل عن خطيّتك وإلاّ لا تستطيع أن تتحد بالمسيح. تذكّر السؤال الذي لمع في ذهن "بنيان" الشاب عندما كان يتربّص نهار الأحد "هل ستبقى بخطاياك و تذهب الى الجحيم أو ستترك خطاياك لتذهب الى السماء؟" هذا ما أتى به الى نهاية مسدودة. هذا السؤال الذي على كل رجل أن يجاوبه، لأنه ليس من الممكن الاستمرار في الخطية و الذهاب الى السماء. هذا لا يمكن، إما تنقطع عن الخطيّة أو تقطع الرجاء. هل تجاوب، "نعم أنا أريد بالتمام، الإرادة حاضرة عندي و لكن كيف أفعل هذا الذي اريده. الخطية تسيطر عليّ و انا ليس عندي قوة." تعال إذا، إن كان ليس لديك قوة، فهذا النص يبقى صحيحا "إذا كنّا بعد ضعفاء مات المسيح في الوقت المعيّن لأجل الفجّار". هل تستطيع أن تؤمن بهذا؟ مع العلم أن امور أخرى تبدو بانها تناقضه، هل تؤمن بهذا؟ الله الذي قال هذا و هو حقيقة لذلك تمسك به مثل تمسك الموت المريع، لأن أملك الوحيد يقع هنا. آمن بذلك و ثق بيسوع و سوف تجد سؤيعا القوة التي تدحض خطيتك، لأن بعيدا عنه سوف تمسك بالرجل المسلّح القوي و تكون له عبدا مكبلا و للأبد. أنا شخصيا، لم استطع التغلب على خطاياي، حاولت و فشلت. كانت ميولي السيئة كثيرة عليّ حتى آمنت أن المسيح قد مات عني فطرحت بنفسي المذنبة عليه و من ثم إستلمت معتقد الإنتصار الذي فيه تغلبت على نفسي الخاطئة. إن عقيدة الصليب تستخدم لدحض الخطية، كما يستخدم المحاربون القدماء سيفهم الثقيل لقتل أعدائهم. لا يوجد مثل الإيمان في حياة الخاطىء للتغلب على كل شر. إن مات المسيح من أجلي و أنا شرير و بدون قوّة ما فلا أستطيع أن أعيش في الخطية بعد الآن و لكن يجب أن أنهض نفسي لمحبة و خدمة من فداني. لا أستطيع أن أسخر مع الشر الذي فتك مع أعزّ أصدقائي. يجب أن أتقدس من أجل إسمه. كيف اقدر أن أعيش في الخطية و هو قد مات لكي يخلصني منها؟ أنظر ما اعظم هذه المساعدة لك و بدون قوّتك أن تعرف و تؤمن أن في الوقت المعيّن مات المسيح من أجل الخطاة الذي أنت منهم. هل فهمت الفكرة الآن؟ إنها تبدو نوعا ما صعبة لأذهاننا المظلمة و الغير مؤمنة أن ترى جوهر الإنجيل. كنت أعتقد منذ زمن و أنا أعظ بأني قد فسّرت الإنجيل بوضوح تام و من ثم أدركت انه حتى المستمعين الأذكياء قد فشلوا في فهم ما عني ب "إلتفتوا اليّ و اخلصوا". يقول عادة المؤمنين الجدد بأنهم لم يعرفوا الإنجيل حتى اليوم المحدد هذا و ذاك، مع أنهم يكونوا قد سمعوه لسنين طويلة. الإنجيل غير معروف، ليس من قلّة الشرح و لكن بسبب غياب الإعلان الشخصي. هذا ما يقدّمه الروح القدس و يعطيه للذين يسألونه. و حينما يعطى تكشف مجمل الحقائق و تتلخص بهذه الكلمات: "المسيح مات من أجل الفجّار". أنا أسمع شخصا آخر ينوح على نفسه و يقول: "آه يا سيدي، إن ضعفي هو أنني لا أثبت طويلا على رأي! أسمع كلمة الرب في نهار الأحد واتأثر بها لكن في وسط الأسبوع التقي مع الصحبة السيئين و يتبخّر كل شعوري السابق الحسن. لا يؤمن اصحابي الذين يشتغلون معي بشيء و يقولون أمور فظيعة و لا اعرف كيف اجاوبهم و أجد نفسي مهزوما".
أنا أعرف جيدا البلاستيك الطري و أنا أرتجف مثله ولكن بنفس الوقت إن كان الشخص مخلصا فإن ضعفه سيكمل بواسطة النعمة الإلهية. فالروح القدس يستطيع أن يطرد روح الخوف من الانسان. هو يستطيع أن يحول الجبان الى شجاع. تذكر يا صديقي المتردد المسكين. لا يجب عليك أن تبقى في هذه الحالة. لا يجب عليك ابدا أن تكون عاديا و مجحفا بحق نفسك. قف جالسا و أنظر الى نفسك إن كنت ابدا تريد أن تكون مثل الضفدع تحت المسحاة، تخاف على روحك من أن تتحرك أو تقف جالسا. فليكن لك رأي خاص بك. هذه ليست فقط مسألة روحية لكنها تتضمّن شجاعة عادية. أنا اقدر أن افعل أمور كثيرة لأرضي أصدقائي، ولكن أن أذهب الى الجحيم لإرضائهم فهذا ما لن أغامر به. قد يكون حسنا جدا أن أفعل هذه و تلك لأجل الصحبة الجيدة، و لكن لن أفعل لأخسر صداقتي مع الله لكي احافظ على علاقات جيدة مع الناس. "أنا أعرف ذلك" يقول هذا الشخص "لكن حتى وإن كنت أعرف ذلك، لا أستطيع أن أستجمع شجاعتي، لا أستطيع الوقوف سريعا. حسنا، وايضاً عندي لك نفس المقطع: "إذ كنا بعد ضعفاء مات المسيح في الوقت المعيّن لأجل الفجّار". إن كان بطرس الرسول هنا لقال، "مات يسوع من أجلي حتى و أنا كنت إنسانا ضعيفا و مسكينا عندما جعلتني خادمة أخطىء و أكذب وأن أحلف بأنني لم أعرف الرب ابدا". نعم مات يسوع من اجل اولئك الذين تركوه و هجروه. تشبث جيدا في هذه الحقيقة. "المسيح قد مات من اجل الخطاة بينما كانوا ضعفاء و بدون قوّة". هذا هو طريقك لتخرج من حالة الجبن هذه. إحصل على هذا العمل داخل نفسك. "المسيح مات من أجلي" و أنت سريعا ستكون جاهزا لكي تموت عنه. صدّق بأنّه قد تألم بدلا عنك و قدّم لك كفارة كاملة، حقيقية و مرضيّة. إن آمنت بهذه الحقيقة سوف تشعر بقوة، "لا أستطيع أن أخجل به من مات بدلا عني". إقتناع كامل بأن هذه الفكرة حقيقة سوف تدفعك لكي يكون لك شجاعة باسلة. أنظر الى القديسين في عصر الشهداء. في الأيام الأولى للمسيحية، عندما كانت هذه الأفكار العظيمة عن محبة المسيح المتفوّقة تنتشر بكامل نضارتها في الكنيسة، لم يكن الناس فقط مستعدين للموت بل زاد طموحهم لكي يتألموا و قدموا مئات منهم أنفسهم لكي يدانوا عند كرسي الحاكم باعترافهم بأن يسوع هو المسيح. أنا لم أقل أنهم كانوا حكماء حينما حكموا عليهم بالموت الوحشي. لكن هذا يبرهن نقطتي، أن شعور من الحب ليسوع يرفع الفكر أعلى من كل خوف مما يستطيع أن يفعله الانسان.
لماذا لا تنتج التأثير نفسه عليك؟ و أن تلهمك الآن بأخذ القرار بالإسراع الى الجانب الإلهي و أن تكون من أتباعه و الى الأبد!
يا ليت الروح القدس يساعدنا بأن نقترب هكذا منه بواسطة الإيمان في الرب يسوع، وسوف يكون حسنا!