المسيح تألم و مات كي يخلصنا من الشرير الحاضر
من Gospel Translations Arabic
بواسطة John Piper
حول موت المسيح
جزء من سلسلة Taste & See س
ترجمة من قبل Amy Elias
يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).
غلاطية 4:1
[فَهُو]َ الَّذِي قَدَّمَ نَفسَهُ لِكَي يَرفَعَ عَنّا خَطايانا، وَيُحَرِّرَنا مِنْ هَذا العالَمِ الشِّرِّيرِ الَّذِي نَعِيشُ فِيهِ. وَذَلِكَ بِحَسَبِ إرادَةِ اللهِ أبِينا.
حتى يحين وقت موتنا او وقت عودة السيد المسيح لتأسيس مملكته نكون نعيش في " عالم الحاضر الشرير" لذلك عندما يذكر الآنجيل بأن السيد المسيح بذل نفسه من أجل أن "يخلصنا من زمن الحاضر الشرير " لايعني أنه سيأخذنا خارج هذا العالم بل يعني أنه سيخلصنا من سلطة الشريرالموجودة في العالم. هكذا صلى السيد المسيح من أجلنا "لا أطلُبُ أنْ تَأخُذَهُمْ مِنَ العالَمِ، بَلْ أنْ تَحفَظْهُمْ سالِمِيْنَ مِنَ الشِّرِّيْرِ"(يو15:17).
السبب الذي جعل السيد المسيح يصلي من أجل نجاتنا من "الشرير" لأن في " هذا الزمن الحاضر الشرير" أُعطي إبليس الحرية كي يخدع و يدمر. يقول الآنجيل " العالَمُ بِأسرِهِ تَحتَ سَيطَرَةِ الشِّرِّيْرِ " (1يو 5: 19). هذا "الشرير" يسمى"إله هذا العالم" وهدفه الأساسي هو أن يُعمي الناس عن الحقيقة. "فَقَدْ أعمَى إلَهُ هَذا العالَمِ أذهانَ غَيرِ المُؤمِنِينَ لِئَلّا يَرَوا نُورَ هَذِهِ البِشارَةِ عَنْ مَجدِ المَسِيحِ" (2كو 4:4).
حتى نستفيق من حالة ظلامنا الروحي سنكون مستمرين بالعيش بتزامن مع " زمن الحاضر الشرير" وسيادته. "سَلَكْتُمْ فِيها فِي الماضِي حينَ كُنتُمْ تَتَّبِعُونَ طُرُقَ العالَمِ الشِّرِّيرَةِ، وَرَئِيسَ القُوّاتِ الرُّوحِيَّةِ فِي الهَواءِ، الرُّوحَ الَّذِي يَعمَلُ الآنَ فِي الَّذِينَ لا يُرِيدُونَ أنْ يُطِيعُوا اللهَ " (اف 2:2). حتى من دون دراية نحن خدام وضيعين لإبليس. ما قد يبدو لك حرية ما هو الا استعباد. الآنجيل يتكلم بصراحة عن صرعات ومتعات وادمانات القرن الواحد والعشرون" يَعِدُونَهُمْ بِالحُرِّيَّةِ، بَيْنَما هُمْ بِكامِلِهِمْ عَبِيْدٌ لِلفَسادِ. فَالإنسانُ مُستَعبَدٌ لِما يَسودُ عَليهِ" (2بط 2 :19).
هذه الصرخات الطنانة من اجل الحرية يقول عنهاالآنجيل: " فَلا تَتَشَبَّهُوا فِيما بَعْدُ بِأهلِ هَذِهِ الدُّنيا. بَلْ لِيُغَيِّرْكُمُ اللهُ فَيُجَدِّدَ فِكرَكُمْ" (رو12 :2). بعبارة أخرى كونوا احرار لا تنخدعوا بمعلمين هذا العصر الروحيين . اذ كانوا اليوم هنا غداً هم ميتون. بدع وصرعات استعبادية واحدة تلو الاخرى. ثلاثون سنة من اليوم لن يكون الوشم دلالة على الحرية بل تذكير مستمر بالرضوخ لا يمكن ازالته .
حكمة هذا العالم هي حماقة في منظور الابدية. فما هي أذن حكمة الله في هذا العصر؟" فَلا تَخدَعُوا أنفُسَكُمْ. إنْ كانَ بَينَكُمْ مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ حَكِيمٌ حَسَبَ مَقايِيسِ هَذا العالَمِ، فَلْيَصِرْ ‹أحمَقَ› لِكَي يَكُونَ حَكِيماً فَحِكمَةُ هَذا العالَمِ حَماقَةٌ فِي نَظَرِ اللهِ...... فَبِشارَةُ الصَّلِيبِ حَماقَةٌ فِي نَظَرِ الهالِكِينَ" ( 1كور 3:18 ) (1كور 1:18) فما هي اذا حكمة الله في هذا الزمن ؟ هي تحرير عظيم مُنال بموت السيد المسيح. يقول اتباع السيد المسيح الاوليون " أمّا نَحنُ فَنُبَشِّرُ بِالمَسِيحِ مَصلُوباً..... الَّذِي هُوَ قُوَّةُ اللهِ وَحِكمَتُهُ (1كو 1:23).
السيد المسيح في طريقه الى الصلب حرر ملايين المأسورين و كشف حيل ابليس و كسر قوته. وهذا ما عنى به في عشية يوم الصلب عندما قال " الآنَ سَيُطْرَدُ حاكِمُ هَذا العالَمِ خارِجاً" (يو 12:13). لا تتبعوا العدو المهزوم. اتبعوا المسيح فتبعيته باهظة الثمن. سوف تكونون منفيين في هذا الزمن لكن ستكونون احرارا.