كل الكتاب/الفصل الرّابع: ما زال الظّلام مخيّماً ... لماذا؟

من Gospel Translations Arabic

اذهب إلى:الإبحار, البحث

مصادر ذات صلة
أكثر بواسطة Charles H. Spurgeon
فهرس الكاتب
أكثر حول الخلاص
فهرس الموضوع
بخصوص هذه الترجمة
English: Advice For Seekers/Still No Light, and Why?

© Chapel Library

Share this
رسالتنا
هذه الترجمة نشرت من قبل كاسبول ترانسليشن, خدمة الكرازة على الانترنت وجدت لتقدم كتب و مقالات من صميم الكتاب المقدس مجاناً لكل بلد ولغة.

تعرف على المزيد (English).
كيف يمكنك مساعدتنا
اذا كنت تتكلم اللغة الانكليزية جيداً, تستطيع التطوع في عمل الترجمة معنا.

تعرف على المزيد (English).

بواسطة Charles H. Spurgeon حول الخلاص
فصل # ن من كتاب # ب

ترجمة من قبل Walid Bitar

Review يمكنك مساعدتنا من خلال مراجعة هذه الترجمة للتأكد من دقتها. تعرف على المزيد (English).



ستكون مهمتي السعيدة أن أسعى للمساعدة بنقل أولئك الّذين يهربون من الظلمة الى النور. لذلك فنحن نحاول الإجابة على الاستفسار :"كيف أستطيع الحصول على النّور الذي لم أجده حتى الآن؟ لماذا تُركت لأتلمّس الحائط كرجل أعمى وأتعثّر ظهراً كما لو أنّه ليل؟ لماذا لم يكشف الرّب نفسه لي؟ لربّما كنت تبحث عن النّور في المكان الخطأ. يبحث الكثيرون من الناس مثل مريم عن الحيّ بين الأموات. ومن الممكن أنّك كنت ضحية التّعليم الخاطئ حيث سلام الله موجودٌ فقط في الطّقوس.ضمن المراسم.

ومن الممكن أيضاً أنّك كنت تبحث عن الخلاص ضمن الاعتقاد المجرّد لبعض المذاهب. لقد اعتقدتَ بأنّك لو تمكّنت من اكتشاف التّعليم الصّافي ومن ايداع روحك في قالبها ستكون رجلاً مخلّصاً؛ ولذلك بشكل صريح وبقدر ما تستطيع أنت قد آمنت بالحقائق التي تسلّمتها من تقاليد أسلافك. قد يكون مذهبك كلفينيّاً، ويمكن أن يكون أرمينيّاً، أو بروتستانتياً، أو ربما كاثوليكياً، وقد يكون حقيقة أو كذبة، لكن صدّقني أنّ سلام الله القوي الصلب لا يتواجد في أي جزء من أي مذهب إن كان حقيقياً أو لا على حدٍ سواء. إنّ فكرة المذاهب ليست الطريق إلى السماء. "يجب أن تولد ثانيةًَ" تعني إلى حد كبير أكثر من الايمان ببعض العقائد. إنّني أضمن لك أنّه من المهم جداً أن تفتش في الكتاب المقدّس حيث تستطيع إيجاد الحياة الأبديّة؛ ولكن تذكّر كيف وبّخ الله الفريسيين وأخبرهم أن يفتّشوا الكتب المقدسة وأضاف :" ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة"(يوحنا 5 :40). أنت تقصّر في فهم الكتب المقدّسة بالتّالي تعجز عن بلوغ الحياة الأبدية. إنّ دراسة هذه الأمور، أمر جيّد، لكنها لا تستطيع أن تمنحك الخلاص؛يجب أن تسعى إلى أكثر من هذا - يجب أن تأتي إلى يسوع المسيح الحيّ الذي صلب، لكنّه الآن حيّ وجالس عن يمين الله، وإلاّ فإنّ قبولك لأيّ مذهب لا يستطيع التأثير على خلاص روحك . أنت قد تضل في أساليب وطرق خاطئة للبحث عن السلام وتستطيع هذه الطرق ان تخدعك ولهذا فأنا أصلّي لك حتى ترى الخطأ وتميّزه من الصواب .

يجب أن تفهم أن هناك باباً واحداً للخلاص وهو السيّد المسيح؛ وطريقاً واحداً وهو المسيح؛ وحقيقة واحدة وهي المسيح؛ وحياة واحدة وهي في المسيح. يكمن الخلاص في المسيح فقط لا يكمن فيك، ولا في افعالك أو مشاعرك، ولا في معرفتك أو قراراتك. ففيه كلّ الحياة وكلّ النّور لبني البشر مذخراً بحسب رحمة الله الآب. قد يكون هذا هو السبب الوحيد الذي يفسر لك لماذا لم تحصل بعد على النّور؛ هذا لأنك كنت تبحث في المكان الخطأ .

من الممكن أنّك طلبت الأمور بطريقة خاطئة. عندما نسأل الغفران والمصالحة والخلاص يجب علينا أن نتذكّر إلى من نتحدّث، ومن نحن لنطلب الإحسان. يتعامل البعض مع الله كما لو أنّه ملزم بأن يعطيهم الخلاص؛ وكما لو أنّ الخلاص في الحقيقة كان نتيجة حتمية لمجمل أعمالهم أو جائزة مستحقة لمزاياهم. وهم يرفضون أن يروا أنّ الخلاص هو هدية تامّة من الله، ليس نتيجة الأعمال وليس نتيجة استحقاق، بل هو نتيجة عطيّة مجانيّة؛ ليست من إنسان بل من الله وحده. ومع أن الله قال في كلمته بأبسط الكلمات: "فاذاً ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم "(رومية 16:9) ومع ذلك فإن معظم النّاس يتخيّلون في قلوبهم أنّ الحياة الأبديّة مرهونة بالأعمال ويمكن اكتسابها مقابل بضع واجبات. عليك أن تترك مثل هذه الأفكار المفعمة بالغرور والأنانية؛ وأن تأتي أمام الله بتواضع المستعطي، مطالباً بوعود الرحمة، متخلّياً عن كلّ أفكار الإستحقاق، ومعترفاً بأنّ الله له حق إدانتك، وإذا خلّصك فهو سيكون رد فعل الرحمة المجانيّة الصافيّة وعمل النعمة. يرفع الكثير من الباحثين رؤوسهم عالياً جداً؛ لكن الحقيقة أنّه عليهم الانحناء لدخول الباب المتواضع إلى النّور. إنّ الركبة الجاثية هي العلامة الحقيقيّة للنّادم. "ارحمني يا الله. أنا الخاطئ" هي صلاة النّادم الحقيقيّة. إن أراد الله إدانتك، لا يمكنك أن تشتكي من الظلم الذي إستحققته ألف مرة، وإذا لم تستجب صلواتك أبداً، ولم تحصل على أي نوعٍ من الرحمة، أنت لا تستطيع أن تتّهم الله أبداً،لأنّه ليس لك الحق بأن تُسمَع. فبإمكانه أن يحجب عنك الإستجابة المطلوبة إن هو شاء.

اعترف بأنّك آثم غير مستحقّ وابدأ بالصّلاة كما لم تصلّ من قبل. اصرخ من أعماق ذاتك إذا كنت تريد من الله أن يسمعك. تعال كمتسوّل وليس كدائن. تعال مستعطياً وليس طالباً. استعمل فقط هذه الحجّة "اسمعني يا الله لأنّك رحيم، لقد مات المسيح؛ وأنا أبكي لك كمجرم مدان يريد العفو. خلّصني من الوقوع في الحفرة، حتّى أسبّح اسمك". إنّني خائف أن يكون ملجأ الرّوح المتفاخرة مصدراً عظيماً من الأذية للكثيرين؛ وإذا كانت هذه هي الحالة معك، فعليك تعديلها، وعليك أن تذهب بقلب متواضع وتائب، وبانكسار وخضوع في الروح إلى أبيك الذي أهنته أي الله وهو بالتأكيد سيقبلك ابناً له.

إنّي أخاف أنّ بعض الناس لم يحصلوا على السلام إذ أنّهم لا يملكون بعد فكرة واضحة عن الطّريق الحقيقي لإيجاده. وبالرّغم من أنّه كثيراًغالباً ما علّمنا عنه، لا يزال غير مفهوم كليّاً. إنّ طريق السلام مع الله يلتبس على كثيرين، بحيث أنّهم سيسيئون فهمك مهما أفصحت عنه. إنّ خلاصك لا يعتمد على ما أنت تعمل، بل على ما عمله يسوع عندما قدّم نفسه كذبيحة عن خطاياك. إنّ خلاصك يتأصّل في آلام احتضار الجلجثة؛ إذ حمل البديل العظيم ذنبك وتحمّل العقوبة بدلاً منك. إنّ خطاياك لن تحطّمك، إذاً على تلك الخشبة الدّامية، جعل الكاهن العظيم المختار من قبل الله، كفّارة تامّة للخطايا؛ عندها لن توضع الخطايا ضدّك أبداً. ما عليك فعله هو ببساطة أن تقبل ما قد أتمّه يسوع عنك. أعرف أنّ فكرتك هي أن تجلب شيئاً له؛ لكنّ هذه الفكرة المفعمة بالغرور خرّبت حياة الكثيرين، وستخرّب أكثر. عندما تأتي خالي اليدين، مصمّماً أن تقبل خلاص الله المجّاني والكامل من يديّ الله، فحينها، وحينها فقط، ستنال الخلاص.

هناك حياة لقاء نظرة إلى المصلوب.

لكن البشر لن ينظروا إلى الصّليب. لا، بل يتآمرون لرفع صليب آخر؛ أو هم يتطلّعون لتزيين ذاك الصّليب ببعض الجواهر؛ أو هم يعملون لتكليله بالزّهور النّاضرة؛ لكنّهم لن يلقوا نظرة بسيطة إلى المنقذ، ويعتمدوا عليه وحده. وفي النّهاية، لا يمكن لأي روح أن تحصل على السّلام مع الله بأيّ وسائل أخرى؛ بينما هذه الوسيلة فعّالة جدّاً بحيث أنّها لا تفشل أبداً، ولن تفشل. إنّ مياه أبانة وفرفر هي، بحسب طبيعة البشر المتعجرفة، مفضّلة على غيرها، لكنّ مياه الأردن وحدها يمكن أن تأخذ مرض البرص معها. (انظر إلى 2ملوك 1:5-14). إنّ الندم، والأعمال، والقرارات، هي كلّها ببساطة أوعية مكسورة؛ لكنّ تيار الحياة الوحيد سيوجد في نافورة الماء الحيّ الذي أوجده موت عمّانوئيل. فهل تستطيع أن تفهم أنّ بمجرّد الثّقة، والاعتماد المخلص، والاتّكال القلبي على يسوع المسيح تجد الطّريق إلى الخلاص؟ إذا كنت تعرف هذا، فليعطك الله، الّذي علّمك أن تفهم الطريق، نعمة للسّير فيه، وليكن نورك قد ظهر وأشرق. أنّ سلامك قد وُجدَ، إذ قد اشتراه المسيح بدمه. إذ أن كلّ من وضع ثقته به، انمحت ذنوبهم:

ضائعة كما في بحر فائض،

غارقة في دماء المخلّص

يا روحي المغفور لها، كم أنت مباركة،

ومبرّرة من كلّ شيء الآن.

إذا لم تمسّ أيّ واحدة من هذه الحجج حاجتك، ربّما لم تجد النّور بسبب سعي فاتر في اتّجاهه. إذ لم يدخل أحد السّماء برغبة فاترة. إنّ المصلّين بفتور لا تستجاب طلباتهم. عندما لا تُقدَر الرّحمة، ولا تطلب بجديّة، فلا عجب أن ترفض. يكذب الخاطئ مراراً، سنةً بعد أخرى، متجمّداً خارج باب رحمة الله، لأنه لم يسبق له أن هيّأ نفسه كليّا لأخذ مملكة السّماء بالعنف. فإن كنت راغباً في ألاّ تخلّص، فإنّك ستُترَك للموت؛ لكن إذا كنت حتماً مصمّماً أنّك لن تدع الله يستريح حتّى تحصل على غفرانه، فهو سيعطيك رغبة قلبك. إنّ من يجب أن يخلص، سيخلص. ومن يضع قلبه ليجد الطّريق إلى تلّ الصهيون، سيجد ذلك الطريق. أعتقد بأنّه عادة ما يأتي الإحساس بالعفو إلينا، كشمشون مثلاً، عندما نتمسّك بأبواب الرحمة بعنفٍ مستميت، كما لو كنّا نسحبها إلى فوق، بدلاً من إبقائها مغلقة بعيداً عن السّلام والأمان. إنّ الدّموع والبكاء بقوّة، وأنين الرّوح، والشّوق العنيف، والطّلبات المستمرّة هي الأسلحة التي، بدمّ يسوع، ستقودنا إلى النّصر إذ نسعى إلى البحث عن المسيح. ربّما، حينها، لم تكن قد هيّأت نفسك كما يجب. ليت الرّب يساعدك لكي تكون مصارعاً مقتدراً وبعدها أميراً غالباً!