الحب الغزير

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة R.C. Sproul
فهرس الكاتب
أكثر حول محبة الله
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Abundant Love

© Ligonier Ministries

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة R.C. Sproul حول محبة الله
جزء من سلسلة Article س

ترجمة من قبل Amy Elias

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


حب الرضا
في السيرة الذاتية الضخمة لجانثن ادوارد, يستشهد جورج مارسدن بفقرة من قصة ادوارد الشخصية: "منذ ان جئت الى هذه المدينة(نورثهامبتون), وانا غالباً ما ينتابني شعور جميل بالرضا في الله, في رؤية كماله الممجد في حضرة السيد المسيح. ترائى لي الله بشكل كائن جليل و محبوب لقداسته في المقام الاول. قداسة الله بدت لي دوماً الاكثر روعة من بين كل صفاته.
لو انتبهنا الى لغة ادوارد واختياره للكلمات لوصف سروره وشدة ابتهاجه في مجد الله, نلاحظ تأكيده على عذوبة وجمال وتفوق الله . يصف أستمتاعه "بحلاوة الرضا " في الله. ماذا يعني بهذا؟ اليس مصطلح الرضا الذاتي يصف نوع من الاعتداد بالنفس والمجد المكتسب عن طريق نبوغ في شئ ما, او نوع من القصور الذاتي البليد الذي يصاحب نوع سطحي من الارضاء او الاقتناع.؟ لربما. نلاحظ هنا مثال حي عن كيفية تغيير الكلمات في بعض الاحيان معناها الوارد.
ما عنى به ادوارد "بحلاوة الرضا" ليس له اي علاقة باعتداد النفس المعاصر. بالاحرى له علاقة بالاحساس بالسرور. هذه "السعادة" لاتفهم على انها لذة او متعة تامة, او شهوة جسدية, بل بالاحرى بهجة تملئ الروح بسرور ورضا ساميين.
تعقب جذور معنى كلمة الرضا الذاتي في معجم اوكسفورد الانجليزي(مجلد 3), يعطي بادئة الكلمة معنى " حقيقة او حالة السرورمع شخص او شئ؛ السرور الهادئ اوالرضا في شئ او شخص ما." المراجع المستشهدة لهذا الاستخدام هي جان ملتن, رجارد باكستر, ي. ميسن. يورد ميسن, "الله لا يقبل رضا غير حقيقي في اياً كان ألا في هؤلاء الذين مثله".
انا أعمل على أستخدام الانجليزية القديمة لكلمة رضا لانها كانت تستعمل بطريقة جوهرية في لغة التاريخ واللاهوت الارثدوكسي. عندما نتحدث عن حب الله, نحن نميز بين ثلاثة انواع من هذا الحب- الميل لحب عمل الخير, حب الاحسان, وحب الرضا. السبب في هذ التمييز هو لتبيين الانواع المختلفة لمحبة الله للناس جميعاً, بنفس المعنى, الطريقة الخاصة التي أحب فيها شعبه, الأفتداء.


الميل لحب عمل الخير
النزعة لعمل الخير مشتقة من البادئة اللاتينية التي تعني "حسن" او "جيد", وهي الجذر لكلمة ارادة او مشيئة. المخلوقات التي تمارس قدرة او قوة الارادة بصنع خياراتهم يسمون مخلوقات أرادية او أختيارية. مع ان الله ليس بمخلوق, لكن هو موجود أرادي لان له كذلك قدرة ألارادة.
نحن كلنا على دراية بوصف لوقا عن ميلاد المسيح الذي ظهر فيه جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: "المجد لله في الأعالي . وعلى الارض السلام , وفي الناس المسرة"
(لوقا2: 8-14). هناك البعض يتجادل بان البركة في هذا القول هي معطاة الى أناس في حالة رضا ومودة. نزعة حب عمل الخير هي ميزة اللطف والمودة نحو الاخرين. العهد الجديد مفعم بمصادر عن وداد الله ومشيئته الجيدة نحو البشرية حتى في حالة انحلالنا و سقوطنا. مع ان الشيطان ذو جوهر مؤذ (يضمر نزعة شريرة نحو الله والبشر), ليس من السليم ابداً ان يقال انه من الله لهذا هو مضغن. ليس في نقاء الله بغض, ولا خبث في اعماله. الله لا" يُسر"في موت الشرير- على الرغم من تشريعه لها. حسابه او حكمه ضد الشيطان متأصل في استقامته, وليس لنوع من الخبث المشوه في شخصيته. كالحاكم الدنيوي الذي يبكي عندما يرسل المذنب للعقاب, الله يبتهج في العدالة لكن لا يغتبط بألم هؤلاء المعاقبين بالعدالة.
حب عمل الخير, او الارادة الجيدة تشمل كل الناس بدون استثناء. الله مُحب,وهذا المفهوم يشمل الملعونين كذلك.

حب الاحسان
هذا النوع من الحب, حب الاحسان, مرتبط ارتباط وثيق بالميل لحب عمل الخير. الفرق بين حب الاحسان والميل لحب عمل الخير هو كالفرق بين الرغبة  والفعل. لربما اشعر بميل حسن باتجاه شخص ما, لكن ارادتي تبقى مبهمة حتى اظهرها بفعل ما. نحن غالباً ما نرافق الاحسان بافعال العطف و الاعمال الخيرية. من الملاحظ هنا ان كلمة "الاعمال الخيرية" غالباً ما تستعمل كمرادف لكلمة حب. في مفهوم حب الاحسان, فعل الرحمة والعطف هم افعال حب لمحبة الاحسان.
أكد السيد المسيح على هذا الجانب من حب الله في التعاليم التي هي بخصوص هؤلاء المنتفعين من الرحمة الالهية: "سمعتم انه قيل, تحب قريبك و تبغض عدوك. واما انا فاقول لكم: احبوا أعداءكم. باركوا لاعينكم. أحسنوا إلى مُبغضيكم, وصلوا لأجل ألذين يُسيئون إليكم ويطردونكم, لكي تكونوا أبناء أبيكم ألذي في السماوات, فإنه يشرق شمسهُ على الأشرار والصالحين, ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنه إن أحببتم ألذين يُحبونكم, فأي أجرلكم؟" (متى 5: 43).
في هذه الفقرة, السيد المسيح يأمر بممارسة الحب نحو عدو الانسان. لاحظ ان هذا الحب لايُعرّف بلغة الحرارة او الغموض اوالمشاعر المتفائلة لكن بلغة التصرف. الحب في هذا السياق هو أكثر الى الفعل منه الى أسم. أن نحب اعداءنا هو ان تكون محبتنا متجهة نحوهم. هذا يتضمن فعل الخير نحوهم.
في هذا الخصوص, الحب الذي سنظهره هو انعكاس لحب الله نحو أعداءه. الى هؤلاء الذين يكرهوه ويلعنوه, الله يظهر حب الاحسان لهم ايضاً. ميل الله لحب عمل الخير(الارادة الجيدة) جلي في حبه لعمل الاحسان (افعال الشفقة والرحمة). شمسه و مطره معطاة بالمساواة الى المستقيم والغير مستقيم.

بناء على ذلك, نرى شمولية حب الله في ميله لعمل الخير و حبه للاحسان تمتد لتتضمن البشرية جمعاء.
لكن هناك فرق كبير بين هذه الانواع من الحب و حب رضا الله. حب الرضا عند الله ليس شامل او غير مشروط. لللأسف,هذه الميزة المبجلة, في ايامنا هذه, لهذا النوع من الحب الالهي مرفوضة بأستمرار او مستترة بلحاف ذو طابع تعميمي لحب الله. ان نعلن للناس من دون تحيز ان الله يحبهم "من غيرشرط او قيد" (من غير تمييز حذر بين الانواع الخاصة للحب الالهي) هو تعزيز شعور الامان الزائف الخطر في اذان سامعيه.
حب رضا الله هو بهجة خاصة وسرور ينالها الله اولا وقبل كل شئ في ابنه الوحيد. انه المسيح الذي هو حبيب الله, الأسمى؛ انه الأبن الذي به "سُرت نفسُ" الآب.
بالتبني (الاقرار) في المسيح, كل مؤمن يتقاسم هذا الحب الالهي في الرضا. انه الحب الذي تمتع به يعقوب, وليس عيسو. هذا الحب محفوظ ليُسترد الى الذين يبتهج بهم الله- ليس لان هناك اي شئ حسن او سارمتوارث فينا- بل لاننا متحدين جدأً بالمسيح, حبيب الله, لذا فالحب الذي عند الآب للأبن ينسكب فوقنا ليغمرنا. حب الله لنا سار وجميل له- ولنا- كذلك كما يفهمه جيداً جونثن ادوارد .