كل الكتاب/الفصل الثالث عشر: هل أستطيع أن أؤمن؟

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الخلاص
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Advice For Seekers/May I Believe?

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الخلاص
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).


أنت تعلم من هو يسوع، وأنت تؤمن أنّه هو ابن الله، وهو مخلّص البشر. أنت تثق أنّه قادر أن يخلّص إلى التّمام من يتقدّم به إلى الله. أنت لا تملك أي شكٍ حول الحقائق الأبديّة التي تشمل ألوهيّته، وولادته، وحياته، وموته، وقيامته و مجيئه الثاني. إنّ شكّك كامن فيك شخصيّاً – "هل أنا أملك جزءاً من هذا الخلاص!". أنت تدرك تماماً أنّ الإيمان بيسوع ممكن أن يخلّص أيّاً كان – وأن يخلّصك أنت إن آمنت. كما أنّك لا تشكّ بمبدأ التبرير بالإيمان. لقد تعلّمته، وتقبّلته كمسألة لا تحتمل النّقاش، أنّ من يؤمن بالله فله الحياة الأبديّة، ومن يأتي إليه يحصل عليها؛ وتعلم أنّ من يُقبل إلى المسيح لا يخرجه خارجاً أبداً. أنت تعلم العلاج وتؤمن بفعاليّته؛ ثمّ يأتي الشّك – هل أستطيع أن أشفى بواسطته؟ خلف اعتقاداتك وإيمانك، يأتيك فكر كئيب: هل أستطيع أن أؤمن؟ أأستطيع ان أثق؟ أنا أرى الباب مفتوحاً وكثيرون يدخلونه. فهل أستطيع؟ أرى أنّ هناك تطهيراً لأسوأ الخطايا في ذلك الينبوع وكثيرون يغتسلون. فهل لي أن أغتسل وأطهر؟ من دون أيّ شك، يأتيك هذا الفكر بكلّ الطّرق ليسرق منك راحتك لا بل كلّ آمالك. وعندما يعظك شخص ما، تبدو وكأنّك أمام مائدة مجهّزة بكلّ أنواع الطّعام، لكنّك تنظر إليها وأنت تشعر أنّ ليس لديك الحقّ في الجّلوس والمباشرة بالأكل. إنّ هذا الأمر وهم بشع ومسكين، وستكون نتيجته مميتة مثل وحش ضارٍ يفترسك ما لم تتحرّر منه. فعندما ترى السّواقي تتدفّق بجداولها الفوّارة وأنت عطشان، هل تعتقد بأنّه غير مسموح لك أن تشرب؟ إن كان هذا ما تظنّه، فلا بدّ أنّك فقدت صوابك إذ أنت تتكلّم وتفكّر كشخصٍ لا حجّة له. وكثيرون هم في مثل حالتك روحيّاً. إنّ هذا الشّك في حرّيتك بالمجيء إلى المسيح يسوع هو عمل فاشل، إذ يفسد ما تقرأه، وما تدركه أو تسمعه ويفسد محاولاتك للصّلاة، كما أنّك لن تحصل على أيّة راحة ما دمت لا تملك إجابة في قلبك على هذا السّؤال "هل أستطيع؟"

أتحدّاك، إن قرأت العهد القديم والعهد الجديد، أن تجد آية واحدة يقول فيها الله أنّه لا يمكنك أن تأتي وتضع ثقتك في المسيح. قد تجيب بأنّك لا تتوقّع أن تجد هذا في الكتاب المقدّس، ولكنّ الله قد قالها في مكان آخر ولم يتم تسجيله. إذ يقول، "لم أتكلّم بالخفاء في مكان من الأرض مظلمٍ. لم أقل لنسل يعقوب باطلاً اطلبوني. أنا الرّب متكلّم بالصّدق مخبرٌ بالإستقامة" (إشعياء19:45). سأعود ثانية إلى الكلام الّذي قلته: لا شيء في الكتاب المقدّس يمنعك من المجيء ووضع نفسك أمام المسيح. إذ أنّه مكتوب، "ومن يرد فليأخذ ما حياة مجاناً." (رؤيا17:22). أولا يتضمّنك أنت؟ إذ مكتوب أيضاً، "لأنّ كل من يدعو باسم الرّب يخلص" (رومية13:10). أولا يشملك هذا؟ بل إنّه يشملك ويدعوك ويشجّعك. هل هناك أيّ مكان في كلمة الله قد ذكر بأنّك إن أتيت إليه ستطرد خارجاً، أو أنّ يسوع المسيح لن يزيل عنك حمل الخطايا إن كنت قد أتيت إيه واضعاً إيّاه عند قدميه. هنالك ألف مقطع في الكتاب المقدّس يرحّب بك، ولا يوجد أيّ مقطع يحمل في داخله سيفاً يبقيك بعيداً عن شجرة الحياة. إنّ أبانا السّماوي قد وضع ملائكته على باب بيته ليرحّبوا بكلّ من يريد الدّخول؛ وليس هنالك أيّ كلاب لتنبح بوجه الشّحاذين الفقراء، ولا أيّ لافتات تحذّر من المرور. فقط تعال على الرّحب والسّعة.

ألا تعتقد أنّ طبيعة الرّب يسوع المسيح ذاتها يجب أن تمنع شكوكك حول إن كان مسموح لك أن تأتي وتمسّ هدب ثوبه؟ بالتّأكيد إن صوّر أحد ربّنا يسوع المسيح كناسكٍ يرفض بفخرٍ متعالٍ المتواضعين؛ وإن ظنّ أحد أنّ يسوع متطلّب جداً وبأنّه لا يقبل المذنبين كما هم، بل يشترط عليهم الشّروط الكثيرة وبأنّ يسوع لا يقبل إلاّ من كانوا مثله، أي الصالحين الصّادقين؛ فهذا سيكون حتماً أمراً ليس بصحيح بل العكس تماماً هو الصّحيح. قد واجه يسوع الاتّهام ب"أنّه كان يقبل خطاة، ويأكل معهم" عندما كان على الأرض بيننا؛ لكنّ ما قد تنبّأ عنه النّبي كان صحيحاً "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ." (إشعياء3:42).

إنّ الأطفال الصّغار يملكون شخصيّة قادرة على إصدار أحكامٍ بطريقة رائعة؛ ويعرفون الأشخاص اللّطفاء بحدسهم. فهم لا يحلّلون كثيراً، لكنّهم يميّزون بسرعة ويصلون إلى نتيجة سريعة حيال الشّخص أمامهم. لقد أتى الأطفال إلى يسوع وجلسوا على ركبتيه، وقد أتت الأمّهات بأولادهم ليحصلوا على بركته. فكيف تفكّر للحظة أنّه سيطردك؟ أريدك أن تتأكّد من أنّه ليس هناك أيّ شيء في شخصيّة المخلّص تدّل على أنّه سيطردك خارجاً. إنّ من يعرفه جيّداً يمكنه أن يؤكّد أنّ الله لا يرفض الفقير والمحتاج. فأيّ أعمى يأتي إليه باكياً ولا يحصل على البصر، وأيّ شخص جائع ينظر إليه من دون أن يطعمه. لقد شعر يسوع بعجزنا – هو الأكثر لطفاً، ومحبّة، وحناناً من بين كلّ من عاش على الأرض. لذا أنا أتوسّل إليك أن تتأكّد من أنّك تستطيع أن تأتي إليه بجرأة ومن دون أيّ خوف أن ترفض. إن كان يسوع يملك القدرة أن يشفيك بمجرّد أن تلمسه، فتأكّد إذاً من لمسه. لا يوجد أيّ تساؤل حول موضوع إيمانك؛ إذ أنّ يسوع محبّ جداً ولا يرفضك، بل سيسرّ بأن يقبلك.

هل ستفكّر ثانية بقدرة يسوع المسيح الكاملة على منح الخلاص، أو هل تملك أيّ حجج تشكّك بهذا الأمر؟ لقد كانت كلّ ملابس المسيح تفيض بالبركة، وقد غطّت البركة حتّى طرف ثوبه، ونرى ذلك حينما ـتت المرأة النّازفة ومسّت هدب ثوبه (لوقا 42:8-48). إن كانت تلك اللّمسة لمسة إيمان، فلا يهم أين لمسته. غالباً ما يحكم على رغبة شخصٍِ بالمساعدة بالقوّة التي يملكها. فعندما لا يملك شخصٌ الكثير ليقدّمه، فهو سيكون حتماً إقتصاديّاً بعطائه، وهو يحسب كلّ قرشٍ قبل أن يعطيه إذ لا يملك الكثير ليوفّره. وإن كان هناك إنسان غنيّ لا حدود لثروته، تكون متأكّداً من أنّه سيعطي بحريّة إن كان يملك قلباً كبيراً وحنوناً. إنّ الرّب إلهنا ممتلئ بقوّة الشّفاء ولا يقدر أن يتوقّف عن صنع المعجزات؛ وهو بحسب طبيعته المحبّة يسرّ بأن يفيض بالشّفاء وأن يتواصل مع من يأتي إليه. قد تعلمون أنّه لو كان هناك أيّ مدينة تفتقر للماء، ترسل الشّركة طلباً بأنّ يخفّض مصروف المياه، وتصدر قيود مفروضة على الحمّامات العامّة والمصانع بسبب ندرة هذا السّائل الثّمين. لكنّك إن ذهبت على طول نهر ال"ثايمز" وخصوصاً في فصل الشّتاء، فستسخر من فكرة الاقتصاد باستعمال المياه. وإن أراد كلب أن يشرب من النّهر، فلا أحد سيسأل إن كان يملك الحقّ بذلك؛ فهو ينزل إلى المياه ويشرب منها بغضّ النّظر عن من يريد أن يشرب من بعده. انظروا إلى الماشية، كيف تقف في النّهر مغمورة إلى الرّكبتين لتشرب؛ ولا أحد يقول فيما يسير بمحاذاة نهر الثيمز، أنّ شعب لندن المسكين يعاني من نقص في المياه إذ إنّ الماشية والكلاب تشرب من النّهر قبل أن يصل إلى لندن. لا يمكننا أن نقدّم عريضة تمنع أصحاب هذه المواشي والكلاب من شرب مياه النّهر؛ وذلك لوجود الكثير من المياه، ولوجود حرّية كبيرة تسمح لكلّ عطشان أن يشرب. قد تسأل "هل أستطيع؟" وأنا أجيب عن سؤالك بالقول: لا يوجد سبب يمنعك، بل كلّ ما هو في طبيعة المسيح يشجّعك؛ ولديه من الرّحمة ما يكفي لمنعك من الإعتقاد أنّك لا تستطيع الحصول على نعمته اللاّ متناهية.

علاوة على ذلك، افترض أنّك أتيت للمسيح كما أتت إليه المرأة النّازفة التي مسّت هدب ثوبه، فأنت لن تؤذيه. يجب أن تتردّد في تحصيل منفعة لنفسك عبر إيذاء الشّخص الّذي يساعدك. لكنّك لن تؤذي الرّب يسوع المسيح. وعندما شعر يسوع في نفسه بالقوّة الّتي خرجت منه، وأنا أؤمن بأنّه لم يشعر بأيّ ألم حينها بل شعر بسرور عظيم؛ شعر ببهجة كبيرة. إنّ لمسة الإيمان قد أثّرت فيه، واخترقت ثيابه، وسرّ بأن يردّ على اللّمسة بلمسة منه شافية مطهّرة.

لن تشوّه إلهنا، أيّها الخاطئ، حتّى ولو أتيت بكلّ ذنوبك إليه. ولن يكون عليه أن يموت ثانيةً ليغفر لك أحمال خطاياك. وليس عليه أن ينزف ولو نقطة دمٍ واحدة للتّكفير عن ذنوبك الكثيرة: فالذّبيحة الوحيدة التي قدّمت في الجلجثة، كانت عن كلّ الخطايا المحتملة. إن كنت ستأتي كما أنت، فهو لن يترك السّماء ثانية ليولد ثانية، ويعيش حياة حزينة مرّة أخرى ليخلّصك. ولن يحتاج أن يلبس ثانية تاج الشّوك، ولا أن يحتمل جرحاً آخر في يديه أو رجليه، أو جنبه. لقد أتمّ يسوع عمل الكفّارة: ألا تذكر صرخته المنتصرة – "قد أكمل"؟ فأنت لا تستطيع أن تؤذيه رغم كل أفكارك وكلماتك وخطاباتك المسيئة. ولن تستطيع أن تسلب منه أيّ شيء، إلا أنّ لمسة إيمانٍ منك قد تحمل الحياة لك. لدى يسوع كلّ الملء في ذاته، وكان كلّ الخطاة المساكين يأتون إليه دفعة واحدة، وعندما تأتي أنت إليه لتأخذ منه كلّ الإستحقاق الّذي تحتاجه، فهذا لن يجعله ينقص من استحقاقاته تجاه البشر. إذ أنّك حين تتعامل مع أمر غير متناهي يمكنك أن تقسمه أو تطرحه، لكنّك لن تجعله ينقص أبداً. وإن اغتسل كلّ بشريٍّ بينبوع استحقاقات يسوع الأبديّة، فالينبوع سيظلّ كما هو.

آخرون كثيرون قد تحدّوه مثلك، لكنّهم لم يجدوا أيّ حالة رفض من قبله. عندما كنت طفلاً، كنت أعتقد مثلك أنّ الإنجيل كتاب رائع، ومجانيّ للكلّ باستثنائي. لم يكن عليّ أن أتساءل إن كان أبي وأمّي وإخوتي وأخواتي قد حصلوا على الخلاص؛ لكنّ العاجز عن الحصول عليه هو أنا. وكان عجزي هذا بقدر عجزي عن الحصول على ماسات الملكة. لقد اعتقدت أنّ الإنجيل هو مثل سيّارة مسرعة لا تستطيع أن تقفز إليها. وكنت مقتنعاً أنّ الجميع سيحصل على الخلاص ما عداي؛ لكنّني حين طلبت الرّحمة بدموع، وجدتها. وكل توقّعاتي بإيجاد الصّعوبات فشلت. إذ أنّني منذ اللّحظة الّتي آمنت فيها، وجدت السّلام لروحي. وعندما فهمت أنّ "هنالك حياة لمن ينظر إلى المصلوب"، نظرت إليه، ووجدت الحياة الأبديّة.

أنا متأكّد أنّه لا يوجد شخص يمكنه أن يشهد ضدّ هذا. بل أتحدّى العالم كلّه أن يقدّم شخصاً واحداً طرد عن باب المسيح، أو مُنِع من أن يجد الخلاص. لذا فأنا أرجوك أن تلاحظ ذلك، لأنّ آخرين كثيرين قد سلكوا هذا الطّريق إلى الحياة والسّلام؛ لقد جعل الله هذا الطّريق، طريقاً وحيداً لنوال الرّحمة. وعلى الطّريق، أيّها الخطاة المساكين، وضعت العديد من اللاّفتات: "هذا الطّريق للخطاة. هذا الطّريق للأثمة. هذا الطّريق للجياع. هذا الطّريق للعطشانين. هذا الطّريق للضّائعين. تعالوا إليّ يا جميع النتعبين والثّقيلي الأحمال وأنا أريحكم." فلماذا تحتاج أن تقول "إذا استطعت". لا يوجد أيّ غرفة تحمل لافتة "إذا استطعت"، أوّلاً لأنّك مدعوّ للحضور؛ لقد دعاك يسوع العديد من المرّات بواسطة كلمة الله. "والرّوح والعروس يقولان تعال. ومن يسمع فليقل تعال. ومن يعطش فليأت. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجّاناً." (رؤيا17:22). "أيّها العطاش جميعاً هلمّوا إلى المياه والذي ليس له فضّة تعالوا اشتروا وكلوا. هلمّوا اشتروا بلا فضّة وبلا ثمن خمراً ولبناً." (إشعياء1:55). إنّ يسوع المسيح يدعو كلّ المتعبين والثّقيلي الأحمال ليأتوا إليه وهو يريحهم. ثق وتأكّد أنّ الله صادق في وعوده؛ وإنّه هو من دعاك، فهو حتماً يريدك أن تقبل الدّعوة. فبعد قراءتك لدعوات الله العديدة في كلمته، لا يمكنك حينها أن تقول "هل أستطيع؟" إذ سيكون هذا تشكيك خبيث بمصداقيّة الله.

بالإضافة إلى كونك مدعوّ، فأنت متوقّع أن تأتي. مقاطع عديدة في الكتاب المقدّس تتكلّم عمّا هو أكبر من مجرّد دعوة؛ إذ إنّ الله يقنعك ويرجوك أن تأتي إليه حتّى أنّه يبدو كشخصٍ يبكي ويصرخ، "قل لهم. حيّ أنا يقول السيّد الرّب إنّي لا أسرّ بموت الشّرير بل بأن يرجع الشّرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرّديئة. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل." (حزقيال11:33). عندما هيّأ ربّنا وسيّدنا حفل العشاء وأرسل الدّعوات، كثيرون ممّن دعوا لم يأتوا بل أرسلوا خدّامهم بدلاً عنهم. إنّي أتوسّل إليك وأنصحك وأحذّر كلّ من لم يؤمنوا بعد بالمسيح أن يؤمنوا حالاً. إنّي أرجوك باسم يسوع المسيح أن تبحث عن المسيح وأن تسعى إليه. أنا لا أقول لك "إن أردت أو لم ترد" لكنّني أقولها من كلّ قلبي "تعال ليسوع. تعال وأرح روحك وألق بها عليه." ألا تفهم رسالة الإنجيل؟ أتعرفون ما يطلبه وما يعطيه؟ إنّ يسوع يمنحك العفو التّام في اللّحظة الّتي تؤمنون به فيها. ستحصلون على حياة لا موت بعدها؛ فاستلمها الآن من خلال إيمانك بيسوع المسيح ابن الله. لا يهم ما تكون، أو ما قد فعلت، إن آمنت به من كلّ قلبك أنّ الله أقامه من الموت، وإن أطعته كربٍّ ومخلّصٍ، عندها ستغفر لك كلّ أنواع الخطايا والذّنوب إذ ستختفي كالغيمة وسيصنع منك الله خليقة جديدة في المسيح. فالأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكلّ قد صار جديداً.

وهذه هي النّقطة المهمّة – الإيمان بالرّب يسوع المسيح؛ قد تنظر إليّ قائلاً "لكن هل أستطيع؟" الحقيقة هي أنّك لم تدعَ أو تشَجَّع على ذلك فقط، إنّما أنت قد أمِرتَ بذلك. هذه هي الوصيّة – أن تؤمن بيسوع المسيح المرسل من الله. هذه هي البشارة: "من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن" (مرقس16:16). هناك أمر يقترن بعقوبة إن لم ينفّذ. وبعد هذا، أيجب أن تقول "هل أستطيع؟" "هل أقدر أن أخلص؟" إنّ قرأت "تحبّ الرّب إلهك من كلّ قلبك" فهل تقول "هل أستطيع أن أحبّ الله؟". وإن قرأت "أكرم أباك وأمّك"، هل تقول "هل أكرم أبي وأمّي؟" بالطّبع لا. إذ أنّ الوصيّة هي أكثر من مجرّد إذن. أنت مديون إن لم تؤمن، لذا أعطيت الحقّ بالإيمان – ليس فقط الإذن بذلك، بل مطلق التّرخيص. أولا تستطيع أن ترى هذا؟ ألن تصرخ لله: "إن كنت ستدينني يا الله بسبب عدم إيماني، وإن كنت قد أعطيتني الحريّة المطلقة في الكتاب المقدّس لأؤمن؛ فإنّي سآتي إليك وأضع ثقتي فيك يا يسوع". وحينها سيصل سؤال "هل أستطيع؟" إلى نهاية أكيدة. أولا تريد هذا؟ ليت الرّوح القدس يظهر لك، أيّها الخاطئ الضّعيف، أنّه بإمكانك الآن أن تلقي خطاياك تحت أقدام المسيح وتخلص. ربّما أنت تؤمن. فأنت الآن تملك الحريّة المطلقة أن تعترف بخطاياك وتستلم العفو مباشرة. اطرح الآن روحك المذنبة والآثمة عليّ، كي تستطيع أن تعيش من الآن وصاعداً بامتنان شديد لحبّه الكبير.